الذكاء الاصطناعي يفك لغزا خفيا في «لوحة تاريخية»

تمكن الذكاء الاصطناعي من اكتشاف تفاصيل غير مألوفة في لوحة «مادونا ديلا روزا» للفنان الإيطالي رافائيل، بعدما أظهرت التحليلات الرقمية أن وجه القديس يوسف — في الزاوية العلوية اليسرى من اللوحة — قد لا يكون من تنفيذ الرسام نفسه.
طور فريق من الباحثين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة خوارزمية متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل لوحات رافائيل الأصلية، ودراسة ضربات الفرشاة والتدرجات اللونية والتظليل بمستوى دقة يتجاوز قدرة العين البشرية على التمييز.
وقال عالم الرياضيات والحاسوب حسن عجيل من جامعة برادفورد إن الحاسوب "قادر على الرؤية بعمق لا تصل إليه العين البشرية، حتى على المستوى المجهري"، موضحًا أن هذا النوع من التحليل يمنح الباحثين أدوات أكثر دقة لفهم بصمة الفنان.
واستخدم الفريق خوارزمية ResNet50 وتقنية آلة المتجهات الداعمة (SVM) لفحص وجوه الشخصيات في اللوحة بشكل منفصل، وأظهرت النتائج أن جميع الأجزاء الأخرى تتوافق مع أسلوب رافائيل، فيما بدا وجه القديس يوسف مختلفًا في الملمس والظل واللون، مما يدعم فرضية أن فنانًا آخر — يُرجَّح أنه جوليو رومانو، أحد تلاميذ رافائيل — قد شارك في رسمه.
اللوحة التي يُعتقد أنها أُنجزت بين عامي 1518 و1520 كانت موضوع جدل بين مؤرخي الفن منذ القرن التاسع عشر، حيث أثيرت تساؤلات حول ما إذا كان رافائيل قد أكملها بنفسه قبل وفاته عام 1520.
ويؤكد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل خبراء الفن التقليديين، بل يمثل أداة مساعدة لتقييم أصالة الأعمال وتوثيقها، فاتحًا المجال أمام حقبة جديدة من دراسة تاريخ الفن بالاعتماد على التحليل الرقمي الدقيق.