الذكاء الاصطناعي ينقذ الحاجز المرجاني العظيم.. ابتكار بحثي في أستراليا

يُمثل الحاجز المرجاني العظيم أحد الأصول البيئية والتراثية والسياحية في أستراليا؛ لكن الكثير من الأبحاث العلمية حذرت من الخطر المحدق به؛ بسبب الاحترار العالمي. ويأتي الذكاء الاصطناعي بثورته كأحد الحلول لإنقاذ الشعاب المرجانية.
وقد تشكّل الحاجز المرجاني العظيم على مدار ملايين السنين، وهو يضم أعداد هائلة من الشعاب المرجانية، والتي تُعد أحد الركائز الأساسية لتوازن الأنظمة البيئية البحرية.
لكن مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، صارت الشعاب المرجانية في مواجهة ظاهرة الابيضاض؛ إذ شهد العالم في 2024 الحدث العالمي الرابع المسجل لابيضاض الشعاب المرجانية من فرط الإجهاد الحراري؛ فقد عانت 75% من الشعاب المرجانية خلال العامين الماضيين من الإجهاد الحراري، وهذا يُنذر بالخطر.
الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الشعاب المرجانية
وقد عملت مجموعة بحثية من جامعة جنوب أستراليا؛ على استكشاف الحلول التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحفظ من خلالها الحاجز المرجاني العظيم، حيث قاموا بدمج تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وأنظمة المعلومات الجغرافية مع تقنيات الاستشعار عن بُعد؛ لمراقبة الأضرار التي قد تلحق بالنظم البيئية البحرية الأكثر هشاشة في العالم، وطرح الحلول اللازمة لإيقاف تلك الأضرار والتعامل معها.
ونشر الباحثون دراستهم في دورية "إليكترونيكس" (Electronics) في 20 ديسمبر/كانون الأول 2024.
نموذج وافي
يساعد النموذج الذي صممه الباحثون على تجميع كل البيانات المتاحة عن الشعاب المرجانية على لوحة معلومات مركزية واحدة للمراقبة في الوقت الفعلي، وتضم: مقاطع الفيديو والصور تحت الماء وملفات للنصوص وقراءات أجهزة استشعار الوقت وصور للأقمار الصناعية. كل هذا على لوحة واحدة، ما يُزود العلماء البيئيين بتنبؤات في الوقت الفعلي.
استخدم الباحثون بيانات من مصادر مختلفة، منها: معهد أبحاث الأحياء المائية في خليج مونتيري (MBARI)، الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، مختبر أبحاث المحيطات البحرية في هاواي (HURL)، منظمة البحث العلمي و الصناعي لدولة استراليا (CSIRO). وهذه مجموعات ضخمة من قواعد البيانات العالمية.
وبذلك، يُعد هذا النموذج فريد من نوعه في تتبع والتنبؤ بالعوامل المضرة بصحة الشعاب المرجانية، ما يساهم في تسريع التدخل المبكر لعلاج المشكلة. وحماية الشعاب المرجانية من الأضرار المختلفة المتمثلة في الاحترار العالمي وتفاقم أعداد المفترسات وتفشي الأمراض وغيرهم من المشكلات التي قد تفاقم الخطر حول الشعاب المرجانية.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjM5IA== جزيرة ام اند امز