الكويكب ريوغو يبدأ بالكشف عن خباياه
عالم الفيزياء الفلكية باتريك ميشيل يقول: "إن المعطيات الأولى في حوزتنا عن كويكب كربوني".
بدأ الكويكب ريوغو الذي تلازمه المركبة اليابانية "هايابوسا 2" كظله، بالكشف عن بعض من أسراره، إذ رصد باحثون معادن ممزوجة بماء على سطحه، ما يساعد في فهم مساهمة الكويكبات في وجود المياه على الأرض وقيام الحياة.
وكرّست 3 دراسات صدرت هذا الأسبوع في مجلة "ساينس" العلمية لهذا الجسم الفلكي الصخري البعيد الذي اكتشف سنة 1999.
وقال عالم الفيزياء الفلكية باتريك ميشيل: "المعطيات الموجودة لدينا هي الأولى عن كويكب كربوني، إلى جانب تلك المتوافرة عن كويكب بينو الذي تتولى المهمة المركبة الأمريكية "أوزيريس-ريكس" دراسته ونشرت النتائج بشأنه هذا الأسبوع أيضا في مجلة "نيتشر".
ويضيف ميشيل، وهو مدير أبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية في فرنسا، ويشارك في مهمة "هايابوسا 2"، أن الأمر "أشبه باكتشاف عالم جديد، ونحن نشعر أننا مثل كريستوفر كولومبوس".
كوهي كيتازاتو من جامعة أيزو في فوكوشيما يقو إن "المعادن الممزوجة بالماء منتشرة أينما كان".
ويشير إلى أن "الكويكبات الكربونية هي مصدر محتمل للمياه على الأرض، ونأمل أن تقدّم لنا دراساتنا وتحاليلنا المقبلة أدلّة جديدة على أصل المياه على الأرض".
وكويكب ريوغو يقع على بعد 340 مليون كيلومتر عن الأرض، ويبلغ قطره 900 متر هو كويكب قديم جدّا يقدّر أن يكون قد تشكّل قبل 100 مليون إلى مليار سنة. وتواكبه مركبة "هايابوسا 2" التابعة لوكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) منذ يونيو 2018.
والمعادن الممزوجة بالماء هي صخور كانت على تماس مع مياه لكن هذه الأخيرة لم تعد سائلة، بحسب ما يوضح باتريك ميشيل مشيرا: "لا نعلم ما هي حالها في الباطن، لأن الحرارة متدنية بشدة تحت بضعة سنتيمترات من السطح".
ويكشف عالم الفيزياء الفلكية أن ريوغو "يحتوي على كمية أقل من الماء البلوري من بينو، ما يدفع إلى الظنّ أن ريوغو قد تعرض لحرارة أعلى بقليل من بينو، الأمر الذي أدى إلى تجفافه جزئيا".
أوجه شبه
فوجئ علماء الفيزياء الفلكية بأوجه الشبه بين الكويكبين ريوغو وبينو، خصوصا من حيث الشكل والكتلة ومدى انتشار الصخور على السطح.
وكما بينو، يكتسي ريوغو شكلا دائريا مع انتفاخ عند مستوى خطّ الاستواء، وهو يدور حول نفسه في خلال 7,7 ساعات، ويشبه "الدوّامة" بعض الشيء، على حدّ قول باتريك ميشيل.
وهو أكبر بمرتين من بينو وكثافته ضعيفة (1,2 غرام في السنتيمتر المكعّب الواحد) وفيه الكثير من المسام.
وهو مثل بينو شديد الظلمة، ما يعني أنه قد يكون على الأرجح غنيا بالكربون، ومن ثمّ بالمركّبات العضوية، لكن لا بدّ من انتظار عودة "هايابوسا 2" إلى الأرض محمّلة بعيّنات للتحقّق من الأمر.
ويقول ميشيل: "نأمل في الحصول على مواد عضوية لكي نرى إن كانت مواصفاتها متماشية مع تلك التي أدّت إلى نشوء الحياة على الأرض".
وتفاجأ الباحثون باكتشافهم أن الصخور منتشرة على السطح بأكمله.
وتشكّل ريوغو في ما يعرف بحزام الكويكبات، "وهو على الأرجح تكتّل من أجزاء صغيرة تابعة لجسم أكبر حجما منه دمّر إثر حادثة اصطدام"، بحسب باتريك ميشيل الذي يشدّد على "أهمية فهم تاريخ هذه الأجرام الفلكية".
ومن المرتقب أن تنفّذ مركبة "هايابوسا 2" تجربة في الخامس من نيسان/أبريل تقضي بإرسال مقذوقة إلى سطح ريوغو لإحداث فجوة في مسعى إلى أخذ عينات منها.