رائدة الفضاء هايدي بايبر لـ«العيـن الإخباريـة»: مشاركة الإمارات برنامج آرتميس مكسب للعلم

تخطط وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، إلى إطلاق رحلة آرتميس 2 المأهولة إلى القمر، العام المقبل خلال الفترة من فبراير/شباط إلى أبريل/نيسان، وعلى الرغم أن الرحلة لن تهبط فوق القمر، فإنها ستكون أول رحلة مأهولة للبشر إلى القمر منذ رحلة أبولو 17 عام 1972.
وخلال الرحلة المرتقبة، سترسل ناسا طاقما مكوّنا من أربعة روّاد فضاء ليدوروا حول القمر في مدار حر (free‑return trajectory)، ثم يعودون إلى الأرض بعد نحو 10 أيام، وذلك لاختبار أداء مركبة أوريون وأنظمة الحياة بوجود طاقم بشري، تمهيدا للإطلاق الكبير لـ آرتميس 3 والتي ستعيد البشر إلى القمر بحلول 2027، حسب الخطط الدولية.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، انضمت الإمارات العربية المتحدة رسميًا إلى برنامج آرتميس، وهو المبادرة الدولية التي تقودها وكالة ناسا بهدف إعادة البشر إلى سطح القمر، تمهيدًا لاستكشاف الفضاء العميق ووضع الأسس لأول بعثات مأهولة إلى المريخ، فمن خلال هذه الخطوة، أكدت الإمارات التزامها بأن تكون شريكًا رئيسيًا في الجهود العالمية لتطوير التكنولوجيا الفضائية وتعزيز التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء.
وكان السفير يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، قد قال لنا خلال حوار سابق، إن خطوة انضمام الإمارات إلى تحالف آرتميس ستفتح الباب واسعا أمام مشاركة رواد فضاء إماراتيين للمشاركة في مهمات البشر القمرية في المستقبل ومن ثم المريخ فيما بعد.
"العيـن الإخباريـة" التقت رائدة الفضاء الأمريكية المخضرمة هايديماري بايبر، وهي التي شاركت في رحلتين فضائيتين، STS-115 عام 2006، وSTS-126 عام 2008، وقضت أكثر من 27 يومًا في الفضاء، و33 ساعة و42 دقيقة.
كما شاركت في 5 عمليات سير في الفضاء، وبعد تقاعدها تشارك في أنشطة مركز كيندي الفضائي بولاية فلوريدا، كما أنها تعمل على قيادة أنظمة البحار البحرية في البحرية الأمريكية بواشنطن العاصمة.
رائدة الفضاء الأمريكية أكدت أن مشاركة الإمارات في برنامج آرتميس مكسب للجميع ولمستقبل استكشافات الفضاء، كما شددت على أن المشاركة العربية تشجع جيلا جديدا من العلماء على المشاركة بقوة في استكشافات الفضاء المستقبلية.
هايدي التي ولدت في 7 فبراير/شباط 1963 في سانت بول، بولاية مينيسوتا، أقصى الشمال الأمريكي، روت لنا تفاصيل رحلتها غير التقليدية إلى ناسا، وكيف انتقلت من العمل في البحرية إلى التحليق خارج الغلاف الجوي، واستعدادات ناسا الكبرى لعودة البشر إلى القمر في هذا الحوار
• بداية، هل يمكن أن تحدثينا قليلا عن مركز كيندي الفضائي هنا في فلوريدا وأهمية هذا الموقع بالنسبة لناسا؟
مركز كينيدي هو ما نطلق عليه "ساحل الفضاء" هنا في فلوريدا، وهو المكان الذي نطلق منه مركباتنا الفضائية، وهو نقطة انطلاق رئيسية للرحلات المأهولة منذ بدايات برنامج الفضاء، مرورًا بمهمات ميركوري، وجيميني، وأبولو، ثم المكوك الفضائي، والآن رحلاتنا إلى محطة الفضاء الدولية، وفي هذا السياق هو أحد أهم مواقع الإطلاق الفضائية ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في العالم.
• كيف بدأت رحلتك الشخصية إلى عالم الفضاء؟ ومتى قررت أن تصبحي رائدة فضاء؟
بدأت أفكر في هذا المجال في عمر الخامسة والعشرين، التقيت حينها بشخص كان يتقدم للانضمام إلى برنامج الفضاء ولم يكن طيارًا، ففاجأني أن الطيران ليس شرطًا، واكتشفت لاحقا أن ناسا تطلب شهادات تقنية، وكان لدي بكالوريوس وماجستير في الهندسة الميكانيكية. كما أن خبرتي في البحرية كغواصة مؤهلة، وإصلاح السفن تحت الماء، ساعدتني في التقدم للبرنامج، خاصة إذا وضعت في الاعتبار أن السير في الفضاء مشابه للغوص تحت الماء.
• لقد قمتِ بالفعل بإتمام خمس عمليات سير في الفضاء، كيف تصفين تلك التجربة؟ وهل شعرت بالخوف حينذاك؟
كلا لم أشعر بالخوف، لكن دعني أكون صريحة معك، ربما كان هناك بعض التوتر خاصة في المرة الأولى، لقد تدربنا كثيرًا في حمام السباحة – على الأقل سبع مرات لكل مهمة – مما منحني شعورًا بالراحة عند الخروج إلى الفضاء، لكن خلال مهمتي الاولى للسير في الفضاء، كانت الرحلة ليلية، وكانت الأرض مظلمة بعض الشيء، لكن المنظر كان مدهشًا عندما أشرقت الشمس ورأيت الكوكب الأزرق من الأعلى.
• شاركتِ في مهمات على متن محطة الفضاء الدولية، والتي تُعد من أعظم الإنجازات البشرية، كيف تنظرين إلى أهمية التعاون الدولي في هذا المشروع؟
التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء ضروري للغاية. لا يمكن لأي دولة بمفردها إنجاز مثل هذه المشاريع الضخمة، من خلال الشراكات الدولية، حتى الدول الصغيرة والتي ليس لديها برامج فضائية كبرى يمكنها المشاركة وتقديم إسهامات ثمينة للغاية، والنتيجة النهائية تكون أفضل بكثير مما لو حاولت كل دولة العمل بمفردها.
• كيف تنظرين إلى الدور المتنامي لدولة الإمارات العربية في استكشاف الفضاء؟
انه امر رائع للغاية، ان انضمام دولة الإمارات إلى تحالف أرتميس الدولي للعودة إلى القمر، يزيد من حالة الزخم حول اهتما العالم باستكشاف الفضاء، فالفضاء هو مجال تقني في الأساس وزيادة حالة الزخم حوله يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة عدد المهندسين والعلماء العاملين في هذا المجال، ولذلك فإن مشاركة الإمارات القوية في استكشاف الفضاء مكسب للجميع بالفعل.
ما رأيك في الانتقال من برنامج المكوك الفضائي إلى مركبات مثل "سبيس إكس" و"كرو دراغون"؟
دعني أوضح لك، المكوك كان أول مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، وكان يهبط كالطائرة، أي على مدرج، لكن تصميم الكبسولات، مثل "دراغون"، أكثر أمانًا وأقل تكلفة. المكوك كان مفيدًا لبناء محطة الفضاء الدولية، حيث يمكنه نقل مختبرات ومعدات وطاقم يصل إلى سبعة أفراد. ومع اكتمال بناء المحطة، أصبحت تكاليف تشغيل المكوك غير مبررة، خاصة أنه صُمم في السبعينيات.
• هل ترين أننا مستعدون للمرحلة القادمة من استكشاف الفضاء العميق، خاصة مع بعثات المريخ وبرنامج أرتميس؟
بصراحة نعم، برنامج أرتميس هو المرحلة التالية، ونستعد حاليًا لمهمة أرتميس 2 في 2026، التي ستقوم بجولة حول القمر، تليها أرتميس 3 التي ستهبط فعليًا عليه. الخطة تتضمن بناء محطة على القمر وأخرى في مداره استعدادًا لرحلة المريخ. من المنطقي التدرب على القمر أولاً، لأنه قريب ويمكننا العودة خلال أيام، على عكس المريخ الذي يستغرق ستة أشهر، لك ان تتخيل انه حتى قرار العودة في حال وقوع أي مشكلة لرحلة المريخ لن يكون سهلا، لن تتمكن من العودة مباشرة اذا واجهتك مشكلة ببساطة.
لكنني ما زلت أعتقد أننا بحاجة إلى تطوير تقنيات معينة لرحلة المريخ، لكنني أظن أن هذا سيكون يسيرا في المستقبل القريب.
• أعلم أنك تحدثتِ عن هذا خلال وقت سابق، لكن لا يمكنني مقاومة إغراء السؤال، إنه سؤال الجميع كما تعلمين، هل تؤمنين بوجود حياة أخرى في الكون؟
مبتسمة، لم نرَ شيئًا حتى الآن. الكون شاسع جدًا، وقد يكون هناك حياة في مكان ما، لكن لم نجد دليلًا. نحن نبحث باستمرار وسنرى ما نكتشفه، حتى الاجسام الجوية المجهولة لم أشاهد شيئًا لا يمكن تفسيره حتى الان، لكن من يدري في المستقبل ربما سوف نكتشف شيئا، كما ذكرت الكون شاسع للغاية ومن الصعب الجزم باننا وحدنا، لكنه في نفس الوقت لا يوجد دليل بعد، لا يمكنهم العثور علينا، أو على الأقل ليس لدينا علم بوجودهم، علينا فقط الانتظار لنرى إن كنا سنحصل على أي تأكيد بوجود حياة أخرى.
• وما فيلمك المفضل عن الفضاء؟
هذا سؤال جيد، ممكن "أبولو 13" لأنه مبني على قصة حقيقية وله نهاية رائعة، لكنني أيضا أحب فيلم "المريخي"، إنه ممتاز، يجب على الجميع مشاهدته.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg3IA==
جزيرة ام اند امز