العقوبات لتقليص الخيارات.. أصوات أمريكية تستبق «الرد الإيراني»
انتقادات داخلية في الولايات المتحدة لحالة التراخي من قبل واشنطن ضد طهران وأذرعها بالتوازي مع التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط ودعوات إلى استباق رد إيراني محتمل ضد إسرائيل بتفعيل الأدوات الأمريكية وبينها العقوبات.
وجاءت أحدثها من ريتشارد غولدبرغ، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، الذي أكد أن واشنطن تملك العديد من الأدوات إلا أنها لم تفعلها بينما اكتفت بالتأكيد على العمل من أجل "خفض التصعيد".
غولدبرغ اعتبر أن طهران تقرأ ردة الفعل الأمريكية على أنها "خوف وضعف" ما قد يدفعها إلى الإقدام على خطوة انتقامية ضد إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران.
ووفق المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، في تغريدة على منصة "إكس"، فإن هناك الكثير من التسريبات حول ما تخطط إيران للقيام به بعد ذلك وكيف تعمل الولايات المتحدة على مساعدة إسرائيل في التصدي لها.
وعقب اغتيال هنية توعدت إيران برد قاس كما تعهد "حزب الله" بالرد على مقتل القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، فيما تعيش إسرائيل حالة تأهب استعداداً لأي رد وشيك من إيران أو من وكلائها بالمنطقة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن القادة العسكريين الإيرانيين "يفكرون في هجوم مشترك بطائرات مسيّرة وصواريخ على أهداف عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، لكنهم سيحرصون على تجنب الضربات على أهداف مدنية".
وأضاف غولدبرغ"ما لا نراه - ولا يراه المرشد الإيراني على خامنئي بالتأكيد - هو أي قائمة من العواقب التي ستواجهها إيران إذا واصلت التصعيد"، متسائلا "هل ينتهي تخفيف العقوبات الأمريكية؟ ولا تعليق من البيت الأبيض. إن التنازل عن العقوبات بقيمة 10 مليارات دولار مستمر، ولا نفعل شيئًا لوقف تدفق النفط الإيراني إلى الصين".
وفي مارس/آذار الماضي، مددت إدارة جو بايدن إعفاءات إيران من العقوبات، والتي ستسمح لطهران باستخدام 10 مليارات من أموالها المجمدة في العراق.
ومدد جو بايدن هذه الإعفاءات لمدة أربعة أشهر في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بعد وقت قصير من هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول ولاقي هذا الإجراء معارضة واسعة النطاق من قبل الجمهوريين وكذلك انتقادات من عدد من النواب الديمقراطيين وأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
ودعا غولدبرغ الإدارة الأمريكية إلى إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية إلا أنه اعتقد أن ذلك غير وارد خاصة أن البيت الأبيض تعمد تجنب ذلك لعدة أشهر على الرغم من الهجمات اليومية في البحر الأحمر.
وفي عام 2021، تراجع بايدن عن قرار إدارة دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية ومجموعة إرهابية عالمية محددة (SDGT). وبرر ذلك بالإشارة إلى "التأثير المدمر المحتمل على وصول اليمنيين إلى السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود".
وفي أعقاب الهجمات المتكررة على سفن الشحن في البحر الأحمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول رداً على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أعاد بايدن إدراج الحوثيين على قائمة "الإرهابيين العالميين" لكنه لم يصل إلى حد إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية.
وعن التصعيد بالشرق الأوسط، تساءل المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي عن خطة واشنطن لدعم حليفتها إسرائيل في مواجهة إيران وأذرعها قائلا "هل سيكون هناك دعم لهجوم مضاد إسرائيلي على إيران - سواء المواقع النووية، أو مواقع الحرس الثوري الإيراني، أو البنية التحتية الحيوية؟ وفي الوقت الحالي، كل ما نسمع عنه هو العمل الشاق الذي يتم القيام به من أجل "خفض التصعيد". ويقرأ خامنئي ذلك على أنه خوف وضعف أمريكي".
واختتم تغريدته قائلا "ليس من المربح تحمل هجوم من طهران ومن ثم مكافأتها على الهجوم. هكذا انهار ردعنا في المقام الأول".
وعلى مدار الأيام الماضية، نادت أصوات أمريكية بتفعيل الخيارات الأمريكية لفرض مزيد من العقوبات على طهران تشمل استهداف تدفق النفط الإيراني واستهداف الشركات الوهمية وممولي إيران بشكل أكثر صرامة.
إضافة إلى تفعيل خطط العقوبات متعددة الأطراف من خلال واشنطن الاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيين آخرين كون معظم العقوبات المفروضة على إيران حاليا هي إجراءات أمريكية تتملص منها طهرات بسهولة.