لماذا لا تتعارض الحسابات الفلكية مع الرؤية الشرعية لهلال رمضان؟ (خاص)

تحدد الحسابات الفلكية قبل وقت طويل موعد بداية شهر رمضان، غير أن الإعلان الرسمي عن بداية الشهر يكون في يوم الرؤية الشرعية، والذي عادة ما يوافق الحسابات الفلكية، فلماذا لا يحدث تعارض بينهما؟.

يقول عصام جودة، رئيس الجمعية الفلكية المصرية، لـ"العين الإخبارية"، إن "لكل منهما دور مختلف يكمل الآخر، لذلك فإن احتمالات التعارض بينهما ضعيفة".

تستخدم الحسابات الفلكية لمعرفة وقت ولادة الهلال (الاقتران) وتحديد إمكانية رؤيته في أي مكان في العالم بناء على ظروف الفلك والجغرافيا، مثل ارتفاع الهلال عن الأفق ومدة بقائه بعد غروب الشمس، وهذه الحسابات دقيقة جدا وتعطي توقيتات دقيقة للظواهر الفلكية.

أما الرؤية الشرعية، فتعتمد على رؤية الهلال بالعين المجردة أو بالوسائل البصرية المتاحة، وهي المعيار الذي تستند إليه العديد من الدول الإسلامية في إثبات دخول شهر رمضان أو خروجه، حيث تشترط الشريعة الرؤية المباشرة للهلال أو شهادة موثوقة لرؤية الهلال لتحقيق بدء الشهر الهجري.

ويوضح جودة أن "التكامل بين الاثنين يحدث من خلال الدور الذي تقدمه الحسابات الفلكية في تقديم توقعات دقيقة عن وقت ظهور الهلال وإمكانية رؤيته، لكنها لا تتدخل في القرار الشرعي الذي يعتمد على الرؤية الفعلية، أو بعبارة أخرى، فإن الحسابات الفلكية يمكن أن تكون أداة مساعدة لتوجيه المسلمين إلى الأيام التي يمكن فيها رؤية الهلال، ولكن القرار النهائي يبقى مرتبطا بالرؤية الشرعية".

ويضيف: "في معظم الحالات، تتوافق الحسابات الفلكية مع الرؤية الشرعية، حيث تؤكد الحسابات متى يمكن رؤية الهلال بشكل شرعي، ولكن في حال عدم إمكانية الرؤية بسبب الظروف المناخية أو غيرها، فإن الرؤية الشرعية تبقى المعيار الحاسم".

ولم تكن الأجيال القديمة من الشرعيين تؤمن بهذا التكامل، غير أن خبرة السنوات الماضية والتي أظهرت دقة الحسابات الفلكية وتوافقها مع الرؤية، جعلتهم يعتمدون على هذه الحسابات كموجه لمهمة الرؤية، كما يؤكد جودة.

وبناء على هذا التكامل، فإنه المتوقع بداية شهر رمضان في يوم السبت الأول من مارس، وذلك بعد أن حددت الحسابات الفلكية أن الظروف ستكون مواتية لرؤية الهلال في يوم الرؤية.