انطلقت فعاليات معرض "اصنع في الإمارات" في أبوظبي، وهو الحدث الصناعي الأهم في الإمارات في عام 2025.
وعلى هامش المعرض، قالت أسماء الحمادي، الوكيل المساعد المكلف لقطاع تنمية المبدعين في وزارة الثقافة الإماراتية، إن مشاركة الوزارة في معرض «اصنع في الإمارات» تأتي بهدف الترويج للثقافة الإماراتية وتسليط الضوء على الصناعات الحرفية التي تمثل الجذور الأصيلة للاقتصاد الإبداعي في الدولة.
وأضافت الحمادي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": نحن كقطاع ثقافي حريصون على الوجود في منصة "اصنع في الإمارات" لتعزيز الحضور الثقافي والتعريف بالهوية الإماراتية من خلال دعم الحرف التقليدية، فالصناعات الكبرى التي نراها اليوم بدأت في الأساس من الحرفيين، فهم من صنعوا السفن التي عبرت البحار إلى الهند وغيرها من الدول، وهم أساس الصناعات الإماراتية منذ القدم".
وتابعت: "نهدف من خلال هذه المشاركة إلى تعريف المجتمع داخل دولة الإمارات، سواء من المواطنين أو المقيمين، بفرص الاستثمار في التراث الإماراتي، وذلك في إطار أسري يعزز الهوية الوطنية ويدعم منظومة الحرفيين في الدولة".
وأشارت الحمادي إلى أن منظومة دعم الحرفيين في الإمارات تمتد عبر عدة جهات رائدة، قائلة: "الاتحاد النسائي العام كان له الدور الأبرز في دعم الحرفة الإماراتية منذ السبعينات، وركّز بشكل خاص على تمكين العنصر النسائي في هذا المجال، واستمر هذا الدعم حتى يومنا هذا، حيث يملكون علامة تجارية مبتكرة تحمل اسم (بيتُسَه)، وهي مخصصة لدعم الحرف اليدوية والحرفيات بشكل إبداعي".
وأضافت: "لدينا كذلك العديد من الجهات المُمكنة والداعمة للحرفيين، مثل بيت الحرفيين، ومؤسسة غرس، والغدير، إلى جانب مشاركة واسعة من الجهات الثقافية المحلية التي تتعاون معنا اليوم".
وتطرّقت الحمادي إلى أهمية الدور الذي تلعبه الشركات الإبداعية، قائلة: "لا يمكن إغفال الدور المتنامي للشركات الإبداعية التي استلهمت تصاميمها ومنتجاتها من التراث الإماراتي، وهي حاضرة معنا اليوم في المعرض بعدد كبير، وتمثل نموذجًا حديثًا للاستثمار الثقافي".
وأضافت: "نحن نوجه الدعوة للجمهور لزيارة جناح الوزارة في المعرض، حيث يمكنهم التعرف عن قرب على هذه الصناعات التي تحمل طابعًا إماراتيًا أصيلًا ومميزًا".
وأوضحت الحمادي أن مشاركة الوزارة تتضمن كذلك برامج داعمة للمؤسسات والأفراد على حد سواء، قائلة: "نقدّم مجموعة واسعة من الورش التمكينية التي تهدف إلى تحويل الحرف التقليدية إلى مشاريع ريادة أعمال وصناعات حديثة، بالإضافة إلى جلسات نقاشية تتناول واقع الحرف اليوم في دولة الإمارات، منها جلسة مميزة ناقشنا فيها دمج التراث الشفاهي مع التراث الحرفي، من خلال تسليط الضوء على الأغاني الشعبية القديمة مثل "الأهازيج"، وربطها بالحرف التقليدية".
وتابعت: "نظّمنا أيضًا ورشًا تفاعلية تُعلّم الجمهور الحرف الإماراتية بشكل مباشر، مثل التلي والسفافة وغيرها، في أجواء مبسطة وتفاعلية تناسب كل الفئات".
وأكدت الحمادي في ختام حديثها أن الوزارة أطلقت اليوم، خلال فعاليات المعرض، خطوة مفصلية في دعم الحرفيين، بقولها: "شهدنا هذا الصباح توقيع اتفاقية مهمة لإطلاق أول سجل وطني للحرفيين على مستوى الدولة، بمشاركة كافة الجهات المعنية التي حضرت معنا".
واختتمت تصريحها قائلة: "من المهم أن يكون القطاع الثقافي حاضرًا بقوة في معرض "اصنع في الإمارات"، لتعزيز الجانب الوطني والهوية الإماراتية في الصناعات الحديثة، لقد قلت اليوم للحضور: إذا كان لديك كرسي ذو طابع أثري، فهو يحمل قيمة كبيرة، ولكن إن وضعت فيه خيطًا من "التلي" أو نقشًا من "السدو"، فإنك تضيف إليه بعدًا ثقافيًا وروحًا إماراتية أصيلة، تعكس بيئة وهوية المكان الذي صُنع فيه".