جدل فنيّ .. هل تموت موسيقى "الروك" مع رحيل روّادها؟
بعض الفرق مثل "بلاك كيز" و"كيلرز" اللتين عادتا مؤخراً إلى الساحة الفنية، ماتزال ترفع راية "الروك" في المشهد الموسيقي الحالي.
هل تُشارِف موسيقى "الروك" بِبطء على نهايتها، مثل نجومها المتقدّمين في السنّ؟
سؤوال يتردّد بإلحاح خصوصاً بعد خضوع ميك جاجر لِعملية في القلب، وإرجاء أوزي أوزبورن جولته بعد سقوطه، وإصابة بيت تاونزند من فرقة "هو" بالصمم شبه الكامل.
وماتزال بعض الفرق مثل "بلاك كيز" و"كيلرز" اللتين عادتا مؤخراً إلى الساحة الفنية بعد سنوات من توقفها، ترفع راية "الروك" في المشهد الموسيقي الحالي.
ووفق أرقام شركة "نيلسن ميوزيك" المتخصّصة، لم تظهَر أيّ من فرق "الروك" أو فنان لِهذا النمط الموسيقي عام 2018، ضمن قائمة أفضل 10 فنانين، مقابل هيمنةِ أسماء شهيرة من عالمَي "الهيب هوب" و"آر أند بي".
وحتى منظمّو الحفلات والمهرجانات الذين كانوا يُفضّلون فرق "الروك" لفترات طويلة، أصبحوا حالياً يفسحون المجال بشكل متزايد أمام موسيقى "البوب" و"الراب" و"الإلكترو".
كما يستضيف مهرجان "وودستوك" الأميركي الذي يحتفل في آب/أغسطس بالذكرى الـ50 لقيامه، إلى جانب أسماء لامعة منها كارلوس سانتانا، وجون فوغيرتي، وكاند هيت، مغنين من آفاق وتوجّهات أخرى، مثل جاي زي، وهالسي، ومايلي سايرس، بهدف جذب الجمهور الشاب.
وكتب الناقد الموسيقي في مجلة "فايس"، دان أوزي، سنة 2018 مقالاً بعنوان "مات الروك والحمد لله"، قائلاً إنّ هذا النمط تجاوزته موسيقى "البوب" و"الهيب هوب" والموسيقى الإلكترونية على كل المستويات، لا سيّما من ناحيتيْ الشعبية والربحية".
"الروك ليس مجرّد موسيقى"
في المقابل، ينظر كثير من النقاد إلى فرقة موسيقى الروك "غريتا فان فليت" الأميركية، التي رُشِّحت لجائزة "غرامي" على أنها نسخة باهتة من فرقة "ليد زبلين" البريطانية، بتقديمها أغنيات تتضمّن حنيناً إلى الماضي.
وذكرت جاكلين وارويك المتخصّصة في الموسيقى أن: "الروك تعتبر منذ فترة طويلة من اختصاص الفنانين الجادين والملتزمين، ولكنها لم تعد كذلك اليوم".
وأكدت أن "البوب" يتصدّر طليعة التعابير الإبداعية والمثيرة للاهتمام، ما جعل "الروك" على طريق الانقراض.
بينما ترى مؤلفة الكتب ديانا آدامز، أن "الروك ليس مجرد موسيقى"، بل هو أيضاً فكرة إبداعية معيّنة، وستستمر حتى بعد وفاة روادها.
وقالت لوكالة فرانس برس: "من المؤلم رؤية فنانين يغادروننا أو يصابون بالمرض .. فعندما يموتون نحزن على خسارة موسيقاهم والحفلات التي لن نتمكن من ارتيادها مُجدّداً".
وتابعت: "لم يكن لِيوجد موسيقيّ ميتال أو بنك أو هيب هوب لولا الروك أند روك .. الروك لن يموت أبداً لأنه غصن قوي وصلب متفرع من شجرة قديمة جداً ومتينة".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg
جزيرة ام اند امز