أردوغان في الإمارات.. تعاون ثنائي يؤسس لحقبة اقتصادية مثمرة
تعاون ثنائي قوي، ينتظره مستقبل أفضل ومثمر، هكذا هو حال العلاقات الاقتصادية بين دولتي الإمارات وتركيا.
هذه العلاقات ستشهد تحولا تاريخيا، مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، الإثنين المقبل، لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستستمر يومين.
وتبحث الزيارة العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى تناول الجانبين مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
وقال فخر الدين ألتون، رئيس إدارة الاتصالات بالرئاسة التركية، اليوم السبت، إن زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مفيدة لتطوير التعاون بين البلدين.
وخلال ندوة حملت عنوان "التطلع للمستقبل: التعاون التركي الإماراتي"، اليوم، أكد ألتون أن "العلاقات بين تركيا والإمارات لها أهمية كبيرة في إرساء السلام والاستقرار الإقليميين".
كما شدد على أن "تركيا والإمارات لاعبان مهمان في المنطقة كقوى سياسية واقتصادية".
نقلة نوعية بالعلاقات
وشهدت العلاقات التركية - الإماراتية في نهاية العام 2021 نقلة نوعية، تزامنت مع زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا تلبيةً لدعوة وجهها له الرئيس التركي، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في طريق تعزيز العلاقات بين البلدين، وفتح صفحة جديدة تركز على المصالح المشتركة بينهما.
وخلال الزيارة تم استعراض فرص تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وغيرها من المجالات التي تدفع عملية التنمية والتقدم في البلدين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، واتفقا على أهمية تعزيز ركائز الأمن والسلام والاستقرار والتي تشكل القاعدة الأساسية لانطلاق التنمية والبناء والمضي نحو المستقبل المزدهر الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، أن البوصلة التي توجه سياسة دولة الإمارات الخارجية هي دعم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، مبدياً التطلع إلى التعاون والشراكة والعلاقات الإيجابية مع كل دول المنطقة، "لأن هدفنا هو التنمية والازدهار للجميع.. وإيماننا الأساسي هو أن هذا هو الطريق لتحقيق تطلعات شعوبنا"، كما أعرب عن تطلعه أن تكون زيارته لتركيا بداية لمرحلة جديدة.
كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دولتي الإمارات وتركيا كبيرة، وتوفر فرصاً واعدة يمكن استثمارها والاستفادة منها في مختلف المجالات، خاصة التبادل التجاري غير النفطي الذي نما بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن هذا يضع أسساً قوية يمكن البناء عليها والانطلاق منها لخدمة التنمية في بلدينا خلال الفترة المقبلة.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عقب المحادثات عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، ولتعزيز دعم الاقتصاد التركي وتوثيق التعاون بين البلدين. وسيركز الصندوق على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.
كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، منها 12 اتفاقية ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.
آفاق تجارية أرحب
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الأول لتركيا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في عام 2020 نحو 8 مليارات دولار. وقال البروفيسور مصطفى شنطوب، رئيس الجمعية الوطنية الكبرى لجمهورية تركيا "البرلمان"، إن التجارة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2021 بلغت 6.4 مليار دولار.
كما تشارك تركيا في معرض إكسبو 2020 دبي، بجناح في منطقة الاستدامة، وتم تصميمه تحت شعار "صنع المستقبل من أصل الحضارات".
وأوضح البروفيسور شنطوب أن دولة الإمارات هي أيضًا مستثمر مهم في تركيا وتحتل المرتبة الثانية بين دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الاستثمار، مضيفًا أن دولة الإمارات لديها استثمارات كبيرة في السياحة والبنوك وكذلك الموانئ والتجزئة.
وكان الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية بحكومة دولة الإمارات، قد صرح في حوار له مع شبكة "بلومبيرج" في يناير/كانون الثاني 2022 بأن دولة الإمارات تسعى إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري مع تركيا، وتعليقًا على ذلك أكد شنطوب "أن هناك بالفعل إمكانات كبيرة لتوسعة العلاقات التجارية بيننا".
وكشف شنطوب أن المقاولون الأتراك نفذوا 141 مشروعًا بقيمة 13 مليار دولار أمريكي في دولة الإمارات حتى هذا اليوم، مضيفًا: "لقد استثمرت شركاتنا في سوق دولة الإمارات العربية المتحدة وتشكل جزءًا منها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث بلغت الاستثمارات التركية في دولة الإمارات 720 مليون دولار".
وقد وقعت دولتا الإمارات وتركيا على اتفاقية صفقة مقايضة تقارب 5 مليارات دولار بالعملات المحلية، يناير/كانون الثاني الماضي.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز