تأثير مذهل للذكاء الاصطناعي في الحروب المستقبلية.. أسلحة وتقنيات جديدة
يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) أحد التقنيات العسكرية التي أولتها القوى الكبرى أكبر قدر من الاهتمام في السنوات الأخيرة.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا بالغ القوة في إعادة تشكيل خريطة الحروب القادمة.
فقد أعلنت الولايات المتحدة عن استراتيجيتها الثالثة لإدارة الحروب في عام 2014، والتي سعت من خلالها إلى الحفاظ على الميزة العسكرية الأمريكية من خلال استخدام التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأسلحة غير المألوفة. كما أدرجت استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، الذكاء الاصطناعي كأحد التقنيات التي يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تعزيز الاستثمار فيها واستخدامها.
في المقابل، أعلنت الصين في عام 2019 عن استراتيجية عسكرية جديدة، وهي "الحرب الذكية"، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي.
- عجز موازنة إسرائيل يتفاقم بسبب الحرب.. 2.7 مليار دولار في مايو
- برقائق «لونر ليك».. إنتل تقود ثورة الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي
وصرح مسؤولون في جيش التحرير الشعبي الصيني أن الصين قادرة على تجاوز الجيش الأمريكي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وفي خطاب متلفز في سبتمبر/أيلول 2017، قال الرئيس الروسي بوتين إن أول دولة تطور ذكاءً اصطناعيًا حقيقيًا ستحكم العالم.
وهكذا أبدت الدول الكبرى اهتماما كبيرا بالاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، وأصبح هناك سباق لتطويره.
طرق سيغير بها الذكاء الاصطناعي الحرب
بالنظر إلى أن سرعة اتخاذ القرار باعتباره العامل الأكثر أهمية في تحديد من سيفوز أو يخسر في الحرب، فإن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور بارز في اتخاذ قرار الحرب وتوقيت هذا القرار أيضا.
وإذا كان الذكاء الاصطناعي لا يعالج المعلومات فحسب، بل يتخذ القرارات بنفسه أيضًا، فمن المتوقع أن يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارات سريعة أسرع بما لا يقاس من تلك التي يتخذها البشر.
علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي خالٍ من التحيزات والاستدلال (الحدس والتصورات المسبقة) والمخاوف والمشاعر الأخرى والإرهاق المتأصل في الدماغ البشري، ومن المتوقع أن يتخذ قرارات موضوعية ودقيقة حتى في ظروف الحرب القاسية.
كما سيغير الذكاء الاطصطناعي أيضا من الأدوات والوسائل والأسلحة المستخدمة.
الاستخدامات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في الجيوش
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفيد الجيوش بعدة طرق بما في ذلك:
- أنظمة الحرب
- اتخاذ القرار الاستراتيجي
- معالجة البيانات والبحث
- محاكاة قتالية
- التعرف على الهدف
- مراقبة التهديدات
- أسراب الطائرات بدون طيار
- الأمن الإلكتروني
- رعاية المصابين والإخلاء
وقد أصبحت التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من عمل الجيش وستستمر أهميتها في النمو.
ويعد الوعي بإمكانيات الذكاء الاصطناعي أمرًا حيويًا للاستفادة منه في العمليات العسكرية الحديثة.
ومن المهم بنفس القدر الوعي بالمخاطر الأمنية المحتملة والقضايا الأخلاقية التي قد تنشأ عند استخدام الذكاء الاصطناعي في سياق عسكري.
ويوضح تحديث حديث لسياسة الأسلحة المستقلة من البنتاغون كيف تتعامل وزارة الدفاع الأمريكية على سبيل المثال مع هذه المخاوف لضمان أن استخدام الذكاء الاصطناعي يفيد الأهداف العسكرية الأمريكية.
ويصف الخبراء الحرب الروسية الأوكرانية بأنها أول صراع في التاريخ يستخدم فيه كلا الجانبين الذكاء الاصطناعي.
استخدمت روسيا الذكاء الاصطناعي لشن هجمات إلكترونية، وفي الوقت نفسه، تستخدم أوكرانيا أيضًا تقنية التعرف على الوجه للتعرف على العملاء والجنود الروس، فضلاً عن تحليل استراتيجيات الاستخبارات والتخطيط.
ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية ينبغي بالضرورة استخدامها دون قيود في الجيش، وإنما يجب الحذر مما يمكن أن تتسبب فيه، والتحذير الأكثر شهرة يأتي من عالم الفيزياء ستيفن هوكينج: الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى نهاية البشرية.