دول "آسيان" تسعى لتوسيع استثماراتها في الشارقة
رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" تسعى لتوسيع أعمالها واستثماراتها في منطقة الشرق الأوسط.
تسعى رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" لتوسيع أعمالها واستثماراتها في منطقة الشرق الأوسط، من خلال إقامة مشاريع جديدة لها انطلاقاً من إمارة الشارقة التي نجحت في جذب استثمارات أجنبية مباشرة، بلغت قيمتها 1.63 مليار دولار خلال العام الماضي.
نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" بالتعاون مع تحالف مجالس الأعمال لـ"رابطة دول جنوب شرق آسيا"، أمس الأول، "ملتقى أعمال بين الشارقة ورابطة دول جنوب شرق آسيا" الأول بحضور صامويل تان تشي تسي، سفير جمهورية سنغافورة لدى الدولة، وسيد محمد حسرين بن تينجكو حسين، سفير ماليزيا لدى الإمارات رئيس "رابطة دول جنوب شرق آسيا"، وباول ريموند كورتيس، القنصل الفلبيني بدبي والمناطق الشمالية، ولو بيت شين، قنصل عام سنغافورة في دبي والمناطق الشمالية، ورضوان حسن، القنصل العام لإندونيسيا في دبي، ومروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، إلى جانب نخبة من المستثمرين والدبلوماسيين وعدد من المؤسسات التجارية والشركات الخاصة التي تمثل الدول الأعضاء في الرابطة.
ناقش الملتقى الذي يأتي انعقاده بعد أسبوع من صدور "تقرير معهد ماكنزي العالمي للدراسات والاستشارات الاقتصادية" الذي كشف أن قائمة أبرز الدول الـ18 التي يشهد اقتصادها الناشئ تطوراً وازدهاراً كبيراً تضم 8 دول أعضاء في رابطة "آسيان" - سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في القطاعات غير النفطية وتحقيق المنفعة المشتركة والاستفادة من التبادلات الاقتصادية المتنامية التي نجمت عن النمو الاقتصادي المتسارع لدول جنوب شرق آسيا، ودولة الإمارات التي أصبحت أحد أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط.
شاركت إمارة الشارقة - التي مثلتها في الملتقى نخبة من المؤسسات والشركات في عدد من القطاعات أبرزها شركة الشارقة للبيئة /بيئة/ ودائرة التنمية الاقتصادية وهيئة الإنماء التجاري والسياحي وشركة "جلفتينر" - بجلسة نقاشية حملت عنوان "الفرص الاستثمارية في الشارقة"، بحثت خلالها سبل توسيع أعمال دول "آسيان" في منطقة الشرق الأوسط، من خلال إقامة مشاريع جديدة لها انطلاقاً من إمارة الشارقة.
وصف صامويل تان تشي تسي، سفير سنغافورة الملتقى بالحدث المهم، إذ اشتمل على محادثات حول إنشاء مزيد من الشراكات الاستثمارية المفيدة لمختلف الأطراف، إلى جانب تعزيز الشراكات التي تم إنشاؤها على مر السنوات الماضية، مشيراً إلى أن العلاقة بين دول جنوب شرق آسيا "آسيان" وإمارة الشارقة تعززها مصلحة مشتركة تتمثل في زيادة الاستثمارات المتبادلة وتوسيع المصالح الاقتصادية للبلدين.
قال :"في ظل تحديات التوسع العمراني الذي نعيشه جميعاً تعتبر إمارة الشارقة مثالاً رائعاً على تحقيق التوازن بين التنمية والاستدامة والتوسع الديموغرافي، كما أنها نموذج ملهم لدى أعضاء رابطة آسيان لما تبديه من اهتمام خاص في تعزيز قطاعات التعليم وريادة الأعمال بين فئة الشباب".
أضاف باول ريموند كورتيس، القنصل الفلبيني، أن الملتقى يسلط الضوء على نموذج الأعمال الذي تتبناه مجتمع الآسيان ويقدمه للعالم على مدى السنوات الخمسين الماضية، كما يبحث سبل الاستمرار في خلق فرص استثمارية جديدة والاستفادة من الفرص التي توفرها إمارة الشارقة في مسيرة التنوع الاقتصادي الذي تستند إليه.
أضاف أن دول "آسيان" تقوم بتطوير بنية اقتصادية قوية ومرنة فيما يتعلق بالتجارة الحرة بين أعضائها وكذلك مع الشركاء العالميين تدعمها سياسات الحوكمة الجيدة لا سيما مع دولة الإمارات التي ترتبط معها بتاريخ طويل من التجارة الثنائية السليمة.
استطرد: "نحن هنا لاستكشاف الطرق التي يمكننا بها دفع هذه العلاقة إلى الأمام مع الشارقة، وكيف يمكننا العمل معاً لمواجهة تحديات اقتصاد القرن الحادي والعشرين من خلال جعل جميع الفرص الممكنة".
قال مروان بن جاسم السركال إن التنويع الاقتصادي هو عنوان النهج والسياسات الاقتصادية لتنمية الاستثمارات والأعمال التجارية بين الجانبين، إذ كشفت الإحصائيات والدراسات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي في إمارة الشارقة العام الماضي توازن النمو في القطاعات الاقتصادية كافة، وفي مقدمتها الصناعة وعدم استحواذ أي قطاع على أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي ابتداءً بقطاع السياحة والترفيه والبيئة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والصناعات الخفيفة وانتهاءً بالخدمات المالية وغيرها من القطاعات، ما يجعل اقتصاد الشارقة أحد أكثر الاقتصادات تطوراً في المنطقة لما يوفره من الفرص الاستثمارية في القطاعات غير النفطية وغير التقليدية.
أضاف: "يعد قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة واحداً من أبرز القطاعات وأكثرها نمواً في إمارة الشارقة، إذ تحتضن المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي 148 شركة آسيوية معظمها من سنغافورة وماليزيا والفلبين، وهي من الدول الأعضاء في "آسيان" في حين تتخذ أكثر من 71 شركة آسيوية أخرى من هيئة المنطقة الحرة بالحمرية مقراً لها، ويصل عدد الوافدين من دول الرابطة في دبي والإمارات الشمالية إلى 664.689 شخصاً".
توقع السركال أن يتواصل ارتفاع هذه الأعداد في ظل الازدهار والتطور الذي تشهده القطاعات الاقتصادية في إمارة الشارقة ودول "آسيان" منذ العقود الخمسة الماضية، ما يجسد مرونة الاقتصاد وقدرته على التكيف على المستوى الدولي.
خلال الجلسة النقاشية التي عقدت على هامش الملتقى، أكد محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، الدور البارز الذي يقوم به المكتب في تعزيز جهود حكومة الشارقة للترويج للاستثمارات والتوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها إمارة الشارقة بغية تعزيز الفرص التجارية والاستثمارية في الإمارة وفي الأسواق الدولية الرئيسية.
قال المشرخ "يأتي هذا الملتقى في سياق نتائج وتطورات الملتقيات الفردية العديدة التي استضافت خلالها الشارقة أعضاء من دول جنوب شرق آسيا ويتزامن مع إعلان /شروق/ عن تأسيس مركز خدمات المستثمرين بالشراكة مع شركة "إنجازات"، والذي يعمل بنظام النافذة الواحدة وتشمل أفضل الخدمات الاستشارية وخدمات التسهيلات في مجال الأعمال، حيث نهدف إلى إطلاق هذا المركز في الربع الأول من عام 2019، ونأمل في أن تستفيد منها شركات الآسيان الجديدة المتوسعة في الشارقة".
دعا المشرخ مجتمع الآسيان للانضمام إلى منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر الذي سيُعقد في ديسمبر المقبل، والذي يستضيف لأول مرة ورشة عمل للمستثمرين الأجانب ويوجههم حول طرق استكشاف ومتابعة فرص أعمال جديدة.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز