بالصور.. الفنان الجزائري أحمد طالبي يختصر مراحل التشكيل ببلاده
"العين" تلتقي الفنان التشكيلي وتحاوره حول فكرة معرضه الذي يستضيفه "رواق الفن محمد رسيم" بالعاصمة الجزائر.
أحمد طالبي، أحد أقدم الفنانين التشكيليين في الجزائر ، يفوق عمره الفني 50 سنة، يقيم هذه الأيام معرضا بـ"رواق الفن محمد رسيم" بالعاصمة الجزائر ، حيث عرض عددا من لوحاته الفنية منذ أن كان طالبا في المعهد العالي للرسم بالجزائر، عندما كان عمره لا يتعدى العشرين.
المعرض بالنسبة للفنان التشكيلي لا يخصه وحده، بل هو رمزي ومساهمة منه لإعادة إحياء هذا الفن في الجزائر، كما قال لبوابة "العين" الإخبارية، مضيفا أنه عبارة "عن كرونولوجيا تختصر مراحل الفن التشكيلي في الجزائر منذ استقلالها، التي تعتمد على الخيال الواسع غير المحدود، وعلى الحرية المطلقة للرسام وأحلامه وأحلام الناس"، من خلال مجموعة من اللوحات المختارة بدقة.
تم تقسيم المعرض إلى أجنحة، وكل جناح يختزل فترة من فترات الفن التشكيلي، حيث يقول الفنان أحمد طالبي "للعين" "إنها لا تعبر عن تطور الفن التشكيلي في الجزائر، بقدر ما تعكس كل لوحة فنية واقع ومشاعر الفنان في كل مرحلة".
مدخل المعرض خصصته إدارة "محمد رسيم"، لآخر لوحات الرسام أحمد طالبي، التي اختار أن تكون تعبيرية، مزج فيها بين تعابير الحزن والغموض والملامح الإفريقية كما قال، لكنه "رفض أن يشرح أسباب اختياره للحزن والغموض"، حيث قال "إنني لم أتعود منذ صغري على شرح أية لوحة، حتى أترك الخيال واسعا للمشاهد، وثانيا لأنه في اعتقادي أن شرح اللوحة مهما بلغت من تعقيد يعتبر إهانة للفن التشكيلي، لأنه الفن الذي يعتمد على الإحساس، وكثير من اللوحات يراها الناس بما يخفونه من مشاعر وأحاسيس، وفي النهاية كل واحد يريد أن يرى الرسم من واقعه الخاص".
اللوحات الفنية للمعرض التي تختزل مراحل الفن التشكيلي في الجزائر انقسمت بحسب الرسام بين التجريدي والتعبيري والواقعي، حيث يعتبر "أن غالبية الرسامين خاصة ممن سبقوه متأثرون بهذه المدارس".
ومن هنا يرى "أنه رغم قدم الفن التشكيلي في الجزائر، ووجود عشرات الرسامين المبدعين، إلا أنه لا يمكن الحديث بعد عن وجود مدرسة جزائرية في هذا الفن، لاعتبارات معينة، أهمها ميول كل رسام لنوع معين".
ورغم أن القائمين على المعرض جعلوا منه فسحة زمنية لهذا الفن الراقي بالجزائر ومساحة للتنفس، إلا أن الملاحظ هو غياب إحدى أهم الفترات التي مرت بها الجزائر، وهي مرحلة "العشرية السوداء" أو "عشرية الدم" في تسعينيات القرن الماضي، ومن هنا سألت "العين" الفنان التشكيلي، أحمد طالبي، عن سبب غياب هذه المرحلة في رسوماته التي جمعت بين البساطة والغموض٬ حيث قال "إنها فترة أثرت على غالبية الفنانين التشكيليين في الجزائر، وكنت واحدا منهم، حتى إنني اعتقدت حينها أني اعتزلت الفن، لكن مع هذا، كانت لي عدد من اللوحات المستمدة من تلك الفترة، صورت من خلالها حالتي النفسية كجزائري متأثر بما يحدث في محيطي، وقد أعجب بها كثيرا صديق فرنسي، واشترى بعضها، لأنه اعتبر أنها إبداع في زمن الحرب.. ورغم ذلك، قررت حذف هذه المرحلة ليس من المعرض فقط، بل من ذاكرتي، وإن كان بعض الأصدقاء والمهتمين قد نصحوني بتخصيص معرض خاص بها".
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA==
جزيرة ام اند امز