تسخير الذكاء الاصطناعي للبحث والإنقاذ.. العالم يعترف بالريادة للإمارات

شكلت منظمة كوسباس-سارسات الدولية المختصة بتحديد مواقع المنكوبين عبر الأقمار الاصطناعية، لجنة دولية معنية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في أنظمة البحث والإنقاذ الفضائي، وقد اختارت الإمارات لرئاستها اعترافا بخبرة الدولة في المجالين.
والثقة التي منحتها المنظمة الدولية للإمارات لرئاسة هذه اللجنة، تعد اعترافا دوليا بالخبرات الإماراتية، وقدرة الدولة على جمع الخبراء وصياغة حلول فعلية قابلة للتطبيق عالمياً.
وتجسد هذه الخطوة، إحدى ثمار الاستثمار المنهجي لدولة الإمارات في الكوادر والبحث العلمي، على النحو الذي أهلها لتولي أدوار قيادية على الساحة الدولية.
الإمارات تقود العالم
واختيرت دولة الإمارات لرئاسة هذه اللجنة التقنية المتخصصة، عقب نجاحها في استضافة سلسلة من الاجتماعات الدولية بين 27 مايو/أيار و5 يونيو/ حزيران في أبوظبي، التي ناقشت آخر التطورات التقنية في مجال البحث والإنقاذ الفضائي.
وقدمت قيادة الحرس الوطني، عبر المركز الوطني للبحث والإنقاذ، ورقة عمل شاملة كانت الأساس لتشكيل اللجنة، وطرحت خارطة طريق لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات الإنقاذ.
وحظيت الورقة الإماراتية بدعم 45 دولة عضوًا في المنظمة، إلى جانب منظمات دولية رائدة مثل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، والمنظمة البحرية الدولية (IMO)، التي أشادت جميعها بالدور القيادي للإمارات في تسخير التقنيات الحديثة لأغراض إنسانية.
وبموجب الإطار الجديد، تقود الإمارات جهود تنسيق العمل الفني بين الدول الأعضاء، وتطوير أدوات ذكية لإدارة المهام والعمليات، مع تعزيز جاهزية الاستجابة الدولية لحالات الطوارئ، كما تم تكريم الدولة رسميًا تقديرًا لإسهاماتها في تحديث منظومة كوسباس-سارسات.
ريادة الذكاء الاصطناعي
وتمثل دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في التحول الرقمي وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وتتصدر الجهود المبذولة لتبني الرقمنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وحققت الإمارات من خلال اعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي، قفزات في نواحي العمل الحكومي وقطاعاته ووزاراته المختلفة؛ إذ أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل بعض الخدمات الوزارية والحكومية.
وتعد الإمارات أول دولة في العالم تعين وزيرا للذكاء الاصطناعي وذلك في عام 2017، فيما استحدثت العام الماضي منصب "الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي" في الوزارات والجهات الاتحادية بالدولة، الذي يتولى عدة مهام مثل التخطيط الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في الجهة الاتحادية، وتعزيز أفضل ممارساته، وتبنيه ضمن وحداتها ومشاريعها.
ووفق وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، فإن دولة الإمارات تعد من الدول السبّاقة في تعزيز استخدام الابتكار والذكاء الاصطناعي في مشاريع الطاقة النظيفة، ولم تدخر جهداً في تعزيز الابتكار والذكاء الاصطناعي في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة والاستدامة والعمل المناخي للوصول إلى مستهدفات الحياد المناخي.
وحلت دولة الإمارات في المركز الأول عالميا في مؤشر البنية التحتية للاتصالات، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية 2024، الذي يركز على دور الحكومات في تسريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
مكانة عالمية راسخة
يؤكد اختيار دولة الإمارات لرئاسة لجنة الذكاء الاصطناعي في منظمة كوسباس-سارسات، مكانة الدولة الرائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، ويعكس الثقة الدولية في قدرتها على قيادة الابتكار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات البعد الإنساني.
وتمتلك الإمارات كوادر بشرية مؤهلة وخبرات كبيرة وإمكانيات ستساعدها على قيادة حوار دولي مسؤول حول تسخير الذكاء الاصطناعي في دعم عمليات الإغاثة والإنقاذ.
وتترجم دولة الإمارات من خلال رئاستها للجنة الدولية إيمانها الراسخ بأن ملامح المستقبل لا يمكن رسمها إلا بالتفكير الجريء والتخطيط الاستباقي والعمل الجماعي العابر للحدود، والإمارات ملتزمة بتحويل هذه القيم إلى أفعال تخدم الإنسان وتعزز التعاون العالمي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز