المخرج سعيد حامد لـ"العين الإخبارية": البشير دمر السينما السودانية
المخرج السوداني سعيد حامد اختاره مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة
العين الإخبارية – حسن أبوالعلا
صنع المخرج السوداني سعيد حامد، اسمه في السينما المصرية، منذ بدء مسيرته سنة 1992 بفيلم "الحب في الثلاجة" للفنان المصري يحيى الفخراني، لكنه شهرته كمخرج تحققت مع فيلمه الثاني "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي كان ميلاداً لنخبة من النجوم مثل محمد هنيدي وأحمد السقا ومنى زكي، لتتوالي بعد ذلك أفلامه الناجحة.
وتقديراً لمشواره كمخرج اختاره مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، فضلا عن تكريمه في حفل الختام كأحد أبرز مخرجي الكوميديا في الوطن العربي.
وفي حواره مع "العين الإخبارية" يكشف سعيد حامد عن رؤيته لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، وتكريمه عن مسيرته في عالم الكوميديا، وكذلك رؤيته لمستقبل السينما في السودان بعد النجاح الذي حققه شباب السينما السودانية مؤخرا.
ماذا عن تجربتك في رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الدار البيضاء للفيلم؟
هذه المرة الأولى التي أكون فيها رئيس لجنة تحكيم، وهي مسؤولية كبيرة جدا بخاصة أنها في مسابقة للأفلام القصيرة، والتي تعتبر بمثابة بوابة لمخرجين ربما يكونون مخرجي المستقبل، ودعمهم مهم جدا، وعليهم ألا ينتظروا الجوائز بقدر ما يشاهدوا تجارب الآخرين لكي يكتسبوا الخبرة.
وما انطباعاتك عن تجارب المخرجين الشباب خلال المهرجان؟
كانت هناك أفلام جيدة للغاية، وأخرى تفتقد لروح السينما ومليئة بالحشو. الفرق الأساسي بين الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية أن السينما إيقاعها سريع ومشاهدها محسوبة بدقة، فلا داعي لوجود مشاهد تثقل على المتفرج.
كيف ترى تكريمك كأحد رموز مخرجي الكوميديا في الوطن العربي؟
تشرفت جدا بهذا التكريم، وأسعدني جدا خصوصاً أنني بعيد عن السينما منذ 10 سنوات تقريبا. كنت أتنقل في القوالب السينمائية وآخذ معي الكوميديا للعمل الجديد حتى لو كان عملا سياسيا مثلما حدث في فيلم "طباخ الرئيس"، فالكوميديا لون أستطيع أن أضعه على الشيء الذي أقدمه، وأنا أحب التعبير عن طريق الكوميديا.
ألا ترى أن الكوميديا مظلومة في المهرجانات العربية؟
فكرة أفلام المهرجانات ذات الطبيعة الخاصة التي كانت منتشرة قديما تغيرت، فالفيصل حاليا هو الفيلم الصادق المصنوع بشكل جيد، ومن الخطأ أن يصنع المخرجون الأفلام للمهرجانات، فالسينما تصنع للجمهور، والمنتج الذي ينفق أموالا لابد أن يستعيدها حتى يكون هناك استمرارية في العمل.
لماذا طال غيابك عن السينما على الرغم من نجاحك؟
كلنا عشنا مرحلة ثورة يناير وما بعدها، ولم يكن لدى أحد أفكار لتقديمها فالأوضاع كانت مضطربة، وكل السينمائيين تقريبا ظلوا نحو 4 سنوات في انتظار اكتمال سياسة الدولة، وبعد ذلك تغيرت مواصفات السوق السينمائي والسلعة التي يحتاجها، ورفضت أفلاما كثيرة جدا يرى أصحابها سواء كنجوم أو منتجين أنها جماهيرية بينما كنت أرى أنها غير مفيدة.
وما رأيك في الأفلام الكوميدية الموجودة على الساحة؟
هناك أعمال جيدة، وأخرى لم تضحكني لأنها تخلو من الموقف الكوميدي، فالكوميديا لابد أن تكون داخل الموضوع وليس خارجه.
شهدت السينما السودانية طفرة كبيرة وحققت جوائز في مهرجانات عديدة، لماذا؟
أتمنى أن تكون هذه الصحوة باكورة الاستمرارية للسينما السودانية لكي لا تختفي من الساحة مرة أخرى، في ظل الديمقراطية التي اكتسبها الشعب السوداني. النظام السابق في السودان برئاسة عمر البشير كان يرى أن السينما حرام، وبالتالي دمر كل دور العرض والحركة السينمائية ككل، على الرغم من أن السودان كان يضم 68 شاشة عرض و130 ألف كرسي في صالات السينما، وكلنا تربينا على السينما داخل السودان، وأتمنى أن يستمر الشباب هناك في صناعة السينما، لكن لابد أولا من إحياء دور العرض.
ألا تفكر في تقديم فيلم داخل السودان؟
أتمنى تقديم فيلم في السودان لكن أين سأعرضه؟ لابد أن يكون لدينا دور عرض سينمائية أولا، وكلنا متفائلون أن تواكب السودان الحركة السينمائية في الفترة المقبلة لأنها تأخرت كثيرا.