4 معارك كبرى.. المهمة المستحيلة للذكاء الاصطناعي في مواجهة المناخ
تتعرض أنظمة الذكاء الاصطناعي لانتقادات متزايدة بشأن مقدار الطاقة التي تستخدمها، لكنها يمكن أن تسهم أيضًا في استجابتنا لتغير المناخ.
ويمكن تقسيم تغير المناخ إلى عدة قضايا فرعية، يجب معالجتها كجزء من استراتيجية شاملة للتكيف معه والتخفيف من آثاره. وتشمل هذه المشاكل: تحديد مصادر الانبعاثات، وتعزيز إنتاج واستخدام الطاقة المتجددة، والتنبؤ بالكوارث مثل الفيضانات والحرائق.
- أزمة في قلب أمريكا اللاتينية.. 57.4% من الشعب الأرجنتيني تحت خط الفقر
- تهمة «تلويث المناخ» تطارد نجوم الدوري الإنجليزي.. ماذا عن مو صلاح؟
وقد حدد باحثو المناخ أربعة مجالات مختلفة يقوم من خلالها الذكاء الاصطناعي بدوره في مواجهة أوسع مع أزمة المناخ.
1. الكهرباء
يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل الانبعاثات المرتبطة بالطاقة من خلال التنبؤ بشكل أكثر دقة بالعرض والطلب على الطاقة.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم الأنماط المتعلقة بكيف ومتى يستخدم الناس الطاقة؟ ويمكنه أيضًا التنبؤ بدقة بكمية الطاقة التي سيتم توليدها من مصادر مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية اعتمادًا على الطقس، وبالتالي المساعدة في تحقيق أقصى قدر من استخدام الطاقة النظيفة.
على سبيل المثال، من خلال تقدير كمية الطاقة الشمسية المولدة من الألواح (استناداً إلى مدة ضوء الشمس أو الظروف الجوية)، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تخطيط توقيت شحن السيارات الكهربائية لمساعدة المستهلكين على تحقيق أقصى استفادة من هذه الطاقة المتجددة.
2. النقل
يمثل النقل ما يقرب من خمس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية. ويمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تشجع خيارات السفر الأخضر من خلال اقتراح الطرق الأكثر كفاءة للسائقين، مع حركة مرور أقل، وسرعات ثابتة، وبالتالي تقليل الانبعاثات.
واقترح نظام قائم على الذكاء الاصطناعي مسارات للسيارات الكهربائية في مدينة جوتنبرغ بالسويد. يستخدم النظام ميزات مثل سرعة السيارة وموقع نقاط الشحن للعثور على الطرق المثالية التي تقلل من استخدام الطاقة.
3. الزراعة
أظهرت الدراسات أن الممارسات الزراعية الأفضل يمكن أن تقلل من الانبعاثات. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يضمن استخدام المساحة والأسمدة (التي تسهم في تغير المناخ) بشكل ضئيل.
ومن خلال التنبؤ بكمية المحاصيل التي سيشتريها الناس في سوق معينة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المنتجين والموزعين على تقليل الهدر. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة عام 2017 أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة يمكنها التنبؤ بمحصول فول الصويا على مستوى المقاطعة.
وكان ذلك ممكناً باستخدام صور الأقمار الصناعية لتحليل وتتبع نمو المحاصيل. وقارن الباحثون نماذج متعددة للتنبؤ بدقة بإنتاجية المحاصيل، ويمكن للنموذج الأفضل أداءً التنبؤ بإنتاجية المحصول بناءً على صور النباتات النامية والميزات الأخرى، بما في ذلك المناخ.
إن معرفة العائد المحتمل للمحصول قبل أسابيع يمكن أن يساعد الحكومات على التخطيط لوسائل بديلة لشراء الغذاء قبل موسم الحصاد السيئ.
4. إدارة الكوارث
يُعد التنبؤ بالكوارث وإدارتها مجالًا قدم فيه الذكاء الاصطناعي مساهمات كبيرة. قامت نماذج الذكاء الاصطناعي بدراسة الصور الملتقطة من طائرات بدون طيار للتنبؤ بأضرار الفيضانات في حوض السند في باكستان.
يعد النظام مفيدًا أيضًا في الكشف عن بداية الفيضان، مما يساعد في التخطيط لعمليات الإنقاذ في الوقت الفعلي. ويمكن للسلطات الحكومية استخدام هذا النظام للتخطيط لتدابير الإغاثة السريعة.
ومع ذلك، فإن هذه الاستخدامات المحتملة لا تمحو مشكلة استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة. ولضمان أن يصبح الذكاء الاصطناعي قوة من أجل الخير في مكافحة تغير المناخ، فلا يزال يتعين علينا القيام بشيء حيال ذلك.