أيتام طرابلس.. ضحايا جدد لفساد حكومة السراج
لم يقتصر الفساد داخل دور الأيتام على نهب أموال تلك المؤسسات والتحرش بالفتيات بل إن الزجّ بالأطفال في ساحة القتال بات نمطًا جديدا للتربح
"مشاهد صادمة واستهتار بصحة اليتامى من أجل نهب الأموال".. جزء من تقرير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، رصد حلقة جديدة من حلقات الفساد الذي يغمر العاصمة طرابلس، وسط حالة الإفلات من العقاب.
من "لحوم فاسدة تقدم للنزلاء، مرورًا بخلط المواد الغذائية بالطبية، إلى وجود بعض الأدوية منتهية الصلاحية"، ملاحظات سجلها مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، من داخل دار البنات للاحتياجات الخاصة بمنطقة سيدي المصري بطرابلس التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.
تقرير مركز الرقابة على الأغذية والأدوية سلط الضوء على الفساد الذي يوحل طرابلس، ورغم إنفاق ميليشيا حكومة الوفاق 3.917 مليار دينار حتى 30 من سبتمبر/أيلول العام الجاري على الدعم الذي يوجه إلى دور الأيتام، إلا أنها تؤول إلى جيوب الميلشيات المسلحة.
ويقول المصرف المركزي الليبي بطرابلس، إن حكومة السراج صرفت 3.917 مليار دينار حتى 30 من سبتمبر/أيلول في العام الجاري على الدعم الذي يوجه جزءا منه إلى دور الأيتام، دون جدوى.
وتعاني دور رعاية الأيتام في ليبيا من تردٍ في الخدمات الصحية المقدمة للنزلاء، ومن سوء الأطعمة، فضلا عن نقص في الأسرة، والمستلزمات الوقائية من كورونا، بحسب تقرير للجنة الأزمة والطوارئ بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، في أبريل/نيسان الماضي، الذي أكدت فيه أن وزارة الشؤون الاجتماعية لم تؤدِ دورها المناط بها من جانب الصيانة والإشراف والمتابعة والدعم المالي.
التحرش باليتيمات
كل هذا يضاف إليه تحرش بعض الميلشيات المسلحة بفتيات دور رعاية الأيتام، حتى أصبح أحد أشكال الانفلات الذي تعاني منه العاصمة طرابلس, لدرجة أن إحدى نزيلات دار رعاية البنات الأيتام بسيدي المصري، استغاثت بحكومة الوفاق، من الميليشيات التي تتحرش بها وغيرها من الفتيات، متسائلة: أين النخوة وأين الشرف؟
كما أن المدونة لطفية مصباح؛ صاحبة مدونة لطفية مصباح، وهي نزيلة إحدى دور الرعاية سابقا، نشرت شهادة أخرى قالت خلالها: "في داخل دار رعاية البنات للأيتام بسيدي المصري في الفترة التي كنت نزيلة ومقيمة فيها، كان المسؤولون بالضمان الاجتماعي وبعض المسؤولين بالدولة، يعتدون على الفتيات بالاغتصاب وتخديرهن إذا حاولن مقاومتهن".
الزج بالأيتام في ساحات القتال
ولم يقتصر الفساد داخل دور الأيتام على نهب أموال وميزانيات تلك المؤسسات والتحرش بالفتيات، بل إن الزجّ بالأطفال في ساحة القتال بات نمطًا جديدًا للتربح من وراء هؤلاء الأطفال.
ففي يونيو/حزيران الماضي، كشف المركز الليبي لحقوق الإنسان، تجنيد أطفال ليبيين بين فصائل الميليشيات المسلحة التي تقاتل إلى جوار ميليشيا حكومة الوفاق الوطني.
وقال المركز الليبي لحقوق الإنسان، إنّ تجنيد الأطفال من قبل فصائل الوفاق وتركيا في ليبيا منتشر بشكل كبير، لا سيما في مصراتة، حيث يتم إغراء القُصَّر واستدراجهم للقتال مقابل رواتب أسبوعية تصل حتى 1000 دينار ليبي.
وأوضح المركز، أن الأهداف الأساسية التي يتم اللجوء إليها لتجنيد الأطفال هي دور رعاية الأيتام، حيث يُزج بالأطفال على الجبهات دون أي تدريب.
وتعتبر ليبيا واحدة من أكثر دول العالم فسادًا، حيث جاءت في المركز 168 بين 180 دولة، وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية للعام 2019.
ويشكك مراقبون في الهدف الحقيقي من وراء حملة الملاحقة للمتورطين في الفساد في طرابلس، مشيرين إلى أن الفساد وإهدار المال العام والعبث بقوت الليبيين بات نمط حكم في البلاد منذ خضوع العاصمة طرابلس لقادة الميلشيات المنفلتة.
ويرى المراقبون أن عددا ممن صدرت ضدهم أوامر بالحبس الاحتياطي استطاعوا مغادرة البلاد، ومنهم من لا يزال يمارس عمله بشكل اعتيادي، حيث وراء كل فاسد أطراف تشاركه فساده وتحميه من ساطة القانون التي تبقى قاصرة في ظل سيطرة الجماعات المسلحة.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز