هوندا تتجه إلى الفضاء.. انطلاقة لعملاق السيارات الياباني بسباق الصواريخ

في خطوة غير مسبوقة لعالم صناعة السيارات، أعلنت شركة هوندا اليابانية نجاح أول تجربة لإطلاق وهبوط صاروخ قابل لإعادة الاستخدام، مؤكدة دخولها رسمياً إلى سباق غزو الفضاء إلى جانب عمالقة القطاع مثل سبيس إكس وبلو أوريغن.
هذا الحدث الذي جرى، بمنطقة تايكي في هوكايدو شمال اليابان، يعد لحظة مفصلية في التحول الصناعي لمصنعي السيارات نحو الفضاء والابتكار التكنولوجي المتقدم.
من الأسفلت إلى النجوم.. هوندا تغيّر قواعد اللعبة
وقالت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية، إنه "عندما يذكر غزو الفضاء، تتبادر إلى الأذهان أسماء مثل "سبيس إكس" و"أريانا" و"بلو أوريغن"، موضحة أنه من الآن فصاعدًا، هوندا ستنضم إلى هذا النادي الحصري".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن الشركة التي اشتهرت بموثوقية سياراتها وابتكاراتها في عالم الروبوتات، نجحت في تحقيق إنجاز مهم: إطلاق صاروخ تجريبي بطول 6.3 أمتار ووزن يتجاوز الطن، ثم هبوطه بدقة لا تتعدى 37 سنتيمترًا من نقطة الهبوط المحددة.
ومدة الرحلة لم تتجاوز 56.6 ثانية، ووصل خلالها الصاروخ إلى ارتفاع يقارب 300 متر. ورغم بساطة الأرقام مقارنة بالرحلات المدارية، إلا أن النجاح في اختبار الاستقرار والدقة في الهبوط يمثل خطوة أساسية نحو تطوير تقنيات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام.
أمان صارم وموقع استراتيجي
وأشارت "ليكزيكو" إلى أن هوندا لم تترك شيئًا للصدفة؛ فقد فرضت منطقة عازلة بقطر كيلومتر كامل حول موقع الإطلاق، وشددت إجراءات الدخول، وزودت الصاروخ بأنظمة أمان تضمن عدم خروجه عن مساره المحدد، معتبرة أن هذا الحرص على السلامة مكن الشركة من إجراء اختبارات متكررة منذ عام 2024 بدون تسجيل أي حادث.
اختيار منطقة تايكي لم يكن عشوائيًا؛ فهذه المنطقة تُعرف باسم "مدينة الفضاء" في اليابان، وتستضيف نشاطات فضائية متنوعة من وكالات حكومية وخاصة مثل JAXA، مما يجعلها بيئة خصبة للبحث والتطوير.
- حاكم مصرف سوريا: أول معاملة مالية مع بنك أمريكي ستتم خلال أسابيع
- إكسبو 2030 الرياض يُعلن عن مخططه الرئيسي.. تعرف على التفاصيل الأولى
تكنولوجيا السيارات تقتحم السماء
مشروع هوندا الفضائي يستند إلى خبراتها الطويلة في مجالات المحركات والروبوتات والتحكم الآلي. الهدف المعلن هو تطوير تقنية إطلاق شبه مداري بحلول عام 2029، مما يمكن الشركة من إرسال حمولات خفيفة إلى ارتفاعات عالية دون الحاجة للوصول إلى المدار.
ورغم أن المشروع لا يهدف حاليًا إلى الاستخدام التجاري، فإن هوندا تستعد لمنافسة الشركات الرائدة في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
المثير أن هذا المشروع يُدار بشغف من فريق شاب داخل هوندا، يرى أن الوقت قد حان لنقل خبرات الشركة من الطرق إلى الفضاء. ويطمح هؤلاء إلى أن تتمكن هوندا يومًا من إطلاق أقمارها الصناعية وتوفير خدمات فضائية مبتكرة، في ظل الطلب المتزايد عالميًا على البيانات والتقنيات الفضائية.
صواريخ مستدامة.. ورؤية تتجاوز الأرباح
في كلمته عقب هذا الإنجاز، قال المدير التنفيذي لهوندا، توشيهيرو ميبي، إن هذا المشروع يجسد روح الابتكار لدى الشركة وسعيها لخلق قيمة مجتمعية حقيقية. وأضاف أن إعادة استخدام الصواريخ قد يُساهم في تقليل التكلفة البيئية والمادية لعمليات الإطلاق، وهو ما ينسجم مع رؤية هوندا نحو تنقل أكثر استدامة.
مستقبل فضائي لشركة سيارات!
رغم أن الطريق نحو المدار لا يزال طويلًا، فإن هوندا أثبتت اليوم أن شركات السيارات قادرة على خوض غمار الفضاء بجدارة. وإذا واصلت السير على هذا النهج، فقد نرى في المستقبل القريب أقمارًا صناعية تحمل شعار هوندا تدور حول الأرض.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز