عمليات الـ"سي آي إيه" سيئة السمعة في محاولات اغتيال زعماء وقادة دول، هل تطال زعيم كوريا الشمالية؟
نجحت وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" (السي آي إيه) منذ عام 1945، في عزل أو قتل سلسلة من قادة الدول حول العالم، ولكنها أٌجبرت بعد ذلك على التراجع بعد تحقيق مجلس الشيوخ في السبعينيات من القرن الماضي.
واستعرضت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عمليات الـ "سي آي إيه" سيئة السمعة في محاولات الاغتيالات، وكانت من أكبر عمليات المخابرات الأمريكية لقتل زعماء العالم، تلك التي حاولت استهداف رئيس كوبا الراحل فيدل كاسترو، وتراوحت محاولات القتل، من القناصة إلى أفكار مبتكرة، كالاغتيال في أفلام الجواسيس، وأشهرها السيجار المتفجر الشهيرة وبدلة الغوص المبطنة بالسم.
وعلى الرغم من فشل محاولات وكالة الاستخبارات الأمريكية ضد الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، لكن الوكالة نجحت منذ عام 1945 في إزاحة أو قتل عدد من القادة في أماكن أخرى من العالم، إما بشكل مباشر أو في أحيان كثيرة باستخدام عملاء لها من عسكريين أو مجرمين والمنشقين المتطرفين داخل تلك الدول.
لم تتخلَ الـ "سي آي إيه" عن الطرق القديمة في القتل، ووفقاً لوزارة أمن الدولة في كوريا الشمالية، اتهمت في بيان لها، اليوم الجمعة، أن المخابرات الأمريكية والكورية الجنوبية، أجروا محاولة لعملية اغتيال للزعيم كم جونج أون.
شملت هذه المحاولة، وفقاً للوزارة، "استخدام مواد كيميائية تتضمن مواد مشعة ومادة النانو السامة"، وتتميز بأنها لا تتطلب الوصول إلى الهدف، وتظهر نتائجها الفتاكة بعد 6 أو 12 شهراً.
وأوضحت "الجارديان"، أن المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رفض التعليق على تلك الادعاءات.
وعلى الرغم من تلك الادعاءات، التي لا يمكن فصلها عن قائمة العمليات الطويلة التي تورطت فيها الولايات المتحدة سواء بدعم الانقلابات أو القيام بعمليات اغتيال في مختلف أنحاء العالم، اضطرت الوكالة للحد من عمليات القتل هذه، بعد أن كشف مجلس الشيوخ الأمريكي ذلك من خلال التحقيق في حجم عمليات الوكالة عام 1970.
بعد التحقيق، وقّع الرئيس جيرالد فورد في عام 1976 الأمر التنفيذي قائلاً: "لا موظف في حكومة الولايات المتحدة ينخرط في أو يتآمر في اغتيال سياسي"، وعلى الرغم من هذا، لم تتخلً أبداً الولايات المتحدة عن تلك الاستراتيجية، فقط تغيرت المصطلحات، من اغتيال لعمليات القتل المستهدف، ومن القصف الجوي للرؤساء لهجوم طائرات بدون طيار على قادة الإرهابيين".
ومن تلك الأمثلة، محاولة اغتيال الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بقنبلة جوية في ليبيا عام 1986، ورئيس صربيا سلوبودان ميلوشيفيتش عام 1999، وأيضاً محاولة اغتيال صدام حسين عام 2003.
ومن بين الحلقات التي تم توثيقها في وقت سابق، رئيس وزراء الكونغو الأول، باتريك لومومبا الذي عاقبته الولايات المتحدة، لأنه تقرب جدا من الاتحاد السوفيتي، حيث أرسلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عام 1960 عالما لقتل لومومبا بفيروس مميت، على الرغم من أن هذا أصبح غير ضروري، لأن أمريكا أزاحته من منصبه بوسائل أخرى.
وكان قادة آخرون هدفاً للاغتيال في الستينيات، شملت ديكتاتور الدومينيكان رافائيل تروخيو، ورئيس إندونيسيا أحمد سوكارنو، ونغو دينه ديم، رئيس فيتنام.
وفي عام 1973، ساعدت وكالة الاستخبارات المركزية أحد التنظيمات بالإطاحة برئيس شيلي اليساري، سلفادور أليندي، والغريب أنه توفي في يوم الانقلاب.
وذكرت "الجارديان"، أن وكالات المخابرات لا تزال تلجأ إلى أساليب بدائية، مثل اغتيال الروسي المنشق عن المخابرات الروسية، ألكسندر ليتفينينكو، في عام 2006، وجاءت التحقيقات البريطانية أنه قتل على يد وكالة المخابرات الروسية باستخدام البولونيوم داخل إبريق الشاي.
ووضعت الولايات المتحدة أساليب أكثر تعقيداً بكثير من البولونيوم، خاصة في المجالات الإلكترونية وحرب الإنترنت، حيث حصل موقع "ويكيليكس" على وثيقة مسربة، اٌصدرت في وقت سابق هذا العام، أظهرت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 بحثت في اختراق أنظمة التحكم في السيارة، ومن المحتمل أن تعطي لها القدرة على افتعال حوادث السيارات.
يشار إلى أن محاولات إطلاق الصواريخ الأخيرة الفاشلة من كوريا الشمالية، وفضلاً عن نكسات كبرى في برنامج إيران النووي، ألقي باللوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن زرع فيروسات في نظم الكمبيوتر الخاصة بهم.