حوار الأستانة.. بيان ختامي بنكهة "ترامب"
أفكار الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، كانت حاضره وبقوة في المناقشات، وهو ما عكسه البيان الختامي لحوار الأستانة
لم ترسل الولايات المتحدة الأمريكية وفدا لحضور حوار الأستانة حول سوريا، واكتفت بتمثيلها عبر سفيرها في كازخستان، لكن أفكار الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، كانت حاضره وبقوة في المناقشات، وهو ما عكسه البيان الختامي.
وفي أثناء حملته الانتخابية شدد ترامب على أن التحالف مع روسيا وسوريا لهزيمة تنظيم داعش هو السياسة التي يفضلها للتعامل مع الأزمة السورية، وجاء البيان الختامي مؤكدا هذه السياسة، حيث تضمن في أحد بنوده، التأكيد على تواصل الجهود لمحاربة داعش والنصرة وفصلهما عن سائر أطراف المعارضة.
وقطع البيان الختامي الطريق على أي مطالبات بأن يتم حل الأزمة السورية "عسكريا"، وتم التأكيد على أن الحل سيكون سياسيا، عبر جولة أخرى من المفاوضات تعقد في جنيف، وتشارك فيها الفصائل العسكرية.
ويتوافق ذلك مع رؤية ترامب للأزمة السورية، التي لا تتضمن رحيل الأسد، بل إنه يؤمن بضرورة استيعاب هذا النظام ضمن حل سياسي يبقيه من أجل الاستفادة منه في محاربة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ترامب قوله، إنه "لا يحب الأسد مطلقا"، لكنه يرى أن " تعزيز نظامه هو الطريق الأفضل للقضاء على التطرف الذي ازدهر في فوضى الحرب الأهلية".
ويحتاج الوصول إلى هذا الحل السياسي العمل على "ضرورة وصول المساعدات وتثبيت وقف إطلاق النار، وإقامة آلية ثلاثية تشارك فيها روسيا وتركيا وإيران لمراقبة وقف إطلاق النار"، وهو ما أكد عليه البيان الختامي.
ويرى مراقبون أن التوافق الروسي التركي على الهدنة السورية في ديسمبر/كانون الأول، ومن ثم الدعوة لحوار الأستانة من أجل تثبيتها، بهدف إعطاء الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة، التي تحمل أفكارا مختلفة عن إدارة أوباما في الملف السوري، واختار البعض لوصفها عبارة "هدنة ترامب"، للتعبير عن هذا المعنى.
وتعول المعارضة السورية، وربما النظام السوري أيضا، على أن فرص الوصول إلى حل سياسي عبر تفاهم روسي أمريكي، ربما تكون أقوى مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي أكد رئيسها أكثر من مرة قبل أن يتسلم السلطة على ضرورة التعاون مع روسيا لحل الأزمة السورية.
وفي أول مؤتمر صحفي تحت رئاسة ترامب، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتح للقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع روسيا، لمحاربة الإرهاب سويا في سوريا.
وقال سبايسر الاثنين 23 يناير/كانون الثاني "إذا كانت هناك إمكانية لمحاربة تنظيم "داعش" مع أي بلد، سواء كانت روسيا أو غيرها، وكانت لنا مصلحة وطنية مشتركة في ذلك، سنفعل بالطبع ذلك".
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز