مؤتمر في أبوظبي يبحث مستقبل علاج المسالك البولية بالذكاء الاصطناعي

انطلقت اليوم في أبوظبي أعمال المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط المتخصص في المسالك البولية والسلس البولي.
تنظم المؤتمر الجمعية الدولية لعلاج السلس البولي "ICS" بالتعاون مع جمعية الإمارات للمسالك البولية "EUS"، ويستمر حتى 20 سبتمبر/أيلول الحالي، ليشكّل منصة علمية وطبية رائدة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الرعاية المتكاملة للسلس البولي والمسالك البولية على مستوى دول الخليج والمنطقة.
محطة دولية مرموقة
ويعد مؤتمر "ICS-EUS 2025" محطة دولية مرموقة لاستعراض أحدث الابتكارات الطبية والعلمية في مجال رعاية السلس البولي، حيث يركز على تبني مقاربات علاجية تتمحور حول المريض أولاً، وتعزيز مفاهيم الوقاية، والرفاهية الشاملة، وتقديم العلاج المناسب والمتوافق مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية لكل مريض في المنطقة.
ويستهدف المؤتمر شريحة واسعة من الكوادر الطبية تشمل، أطباء المسالك البولية، وأطباء أمراض النساء والتوليد، وأطباء الشيخوخة، وأخصائيي العلاج الطبيعي، والممرضات، وسائر المهنيين الصحيين المعنيين بتطوير أساليب تشخيص وعلاج السلس البولي في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم.
وقال الدكتور ياسر السعيدي، رئيس جمعية الإمارات للمسالك البولية، إن المؤتمر السنوي للجمعية هذا العام يكتسب أهمية استثنائية باستضافة الجمعية العالمية لعلاج مشاكل السلس البولي عند الرجال والنساء، موضحا أن الجمعية الدولية تعد مرجعا متخصصا عالميا في هذا المجال الدقيق من طب المسالك البولية، وفق وكالة أنباء الإمارات "وام".
وأشار إلى أن تنظيم المؤتمر في الإمارات يعكس حرص الجمعية على إثراء الساحة الطبية بأفكار جديدة وحلول علاجية متخصصة، بما يسهم في تلبية احتياجات المجتمع المحلي ونقل أحدث المستجدات والتطورات العالمية إلى الدولة.
وأضاف أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مناقشة موضوعات محورية في القطاع، أبرزها استعراض تجارب جراحات الروبوت، وأحدث التقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، إلى جانب عرض أحدث الأبحاث والدراسات العلمية الجديدة التي سيتم طرحها خلال أيام المؤتمر.
مجموعة متكاملة من الدورات التدريبية وورش العمل والجلسات العلمية
وأكد البروفيسور جون هيساكرز، الأمين العام للجمعية الدولية لعلاج سلس البول (ICS)، أن المؤتمر يشهد تنظيم مجموعة متكاملة من الدورات التدريبية وورش العمل والجلسات العلمية، التي تشمل عروضاً شفهية وملصقات علمية ومحاضرات متخصصة وجلسات نقاشية مستديرة، تركز على القضايا الحيوية للمنطقة، وعلى رأسها التأثيرات الثقافية على الرعاية الصحية بالسلس البولي.
وأوضح أن مناقشة هذه الجوانب تعتبر جوهرية، إذ أن تجربة المريض في أوروبا لا تعكس بالضرورة تجربة مريض الشرق الأوسط، سواء كان رجلاً أو امرأة، ما يجعل فهم الأبعاد الثقافية والاجتماعية إلى جانب المعرفة الطبية والعلمية أمراً حيوياً.
وأشار إلى أن التطور العلمي الملحوظ يتمثل في لجوء الباحثين من الدول غير الناطقة بالإنجليزية إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لصياغة ملخصاتهم العلمية وتحسين مهارات عروضهم التقديمية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا تقوم بالبحث العلمي بذاته، ويجب التأكد من دقة مخرجاته، إلا أنه يمثل دعامة قوية لتطوير جودة البحث العلمي.
وأوضح أن السلس البولي ينقسم إلى نوعين رئيسيين، سلس الإجهاد المرتبط بضعف الصمام وعدم القدرة على التحكم في العضو، وسلس الإلحاح الناتج عن خلل في المثانة، مشيراً إلى أن هناك حلولاً جراحية متعددة لعلاج سلس الإجهاد لدى الرجال والنساء، مع تسليط الضوء على أن الرجال يواجهون هذه المشكلة بشكل أكبر بسبب علاجات سرطان البروستاتا.
وأضاف أن النساء لديهن خيارات علاجية متنوعة، بعضها فعال وبعضها يحتاج إلى المزيد من البحث والتحسين، فيما تشمل خيارات علاج فرط نشاط المثانة الأدوية والعلاج الفيزيائي وتقنيات التحفيز العصبي وحقن مادة البوتوكس، مشيراً إلى أن مجال التحفيز العصبي يشهد طفرة متسارعة، كما أن العلاجات الدوائية تعود لتكتسب زخماً متجدداً.
وقال الدكتور عبدالقادر الزرعوني، استشاري المسالك البولية، ونائب رئيس جمعية الإمارات الطبية، إن المؤتمر يهدف إلى إبراز صورة دولة الإمارات على المستوى العالمي، وتعزيز تبادل الخبرات مع المشاركين من كافة أنحاء العالم، إلى جانب تدريب وتأهيل الأطباء والممرضين على أحدث التقنيات والإمكانات المتوفرة داخل الدولة، بما يمكنهم من تقديم أفضل الخدمات للمرضى دون الحاجة للسفر خارج الإمارات للعلاج.
ولفت إلى أن أهم الجلسات تتناول كيفية تشخيص الحالات وتقديم العلاج المناسب، مع التركيز على الوقاية ونقل المعلومات الصحيحة للمرضى، بعيداً عن المصادر غير الموثوقة، مع التأكيد على أهمية رفع وعي المجتمع حول مشاكل سلس البول، خاصة بين كبار السن.
وأكد أن التقنيات الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، تسهم في تطوير الممارسة الطبية، كما أن الربط بين المؤسسات الطبية عبر برامج الرعاية الإلكترونية يمكّن الأطباء من متابعة ملفات المرضى في أي مستشفى داخل الدولة، بما يعزز جودة التشخيص والعلاج.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTM4IA== جزيرة ام اند امز