آسيا تدفع الثمن.. حرب التجارة تنال من كوريا وسنغافورة وتايلاند
النزاع التجاري أثر على الاقتصادات المعتمدة على التجارة في منطقتي شمال وجنوب شرق آسيا
تواجه الدول الآسيوية المزيد من الرياح المعاكسة في ظل الخلاف التجاري بين أكبر اقتصاديين في العالم، حيث أثر النزاع التجاري الذي بدأته الولايات المتحدة على الاقتصادات المعتمدة على التجارة في منطقتي شمال وجنوب شرق آسيا، خاصة كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلاند.
وحسب شبكة أخبار "شين لانغ" الصينية، سجلت البلدان في شمال شرق وجنوب شرق آسيا نمواً أبطأ في الربع الأول من عام 2019، حيث شهد الاقتصاد في كوريا الجنوبية انخفاضاً بنسبة 0.3% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الأخير من 2018، في أداء هو الأسوأ منذ الأزمة المالية عام 2008.
وذكرت رابطة التجارة الدولية الكورية (KITA) في تقرير أن الرسوم الجمركية الأمريكية على البضائع الصينية من المتوقع أن تؤدي إلى انخفاض بنسبة 0.14% أو 870 مليون دولار في صادرات البلاد هذا العام.
كما ذكر التقرير أن صادرات أشباه الموصلات والمعدات الكهربائية والصلب والمنتجات الكيماوية من كوريا الجنوبية تخضع بشكل كبير لما يسمى "تجارة المعالجة"، ولذلك من المرجح أن تتضرر هذه المنتجات بشدة في الاحتكاك التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
ويقصد بتجارة المعالجة النشاط التجاري المتمثل في استيراد كل أو جزء من المواد الخام والمواد المساعدة والأجزاء والمكونات والملحقات ومواد التعبئة والتغليف من الخارج، وإعادة تصدير المنتجات النهائية بعد المعالجة أو التجميع بواسطة الشركات المحلية.
وصرح مسؤول من رابطة التجارة الدولية الكورية (KITA) في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا الصينية بأن العديد من الشركات الكورية الجنوبية تفتح مصانع في الصين، وتنتج وتبيع المنتجات في السوق المحلية، كما أنها تبيع المنتجات إلى أسواق الطرف الثالث بما في ذلك الولايات المتحدة، وقال إن مجتمع الأعمال بأكمله في كوريا الجنوبية يشعر بالقلق من الاحتكاكات التجارية حيث إنها ستتأثر حتما.
وأضاف المسؤول أنه بالنظر إلى الطلب الهائل من السوق الصينية، فإن الشركات الكورية الجنوبية لن تغادر السوق الصينية في ظل الوضع الصعب الحالي، مؤكداً ان البلدين ما زالا يتمتعان بتعاون تجاري واعد.
من جهتها، قالت وزارة التجارة والصناعة السنغافورية (MTI) إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ارتفع بنسبة 1.2% على أساس سنوي في الربع الأول، وهو أدنى نمو فصلي في 10 سنوات، وقلصت الوزارة أيضًا توقعات الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام لتتراوح بين 1.5 و2.5%، مقارنة بنطاق 1.5 إلى 3.5%.
كما شهد قطاع الصناعات التحويلية، الذي يشكل خُمس الاقتصاد في البلاد، انخفاضاً بنسبة 0.5% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مما يمثل أول انكماش لهذا القطاع منذ 3 سنوات.
وقال تشان تشون سينج، وزير التجارة والصناعة السنغافوري بوقت سابق من الشهر الجاري، إنه على الرغم من أن بعض الشركات قد تستفيد من تعطل التجارة على المدى القصير، فإن سنغافورة ليست محصنة ضد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتحتاج إلى الاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، انخفض نمو إجمالي الناتج المحلي التايلندي إلى 2.8% في الربع الأول من عام 2019 مقارنة بـ3.6% في الربع السابق، حيث كان ضعف الطلب الخارجي على الإلكترونيات والمنتجات الزراعية هو المسؤول جزئياً.
كما خفض المجلس الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تايلاند توقعاته للنمو لعام 2019 من 3.5 إلى 4.5% السابقة إلى ما يتراوح بين 3.3 و3.8%.