الذكاء الاصطناعي.. مستقبل مشترك للإمارات وتركيا
في ظل انتهاج دولة الإمارات وجمهورية تركيا لاستراتيجيات ذكاء اصطناعي، يغدو مستقبل التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال قويا.
وأعلنت أكثر من 20 دولة حول العالم عن استراتيجياتها الوطنية للذكاء الاصطناعي (AI)، التي تشمل رسم خرائط الطرق الخاصة بها مع مختلف المدارس ووجهات النظر حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا.
وقد وضعت معظم دول العالم خططًا حول كيفية تحسين أنظمة دفاعها الوطني والبنية التحتية العامة من خلال هذه التكنولوجيا الجديدة، وكيف ينبغي أن تسهم حصة التصدير في القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني للبلاد، وكيف سيتم إعادة هيكلة نظام التعليم مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات التي ستطرأ على المهن والوظائف مستقبلا.
وكانت دولة الإمارات من الدول السباقة في انتهاج استراتيجية للذكاء الاصطناعي، كما أعلنت تركيا عن استراتيجيتها الخاصة للذكاء الاصطناعي.
استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي
في أكتوبر 2017، أطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي (AI).
وتمثل هذه المبادرة المرحلة الجديدة بعد الحكومة الذكية، والتي ستعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في دولة الإمارات بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، الساعية إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل بالعالم في المجالات كافة.
الذكاء الاصطناعي في سياسات حكومة الإمارات
تدرك حكومة دولة الإمارات أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها الإيجابي في إحداث طفرة تطويرية في أساليب تقديم الخدمات الحكومية.
وتعمل الحكومة جاهدةً على تسريع وتيرة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات القطاعين العام والخاص.
ولقد وفرت العديد من مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات برامج دراسية في الذكاء الاصطناعي في مختلف الدرجات ( بكالوريوس ودراسات عليا) للطلبة الذين يرغبون في التخصص والعمل في هذا المجال.
وتشمل هذه المؤسسات: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، جامعة الإمارات العربية المتحدة (UAEU)، جامعة السوربون-أبوظبي، جامعة خليفة.
وزارة الذكاء الاصطناعي
وأكدت دولة الإمارات سعيها قدماً نحو مستقبل أكثر تطوّراً وفاعلية، لذلك عزمت على تغيير آلية عمل الحكومة لتواكب التطور السريع في عالم التكنولوجيا، وقامت بإنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي بالإمارات ضمن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي.
مايسترو الذكاء الاصطناعي التركي
أعلن علي طه كوتش، رئيس المكتب الرئاسي للتحول الرقمي التركي، المعروف محليا باسم مايسترو الذكاء الاصطناعي، عن الاستراتيجية التركية.
وذكر أن تركيا تدرك النمو التكنولوجي العالمي، وأشار إلى أن كل وحدة من وحدات النمو في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساهمت بنسبة 1.8-2 % في الاقتصاد. وأكد أنه ينبغي بذل مزيد من الاستثمار في التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص.
إعلان تركيا استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي
أعلنت تركيا عن استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، في أغسطس 2021.
وحددت خارطة الطريق 2021-2025 ، التي أُعلن عنها رسميًا في تعميم من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، 6 أولويات تغطي رأس المال البشري، والبحوث، وريادة الأعمال، والبنية التحتية، وجودة البيانات.
وتتضمن الاستراتيجية أهدافًا لزيادة حصة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، فضلاً عن 50 ألف وظيفة في القطاع، بحسب المرسوم.
كما استهدفت الاستراتيجية وضع تركيا ضمن أفضل 20 دولة في مؤشرات الذكاء الاصطناعي الدولية.
وتتوقع الاستراتيجية، أن نفقات الذكاء الاصطناعي العالمية، والتي تبلغ حاليًا حوالي 50 مليار دولار، ستتضاعف في غضون 5 سنوات.
وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بما يتراوح بين 13 و15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030 و13-14% من النمو العالمي.
في حين أن عدد الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والصين قد وصل إلى 2000، فإن هذا الرقم يبلغ حوالي 200 في تركيا.
ويقع حوالي نصف مبادرات الذكاء الاصطناعي في تركيا في مجمعات التكنولوجيا الجامعية، و73% منها تقع في إسطنبول.
وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، كتب الرئيس أردوغان شخصيًا مقدمة وثيقة الاستراتيجية، وسلط الضوء على تأثير الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي على عمليات الإنتاج والحياة اليومية والمؤسسات.
وقال أردوغان: لقد أوصل هذا الإنسانية إلى عتبة عصر جديد. وأضاف أنه من المتوقع أن يكون لتقنيات الذكاء الاصطناعي تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، يتجاوز حتى تأثير الإنترنت.
وشدد أردوغان على أن الوقت قد حان لكي تحرز تركيا تقدمًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، وأشار أيضًا إلى أن مثل هذه الخطوة التقنية والاقتصادية من قبل تركيا لديها القدرة على المساهمة في الإنسانية ككل.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز