"آرتينا".. معرض شبابي لإحياء الصناعات اليدوية في السودان
المعرض يشتمل على منتجات يدوية الصنع؛ كالأزياء والشنط الجلدية والقماشية، بالإضافة إلى أدوات الزينة، فضلاً عن مأكولات ومشروبات محلية.
يعمل عدد من الشباب السودانيين ممن يمتلكون مواهب وخبرات مختلفة في الصناعات اليدوية، على تجميع جهودهم في مشاريع إنتاجية صغيرة، تنتظر رأس المال المحلي والأجنبي لتصبح ماركة "صنع في السودان" الأشهر في العالم.
وأقامت هذه المجموعة التي تجمعت تحت اسم "آرتينا"، وتعني "حقنا"، معرضاً بالخرطوم يضم المنتجات التي قاموا بتصنيعها يدوياً، وجميعها من مواد خام محلية، كانت تذهب إلى الخارج لتعود من باب الاستيراد مُصنعة.
واشتمل المعرض على منتجات يدوية الصنع؛ كالأزياء والشنط الجلدية والقماشية، بالإضافة إلى أدوات الزينة والإكسسوارات، فضلاً عن مأكولات ومشروبات محلية.
والمعرض الذي أقيم بالمتحف القومي للآثار السودانية، زاره عدد كبير من المواطنين والأجانب، جذبتهم حملة الإعلانات المكثفة التي روج لها أصحاب المعرض على وسائل التواصل الاجتماعي.
ترويج لخيرات السودان
يقول محمد موسى محمد حسين، صاحب فكرة معرض "آرتينا" لـ"العين الإخبارية"، إن الفكرة ولدت لديه من خلال تأمله في الخيرات التي يحظى بها السودان في كافة المجالات، والتي في حال تم استغلالها جيداً ستضع البلاد في مصاف الدول المنتجة لمختلف الصناعات.
وأوضح أن المعرض يعمل لأجل الترويج للثروات والخيرات التي يمتلكها السودان، وعكس الإمكانيات السياحة التي يتمتع بها السودان، والتي كانت مخفية طوال فترة النظام السابق لأسباب مرتبطه بسياساته المتشددة.
وأكد أن مجموعة "آرتينا" تضم شباباً وشابات من مختلف أنحاء السودان، لديهم إمكانيات هائلة في الإبداع، خصوصاً في مجال الصناعات؛ الأمر الذي يتطلب تنميتها والاهتمام بها، مضيفاً: "لأننا لا نريد أن نصدر شيئاً من مواردنا من دون تصنيع، نريدها تصنع بأيدي سودانية".
وتابع: "مثلاً جلود الحيوانات التي نمتلكها؛ سنقوم بتصنيع مشتقاتها هنا، بدلاً من استيراد الأحذية من إيطاليا، رغم أنها تصنع من ذات الجلود، كذلك الملابس القطنية؛ سنعمل على تصنيعها بالداخل، وهذا المعرض يجمع عدد من الشباب والشابات، الذين يمتلكون مواهب في هذه المجالات".
وأشار إلى أن المعرض توجد به ملابس مصنوعة من القطن طويل التيلة، الذي ينتجه السودان بكثافة، خصوصاً في مشروع الجزيرة، ورغم أنه كان يعتبر واحد من أكثر البلدان تصديراً للقطن، فهو مع ذلك يستورد جميع الملابس القطنية من الخارج.
وأضاف: "هذا المعرض هدفه تطوير هذه الخيرات التي يمتلكها السودان بواسطة أبنائه هنا في الداخل، للاكتفاء الذاتي منها ومن ثم تصديرها مكتوب عليها صنع في السودان".
وذكر أن المعرض يُقام شهرياً، ليعكس كل التنوع الذي يمتاز به السودان، وليس هدفه البيع بقدر ما يهدف للترويج للخيرات، على أمل أن تأتي شركات استثمارية لتتبنى بعض المشروعات الموجودة لنقلها من الصناعة اليدوية إلى الآلية.
تنوع ثقافي
سلمى سليمان عبد الله، مصممة أزياء ومصنوعات جلدية، وهي خريجة كلية فنون وتجيد تنسيق الألوان، الأمر الذي مكنها من أن تصبح اسماً معروفاً في مجالها،
قالت خلال مشاركتها في معرض "آرتينا" لـ "العين الإخبارية" إن المشغولات التي تقوم بتصنيعها جميعها من مواد محلية تسعى من خلالها لإحياء ثقافة سودانية اندثرت".
وتضع سلمى على طاولة معروضاتها مصنوعات مثل الشنط اليدوية مختلفة الأحجام مصنوعة من "الأقمشة والجلود والسعف"، كما تضع أزياء نسائية من قماش "الدمورية" السوداني.
وأكدت سلمى أن المصنوعات التي قامت بتصميمها هي عبارة عن أشياء كانت موجودة في الثقافة السودانية لكنها اندثرت بفعل الزمن، وأضافت: "أضع على المنتج رسمات أفريقية، وأخرى تعكس التراث السوداني والأفريقي".
وأشارت إلى أن مجموعة "آرتينا" تضم 60 شخصاً، ويخططون للوصول إلى 1000 عضواً، ومن ثم تطوير الصناعات اليدوية إلى آلية حتى يصبح في غنى عن الصناعات المستوردة.
ومن جانبها، قالت رزان سليمان، مصممة إكسسوارات مشاركة في المعرض، لـ"العين الإخبارية"، إنها واحدة من مجموعة "آرتينا"، شاركت بمنتجاتها التي تصنعها يدوياً في أكثر من معرض، لكنها تطمح من خلال هذا المعرض إلى التعاون مع شركات كبرى لتطوير مصنوعاتها.
وقالت رزان إنها بدأت عملها كهاوية، لكنها سرعان ما طورت هذه الهواية التي تقوم على صناعة وتصميم الإكسسوارات المتعلقة بالفلكلور السوداني من الخرز، التي تجد قبولاً كبيراً من رواد المعرض خصوصاً الأجانب.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg
جزيرة ام اند امز