أشرف تادرس لـ«العين الإخبارية»: المنجمون يشوهون علم الفلك وظهورهم خطر يضاهي الإدمان (حوار)
جدل واسع شهده الرأي العام المصري على مدار الأسبوع الماضي، بعد إعلان الفنانين المصريين أحمد العوضي وياسمين عبدالعزيز طلاقهما.
وتمثلت دهشة الجمهور في نبأ انفصال النجمين، بخلاف عدم وجود مشكلات معلنة بينهما، في توقع عالمة فلك في لبنان لنبأ طلاقهما نهاية العام الماضي، بشكل دفعها لجذب انتباه كثيرين فضلا عن طرفي الخبر.
كما شغلت النبوءة، بخلاف حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، النقاشات داخل عدد من البرامج الفضائية، بما آل بمقدميها إلى إجراء حوارات مع السيدة اللبنانية، باعتبارها بطلة صدق توقعها بعد أسابيع من الإعلان عنه.
وسلط طلاق "ياسمين" و"العوضي" الضوء على عمل المنجمين أو العرافين، وكذلك مدى تأثر المتلقين والعامة لما يصدر عن هذه الفئة من تنبؤات، حتى وجد المتخصصون أنفسهم أمام واجب يفرض عليهم إيضاح عدد من الأمور، فيما يخص هذا الشأن.
وحاورت "العين الإخبارية" الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيزوفقية في مصر، والذي وضع النقاط على الحروف، متسلحا بخلفيته العلمية.
وإلى نص الحوار:
هل علم الفلك له علاقة بالتوقعات والتنبؤات؟
التنجيم ليس علما، بل هو حرفة، يزعم من خلالها المنجم أو العراف الاطلاع على الغيب من مواقع النجوم ومنازل القمر والأبراج، وهي حرفة تدمر العقول، وهذا بخلاف علم الفلك الذي يعتبر من أدق وأروع العلوم، فكل حساباته مثبتة بالرياضيات والفيزياء.
هل العرافون يؤدون عملهم على نهج علمي قائم على الفلك في توقعاتهم؟
المنجم مثله مثل قارئ الفنجان وضارب الودع، فجميعهم يحاولون قراءة الغيب ومعرفة المجهول بحسب زعمهم، وبالتالي لو كان عملهم يقوم على أسس علمية، لكنا اطلعنا على نتائج حاسمة لا تقبل النقاش.
وأود التنويه إلى أن المنجمين، الذين يصفون أنفسهم بعلماء فلك، غير حاصلين على أي من الدرجات العلمية في الفلك، ونحن لا توجد بيننا وبينهم أي علاقة، بل إن وجودهم يشوه علماء الفلك الأجلّاء، فالتنجيم ليس علما يُدرس في الجامعات الكبرى بمختلف دول العالم، ولا يوجد اعتراف به من المؤسسات العلمية.
من منطلق خبرتك.. على ماذا يبني هؤلاء توقعاتهم المستقبلية؟
هم يبنون توقعاتهم المزعومة على مجرد اقترانات بين القمر والكواكب أو بين الكواكب وبعضها، فيربطون اقترانات الكواكب ويقارنونها بنفس الاقترانات التي وقعت في أعوام سابقة، ومن ثم يرجحون تكرار نفس الأحداث التي وقعت سابقا تزامنا مع الاقترانات حال تكرارها في العصر الحديث.
ننتقل إلى الأبراج.. هل يندرج هذا المجال بما يتضمنه من سمات المواليد تحت علم الفلك؟
هي جزء من التوقعات الإحصائية، وفيها يحصر المتخصصون فئة من مواليد شهر بعينه، وبطرح عدد من الأسئلة يتبين اشتراكهم في عدد من السمات كتفضيلهم للون بعينه، وبالتالي ينتهي العلماء إلى ما نطلق عليه "العلاقات الرقمية"، لكنها في أرض الواقع، تمنحنا نتائج وهمية حال تحليل سمات أعداد كبيرة من الناس.
برأيك.. ما سر الاهتمام الواسع بتوقعات المنجمين؟
السبب هو وسائل الإعلام المرئية التي تستضيف مثل هذه النماذج في البرامج، فظهورهم على هذه المنصات هي بمثابة خطر يضاهي الإدمان، فما يتلونه يسمم عقول المشاهدين بمخاوف وخرافات لا أساس لها من الصحة، وبالتالي أدعو إلى منع ظهور المنجمين على الشاشات.
هل من تأثيرات سلبية للمنجمين على علماء الفلك؟
للأسف هم محسوبون علينا ويشوهون مفهوم علم الفلك للعامّة، فعلماء الفلك تخرجوا في قسم الفلك بكلية العلوم إما في جامعة القاهرة أو جامعة الأزهر، ومنهم من حصلوا على درجات علمية كالماجستير والدكتوراه، وبعضهم أعضاء في الاتحاد الدولي الفلكي، وأصدروا أبحاثا علمية متخصصة.