اليوم الدولي للأمل 2025.. مبادرات إماراتية ملهمة تبعث التفاؤل بغد أفضل

يحتفي العالم، السبت، للمرة الأولى باليوم الدولي للأمل، فيما تتواصل مبادرات الإمارات الملهمة التي تبعث التفاؤل بغد أفضل في العالم أجمع.
يأتي الاحتفال بهذا اليوم، بعد أن أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعها مارس/آذار الماضي يوم 12 يوليو/تموز يوماً دولياً للأمل، يُحتفى فيه بهذه القيمة بوصفها بوصلةً توجّه الأفراد والمجتمعات والدول نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً.
ويهدف القرار إلى تعزيز قوة الأمل حول العالم، بما يرسّخ دعائم السلام والازدهار والتنمية المستدامة. ويعكس هذا التحرك التزامًا عالميًا بإلهام العمل الإيجابي في مواجهة التحديات التي تعصف بالبشرية، وهي أهداف ومبادئ تسعى الإمارات لتحقيقها ونشرها في العالم أجمع من خلال إنجازاتها ومبادراتها السياسية والدبلوماسية والإنسانية الملهمة، الداعية لنشر السلام والتسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.
نشر السلام
يحل هذا اليوم بعد يومين من استضافة الإمارات، الخميس، قمة أذرية-أرمينية، بعثت الأمل على إنهاء خلاف دام 4 عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما.
قمة استبقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بلقاءين مع إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، كلٌّ على حدة، وجه خلالهما رسائل مهمة أسهمت في تهيئة الأجواء للقاء ووضع قواعد ومبادئ تؤسس لسلام مستدام بين البلدين.
واستضافت دولة الإمارات، لقاءً بين إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، الخميس، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين بلديهما، وسبل دعم الجهود الرامية إلى بناء جسور الثقة وتعزيز الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز.
تأتي تلك القمة ضمن جهود إماراتية متواصلة لإنهاء الخلافات بالطرق الدبلوماسية ونشر السلام حول العالم، يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من ذهب.
أيضا في مثل هذا اليوم يستذكر العالم بامتنان وتقدير للإمارات وقيادتها، جهود الإمارات المتواصلة لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
وتوجت جهود الإمارات بنجاحها في إبرام 15 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024 تم بموجبها إطلاق 4132 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وتبقي الإمارات عبر نجاح وساطاتها نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
دعم غزة.. رسالة أمل
أيضا يأتي الاحتفاء بيوم الأمل بعد يومين من وصول قافلة مساعدات إماراتية جديدة مكوّنة من 13 شاحنة إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، التي تنفذها الإمارات في إطار دعمها الإنساني المتواصل للشعب الفلسطيني.
مبادرات إماراتية تتوالى تعد رسالة أمل تضمّد جراح أهل غزة وتخفف تداعيات الحرب المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مليار وجبة
أيضا يحل اليوم الدولي للأمل بعد نحو أسبوع، من إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إنجاز المشروع الإنساني الذي أطلقه في رمضان 2022، لتوفير مليار وجبة للمحتاجين حول العالم، بالكامل.
وتعد مبادرة "مليار وجبة"، أكبر مبادرة إطعام من نوعها في المنطقة، وتسعى إلى توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، وذلك في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون في المجتمعات كافة من دون تمييز.
وتعد تلك المبادرة إحدى مبادرات مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" الهادفة إلى تعزيز ثقافة الأمل، والتصدي الفعال لأهم المشكلات الإنسانية والتنموية والمجتمعية الملحة، التي تواجهها مناطق عدة في العالم، مع التركيز على المجتمعات الأقل حظاً.
صناع الأمل
أيضا يعد الأمل مسمى لعدد من المبادرات والإنجازات الإماراتية التي يعم نفعها العالم أجمع مثل مبادرة "صناع الأمل" التي تعد أكبر مبادرة من نوعها مخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي.
وتوجت المبادرة أبطال نسختها الخامسة فبراير/ شباط الماضي، مستمرة في تأدية رسالتها الإنسانية، وفتح آفاق جديدة للتغيير الإيجابي والثقة بالمستقبل، وكما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "يحيا الإنسان بالأمل.. وتنطلق المجتمعات للحياة بناء على قوة الأمل.. وتهون أصعب التحديات أمام أمل حقيقي..عندما ينشر البعض اليأس والإحباط في منطقتنا.. ننشر نحن التفاؤل والأمل".
وتهدف مبادرة "صناع الأمل" التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" إلى تسليط الضوء على صنّاع الأمل في العالم العربي، من النساء والرجال، الذين يكرِّسون وقتهم وجهدهم ومواردهم لخدمة الآخرين ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإغاثة المنكوبين والمساهمة في تحسين الحياة من حولهم، والتعريف بمبادرات ومشاريع وبرامج صناع الأمل عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وعبر منصات الإعلام الجديد، وتعزيز شهرتهم في مجتمعاتهم وفي الوطن العربي.
كما تهدف إلى مكافأة صناع الأمل المتميزين من أصحاب المبادرات الأكثر تأثيراً عبر تقديم الدعم المادي لهم لمساعدتهم في مواصلة مبادراتهم وتكثيف جهودهم الإنسانية والتطوعية في مجتمعاتهم، وتوسيع نطاق مبادراتهم ومشاريعهم لتشمل عدداً أكبر من المستفيدين.
وتسعى المبادرة إلى المساهمة في غرس ثقافة الأمل والإيجابية في مختلف أنحاء الوطن العربي وتشجيع العطاء أياً كانت الظروف ومهما بلغ حجم التحديات وخلق نماذج إيجابية ملهِمة من الشباب في العالم العربي يكونون أمثلة تحتذى لغيرهم في العمل من أجل التغيير البنّاء وتطوير مجتمعاتهم، والاحتفاء بهذه النماذج بوصفهم الأبطال الجدد أو النجوم الحقيقيين الذين يستحقون الإشادة والتقدير.
مسبار الأمل
أيضا يحمل مسمى الأمل عدد من الإنجازات الإماراتية البارزة، من بينها "مسبار الأمل"، الذي يعد أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
ومنذ وصوله إلى مدار المريخ في 9 فبراير/ شباط 2021، وفر مسبار الأمل 12 حزمة من البيانات العلمية للغلاف الجوي للكوكب الأحمر، بإجمالي بلغ 5.4 تيرابايت، وبصورة مجانية بالاشتراك مع 200 جهة علمية وبحثية حول العالم، عبر منصة البيانات العلمية الخاصة بالمشروع.
إنجازات يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لمساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، والإسهام في بناء مستقبل أفضل للعرب والبشرية جمعاء.
ومع وصول المسبار إلى المريخ، أضحت الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تصل بنجاح إلى مدار الكوكب الأحمر، في إنجاز علمي وفضائي تاريخي.
كما أضحى مسبار الأمل مصدر إلهام مئات الملايين من 56 دولة "عربية وإسلامية"، لتكرار هذا الإنجاز، بعد نجاح الإمارات في تسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ.
عودة الإنسان للقمر.. أمل يتجدد
ودشنت الإمارات عام 2024 بالإعلان عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، مؤكدة عزمها استكمال البناء على ما حققته من إنجازات في الأعوام الماضية في مجال استكشاف الفضاء.
ويجسد انضمام الإمارات إلى المشروع العالمي الأبرز في القرن الـ 21، مدى حرصها على تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء بما يخدم البشرية ويعود عليها بالنفع والتقدم والازدهار.
ويعد المشروع، الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر بعد غياب تجاوز الخمسين عاما، للنزول على سطحه واتخاذه قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ، وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عامًا قابلة للتمديد وستحصل على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما ستكون لها الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المتقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
وفي خطوة مهمة على طريق إنشاء وتطوير أول محطة قمرية، تم في فبراير/شباط الماضي التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس الإيطالية بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير "وحدة معادلة الضغط" ضمن المحطة القمرية.
وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج "أرتميس" التابع لوكالة "ناسا" الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه.
كما ستسمح المحطة باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2024 عن انضمامها إلى مشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
عام المجتمع.. أهداف مشتركة
أيضا يتزامن الاحتفال بيوم الأمل مع إعلان عام 2025 "عام المجتمع" في الإمارات، الذي أطلقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحت شعار "يدًا بيد"، بهدف بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
وتدعم مبادرة "عام المجتمع" أهداف اليوم الدولي للأمل من خلال ترسيخ قيم التعايش والتسامح، وتعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية للتسامح والمواهب، ودعم القيم الإنسانية الأصيلة كالبذل والعطاء والتعاون.
ويعيش في الإمارات أكثر من 200 جنسية في تناغم يعكس قيم الأخوة الإنسانية.