#إيميلات هيلاري.. "درع" السعودية والإمارات أحبطت "اختطاف" البحرين
إحدى رسائل البريد الإلكتروني كشفت أن الإمارات والسعودية وقفتا سدا منيعا أمام محاولة اختطاف البحرين كـ"رهينة".
مبكرا قرأت السعودية والإمارات رسائل الخراب التي دعمتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مستخدمة أذرعها التخريبية سواء قطر و"جزيرتها" وتنظيم الإخوان لإحداث الفوضى في دول عربية، فكانتا "درعا" يحمي الشقيقة البحرين ويمنع اختطافها لساحة الفوضى والخراب.
يأتي التاريخ ليثبت صحة وشجاعة موقف السعودية والإمارات، حيث كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، كيف وقف البلدان سدا منيعا أمام محاولة اختطاف البحرين "رهينة" إبان انتشار الفوضى في البلاد عام 2011.
الفصل الأول
المؤامرة تكشفت في رسالة بعثها مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، في 13 مارس/آذار 2011 بعنوان "عبد الله بن زايد: استجابة القوات السعودية والإماراتية لطلب بحريني للمساعدة".
قال فيلتمان في رسالته إن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أكد له أن الإمارات والسعودية ترسلان قوات إلى البحرين، بناء على طلب من الحكومة البحرينية، وأن بلاده تستجيب لطلب استعادة النظام.
وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن دول مجلس التعاون الخليجي لن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد آخرين "يأخذون البحرين رهينة".
وألمح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى أن دولا أخرى قد تنضم، مؤكدا أن "هذا شأن داخلي لمجلس التعاون الخليجي."
الفصل الثاني
على الأرض، بعيدا عن الشعارات ومن موقع المسؤولية، ظهر الموقف السعودي الإماراتي الواحد عندما تدخلت قوات "درع الجزيرة" في البحرين بـ1200 عسكري سعودي و800 جندي إماراتي تحت لواء قوات درع الجزيرة في البحرين بتاريخ 15 مارس/آذار 2011 بناء على طلب حكومة مملكة البحرين لوقف محاولات نشر الفوضى والتخريب في البحرين مطلع 2011.
وقت المؤامرة قال فيلتمان، حسب بريد هيلاري كلينتون: "لا أعتقد أننا سنكون قادرين على إثناء دول مجلس التعاون الخليجي عن إرسال قوات، التي يبدو أنها ترسل بموجب اتفاقية أمنية لدول مجلس التعاون الخليجي."
وأضاف: من الواضح أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي يرون أن ما يحدث في البحرين يمثل تهديدًا وجوديًا، كما أن المظاهرات الاستفزازية والمظاهرات المضادة تثبت فقط أن الوضع في البحرين أصبح لا يحتمل.
ويتابع فيلتمان: لكن حتى لو لم نتمكن من إثناء دول مجلس التعاون الخليجي عن الدخول، آمل أن يتمكن الأشخاص في البيت الأبيض ومكتب وزارة الدفاع من استخدام اتصالاتهم لتعزيز النقاط التي أحاول إيصالها، وأن قوات مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى ضبط النفس والحرص، وأنه سيُطلب منا التعليق علنًا على ذلك.
لم تكن ساعة ضبط للنفس، لكنها كانت ساعة موقف شجاع يحبط أي مؤامرة تستهدف البحرين، فجاءت الاستجابة الإماراتية السعودية، في عام 2011 ردا على المؤامرة ومحاولات زرع الفوضى عندما طلبت حكومة مملكة البحرين الاستعانة بقوات "درع الجزيرة" وقالت الحكومة البحرينية إن القوات جاءت لتأمين المنشآت الاستراتيجية.
الفصل الثالث
فصل جديد من المؤامرة تكشف حين اعتبرت إيران استجابة قوات "درع الجزيرة" لطلب مملكة البحرين بمثابة "غزو للبحرين"، فجاء رد البحرين قويا على لسان وزير خارجيتها حينها خالد بن أحمد آل خليفة أن "قوات درع الجزيرة لن تبارح البحرين حتى يذهب الخطر الإيراني."
وليكتمل هذا الفصل تقدمت إيران بشكوى في مجلس الأمن بشأن إرسال درع الجزيرة إلى البحرين.
ويمر الزمان، فتظهر رسائل هيلاري كلينتون، دعم إدارة أوباما لدور إيران التخريبي في البحرين، وسعيها لإظهار التدخل الشرعي السعودي الإماراتي في البلد الجار بناء على طلبه باعتباره "غزوا".
وفي واحدة من رسائل هيلاري كلينتون التي صنفت كوثائق سرية وصفت الوزيرة الأمريكية تدخل درع الجزيرة في البحرين بـ "الغزو السعودي".
ويفسر استخدام هذا الوصف للتدخل الشرعي والذي كان بطلب من دولة جارة مدى سخط هيلاري وموظفيها من موقف السعودية والإمارات ضد الخطر الإيراني في البحرين.
وأوضحت وثائق أفرجت عنها وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا أن عملاء الاستخبارات الإيرانية حاولوا تأجيج الاضطرابات في البحرين، ولكن الموقف الإماراتي السعودي أحبط مخطط الإرهاب الإيراني الذي دعمته إدارة أوباما.
الفصل الرابع
تظهر إيميلات هيلاري جانبا مشرقا من التنسيق السعودي الإماراتي في مواجهة المخطط الإيراني المدعوم من إدارة أوباما.
وتقول الرسائل: "السفير السعودي عادل الجبير (سفير المملكة لدى واشنطن حينها عام 2011)عاود الاتصال. وقال إن القوات المستخدمة ستكون من الحرس الوطني السعودي، وإنه يتوقع مشاركة قوات أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي. لم يكن يعرف الأعداد. قال إنه يعتقد أن الهدف هو الدعم المعنوي أكثر من أي شيء آخر."
ويكشف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، أنه أجرى نفس النوع من المحادثات التي أجراها مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع السفير السعودي (حينها) عادل الجبير.
فظهر الموقف الإماراتي السعودي موقفا واحدا لا يقبل القسمة على اثنين وكان هدفه واضحا لا يقبل المساومة وهو إحباط أي مخطط يستهدف نشر الفوضى في البحرين.
ويكمل فيلتمان: "قال عادل (عادل الجبير سفير السعودية لدى واشنطن حينها) إن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، يحاول التواصل مع الوزيرة كلينتون لمناقشة هذا الأمر."
وتكتمل الصورة بإحدى الرسائل التي أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، والتي أظهرت قوة الدبلوماسية السعودية وتحديها لواشنطن دعما لأشقائها.
وأشارت الرسالة إلى قيام وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل بإغلاق الهاتف في وجه كلينتون بعد طلبها من الرياض عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين خلال أحداث 2011.
الفصل الأخير
كان الفصل الأخير شاهدا تاريخيا محا كل رسائل المؤامرة ورد كل من تآمروا في إدارة أوباما وإيران خائبين بخفي حنين حين استقرت الأوضاع بمملكة البحرين وانتهت مظاهر الفوضى.
استطاعت السعودية والإمارات في نهاية الأمر بموقف ثابت وشجاع أن تجنب الشقيقة البحرين ما كانت تسميه واشنطن وقطر "ربيع عربي" ليسجل التاريخ في فصله المتعلق بالخليج العربي بحروف من نور كيف تحمى الأوطان وكيف يذود الشقيق عن شقيقه.
ولولا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سمحت لوزارة الخارجية الأمريكية بإماطة اللثام عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، لما تكشف حجم المؤامرة ولما ظهر في المقابل صلابة وحكمة الموقف السعودي الإماراتي.
وأعلن ترامب في أكتوبر/تشرين الأول الجاري رفع السرية عن رسائل هيلاري، وكتب في تغريدة عبر تويتر: "لقد أذنت برفع السرية تماما عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأمريكي، خدعة روسيا. وبالمثل، فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لا تنقيح".
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA==
جزيرة ام اند امز