"فلسطين في الذاكرة".. شهادات حية من التهجير
الذاكرة الفلسطينية موضوع في ندوة بالقاهرة.
نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر، بقصر الأمير طاز بالقاهرة، ندوة بعنوان "فلسطين في الذاكرة"، استعرضت فيها الكاتبة الفلسطينية فيحاء عبدالهادي شهادة 6 شخصيات ممن تم تهجيرهم، مؤكدة أن حلم العودة ما زال يراود كل المهجّرين عام 1948، وأن الإيمان بهويتهم الفلسطينية العربية مستمر إلى الأبد.
وقالت عبدالهادي، التي قدمت مداخلة بعنوان "التاريخ الشفهي والرواية الفلسطينية": "إن حلم العودة إلى الوطن ما زال يرواد كل من تم تهجيرهم من فلسطين في عام 1948، مضيفة أن 70 عاما مرت لم يتخل الفلسطينون خلالها عن حلم العودة، ولم يتغير إيمانهم بالوطن "فنحن متمسكون بهويتنا إلى الأبد".
واستعرضت "عبدالهادي"، خلال الندوة قصص 6 شخصيات، و3 رجال و3 سيدات ممن تم تهجيرهم، التي تم توثيقها في كتاب بعنوان "ذاكرة حية" صدر عن مؤسسة الرواة للدراسات والأبحاث، وكذلك في فيلم وثائقي بنفس الاسم.
الشخصيات الست هي: "رشيدة فضالات" التي تركت بلدتها البقاع، و"علي جوهر" الذي يسرد في شهادته التعامل الغاشم لسلطات الاحتلال وطائراته التي قصفت مدينة بئر السبع أثناء تهجيره منها، و"سنية الدجاني" التي رحلت من يافا لتجنب المجازر كما تقول في الفيلم، و"خديجة أبو إصبع" المقيمة حاليًا بعمان بالأردن التي تقول إنها لم تهجر إنما تركت وطنها مؤقتا حتى تتمكن من العودة مرة أخرى، و"أمين محمد عبدالمعطي" وحمدي مطر، رشيد عبدالرحمن عيسى.
وشهدت الندوة افتتاح معرضً بعنوان "قول ياطير" يجمع مقنيات عدد من الفلسطنين وقت تهجيرهم، وحفل موسيقى لكورال "أطفال عباد الشمس" الذي قدم أغنيات للمقاومة الفلسطينية.
وأضافت "عبدالهادي" أن تهجير الفلسطينيين كما وصفتها شهادات لمواطنين وجمعها عدد من الباحثين من دول عربية مختلفة كانت أشبه بعمليات التطهير العرقي.
وتابعت أن الراحلين لم يأخذوا من أمتعتهم سوى أشياء قليلة لها ذكرى خاصة لديهم، مثل الصور الشخصية الشاهدة على الذكريات، ومفاتيج بيوتهم التي تم هدمها على يد قوات الاحتلال.
وفي كلمة بعنوان "محو ذاكرة المعمار" قالت المهندسة المعمارية عالية عكاشة: "إن العمارة المبنية هي التاريخ الحي والذاكرة الملموسة، والحروب تهدف إلى إزالة هذه الذاكرة، والأسوأ من الحرب هي الهزيمة.
وتحدتث "عكاشة" عن السياسة التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحو العمارة بهدف محو الذاكرة الجماعية، فهدموا المنازل في مدن فلسطنية عدة منها الصفورية، ودير ياسين ، وقرية البصة، وقرية واكيم، وحارة المغاربة التي يعيش بها ما يقرب من 5 آلاف مواطن فلسطيني.
وعلى الرغم من كل هذا، فإن عكاشة ترى أن جهود الاحتلال تذهب هباءً، فما زالت مظاهرات العودة تندلع في فلسطين كل جمعة رغم مرور كل هذه السنوات، مشددة في ختام كلمتها على أهمية دور المعماري في توثيق هذه الجريمة.
ومن جانبه، قال المهندس المعماري حمدي السطوحي عضو مجلس إدارة المعماريين المصريين: إن عنوان الأمسية "فلسطين في الذاكرة" لا تعني تذكرها بل إحياءها من خلال استحضار ذاكرة المعمار.
وكشف السطوحي عن تفاصيل مسابقة معمارية تبنتها هيئة المعماريين العرب، سوف يتم إطلاقها من العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة، بهدف إحداث حراك يرسخ لكلمة الاحتلال، ويوضح المفاهيم ويؤكد عليها، وإحداث معرفة حول تاريخ القدس ليس فقط في المجال المعماري إنما على النطاق المجتمعي بأبعاده المختلفة.
وأشار إلى أن المسابقة ليست تقليدية ومفتوحة للجميع وليست قاصرة على المعماريين فقط شريطة تقديم فكرة معمارية للقدس والمجال الحيوي لفلسطين.