اغتيال هنية يضع 20 شخصا قيد الاعتقال والتحقيق بإيران.. ماذا يعني ذلك؟
بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي «أذل الجميع» على حد وصف مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، بدأت طهران تحقيقاً شاملاً في الحادث، اعتقلت على أثره أكثر من 20 شخصا بينهم ضباط.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن إيران اعتقلت أكثر من عشرين شخصا، بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، ردا على «خرق أمني ضخم ومذل مكن من اغتيال أحد كبار قادة حركة حماس»، وفقا لإيرانيين اثنين مطلعين على التحقيق.
وجاءت الاعتقالات رفيعة المستوى بعد مقتل إسماعيل هنية، الذي كان يرأس المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، في انفجار وقع في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وكان يزور طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن «الحماسة التي أبداها الإيرانيون رداً على مقتل هنية تؤكد مدى الفشل الأمني الذي لحق بالقيادة الإيرانية، إذ وقعت عملية الاغتيال في مجمع شديد الحراسة في عاصمة البلاد بعد ساعات من مراسم أداء الرئيس الجديد لليمين الدستورية».
وتولت وحدة الاستخبارات المتخصصة بالتجسس في الحرس الثوري التحقيق وتطارد المشتبه بهم، على أمل أن يقودوها إلى أعضاء فريق الاغتيال الذي خطّط وساعد ونفذ عملية القتل، بحسب المسؤولين الإيرانيين اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب الطبيعة الحساسة للتحقيقات.
وجاء نبأ الاعتقالات الشاملة بعد أن أعلن الحرس الثوري في بيان أن "نطاق وتفاصيل هذا الحادث قيد التحقيق، وسيتم إعلانها في الوقت المناسب".
ماذا يعني ذلك؟
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن كثافة ونطاق تحقيقات الحرس الثوري يكشفان عن مدى الصدمة والهزة التي أحدثتها عملية الاغتيال في نفوس قيادات البلاد.
وأشارت إلى أن الانفجار المميت، الذي أدى أيضاً إلى مقتل الحارس الشخصي لهنية، «لم يكن انهياراً مدوياً للاستخبارات والأمن فحسب، ولا مجرد فشل في حماية حليف رئيسي، ولا دليلاً على العجز عن كبح جماح تسلل الموساد، ولا ضربة مهينة لسمعة حماس؛ بل كان كل ذلك، وأكثر من ذلك».
لكن ما هو أكثر أهمية من ذلك هو أن الهجوم أدى إلى «إدراك صادم مفاده بأنه إذا كان بوسع إسرائيل استهداف مثل هذا الضيف المهم، في يوم كانت فيه العاصمة تحت إجراءات أمنية مشددة، وتنفيذ الهجوم في مجمع شديد الحراسة ومجهز بنوافذ مضادة للرصاص، والدفاع الجوي والرادار، فإن أحداً لن يكون آمناً حقاً»، تقول الصحيفة الأمريكية.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران بمجموعة الأزمات الدولية، إن «التصور بأن إيران لا تستطيع حماية وطنها ولا حلفائها الرئيسيين قد يكون قاتلاً بالنسبة للنظام الإيراني، لأنه يشير في الأساس إلى أعدائه بأنه إذا لم يتمكنوا من الإطاحة بالجمهورية بإيران، فإنهم يستطيعون قطع رأسها».
وقال مسؤولون في الشرق الأوسط وفي إيران نفسها إن الانفجار المميت كان نتيجة لقنبلة تم زرعها في غرفة هنية قبل شهرين من وصوله.
وقال مسؤولون إيرانيون وحماس يوم الأربعاء، إن إسرائيل مسؤولة عن عملية الاغتيال، وهو التقييم الذي توصل إليه أيضا عدد من المسؤولين الأمريكيين. ولم تعترف إسرائيل، التي تعهدت بتدمير قدرات حماس على الحكم والعسكرة، بمسؤوليتها عن زرع القنبلة.
ولم يعلن الحرس الثوري حتى الآن عن أي تفاصيل بشأن الاعتقالات أو التحقيق الذي يجريه في الانفجار، بما في ذلك أسبابه. ولكنه تعهد بالانتقام الشديد، كما فعل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي أصدر أمراً بضرب إسرائيل رداً على ذلك، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين الثلاثة.
وقال المحلل السياسي في طهران ساسان كريمي في مقابلة هاتفية: "إن هذا الخرق الأمني يتطلب سياسات واستراتيجيات مختلفة؛ ربما من خلال اعتقال الجواسيس إذا كان هناك تسلل، أو الانتقام إذا تم تنفيذ العملية من خارج الحدود، أو مزيج من الاثنين".
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز