إنقاذ مرضى السرطان ببرامج رواد الفضاء.. أمل جديد
باحثون أمريكيون يقترحون تطبيق الإجراءات المضادة التي يخضع لها رواد فضاء ناسا على مرضى السرطان، للحد من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
تتشابه التحديات والصعوبات التي يواجهها رواد الفضاء بصورة كبيرة مع ما يتعرض له مرضى السرطان من توتر وتعب جسدي أثناء العلاج الكيميائي أو العلاجات الأخرى.
ولهذا السبب اقترح باحثون أمريكيون من مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان بالتعاون مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، وبدعم من المعهد الوطني للسرطان، أن يتم تطوير البرامج والإجراءات المضادة التي يخضع لها رواد الفضاء قبل وبعد سفرهم خارج الكوكب، للحفاظ على صحتهم، وتطبيقها على مرضى السرطان، لمساعدتهم على التعافي بعد الجلسات العلاجية، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
على مدار الـ58 عاماً، ترسل وكالة ناسا البشر إلى الفضاء الخارجي في رحلات تتراوح مدتها بين 15 دقيقة عام 1961، وتصل إلى عام كامل في محطة الفضاء الدولية لرواد الفضاء الحاليين.
وبدأ السعي إلى إجراءات للمساعدة في الحفاظ على استقرار البشر أثناء رحلات الفضاء منذ وقت طويل، إذ لم تكن هناك دراية كافية حول تأثير انعدام الجاذبية الأرضية على الجسم أو أعضائه، بالإضافة إلى البيئة المرهقة والضوضاء والعزلة وإيقاع الساعة البيولوجية المتعطلة والتعرض للإشعاع وتحول السوائل إلى الأمام الذي يحدث أثناء الطواف بدلاً من الوقوف على أرض صلبة.
وكان هناك اهتمام خاص بإصابة القلب، لذلك تم استخدام تقييمات متعددة لمراقبة هذا النشاط قبل وأثناء وبعد الرحلة.
وبمرور الوقت، ومع بدء إطلاق مهمات المحطة الفضائية عام 2001، وضعت ناسا برنامجاً يتضمن تمارين أيروبكس وتدريبات قوة يخضع له رواد الفضاء في رحلاتهم التي تستغرق فترة تتراوح بين 91 و215 يوماً.
ويخضع رواد الفضاء في ناسا حالياً لبرنامج رياضي تحت إشراف متخصصين لزيادة قوتهم وتأهيلهم قبل السفر خارج الكوكب، وعند عودتهم يتم فحصهم أثناء ممارسة التمارين الرياضية، للتأكد من أن رشاقتهم عادت إلى المعدل الأساسي قبل الرحلة الفضائية.
وأثناء البحث، قام العلماء بتحليل برامج الإجراءات المضادة التي أعدتها ناسا لرواد الفضاء، لمعرفة كيفية تطبيقها على مرضى السرطان.
وقالت جيسيكا سكوت، كبيرة مؤلفي الدراسة وباحثة فسيولوجيا التمرينات في مركز الأورام بمركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان: "يصاب رواد الفضاء بحالة يطلق عليها تشوش الفضاء يشعرون خلالها بصعوبة في التركيز ويعانون من النسيان بعض الشيء، ما يشبه تماماً ما يشعر به بعض مرضى السرطان في حالة يطلق عليها الدماغ الكيميائي".
من ناحية أخرى، ينصح مرضى السرطان بالاسترخاء والراحة قبل الخضوع لجلسات العلاج الخاصة بهم، وعليهم الحصول على تصريح من الطبيب لممارسة التمارين الرياضية.
ويستطيع 90% من مرضى السرطان حالياً النجاة في المراحل المبكرة من الإصابة، لكن حتى الآن لا توجد إجراءات مضادة تساعد أجسامهم في التغلب على التوتر والسمية أثناء العلاج.
وقالت سكوت إن عدداً كبيراً من مرضى السرطان يفارقون الحياة، ليس بسبب السرطان لكن بسبب الآثار الجانبية للعلاج.
ويقترح الباحثون أن يقوم مرضى السرطان بممارسة التمارين الرياضية ولو بالمشي على جهاز السير المتحرك، بالإضافة إلى اختبارات لمراقبة رشاقتهم بمرور الوقت، لتكوين معدل ثابت وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التي يمكن أن تحدث ضمن الآثار الجانبية للعلاج الذي يخضعون إليه.
ويدرس فريق سكوت حالياً مدى تأثير هذه التمارين الرياضية على الآثار الجانبية لعلاج السرطان. وقاموا بتوفير أجهزة مشي متحركة للمرضى في منازلهم، بالإضافة إلى إمكانية الاتصال عبر الفيديو لمساعدتهم على التمرين قبل وأثناء وبعد العلاج، بالإضافة إلى الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، لمساعدة المرضى في التحكم بحالاتهم وسط أجواء من الخصوصية في منازلهم.
وأخيراً قال الباحثون إن تطبيق برنامج الإجراءات المضادة مع مرضى السرطان بشكل كامل، يتطلب أن يكون بتكلفة معقولة ويقدم النتائج المرجوة منه، وإذا حدث ذلك سيتغير مشهد الرعاية الصحية بالسرطان تماماً.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز