تلسكوب "تيس".. خطوة جديدة في رحلة البحث عن كائنات فضائية
جيل تارتر، رائدة البحوث بشأن الإشارات الآتية من المجرات البعيدة، كرّست حياتها في مجال البحث عن كائنات فضائية.
أعلن علماء فلك متخصصون في البحوث بشأن الحياة على كواكب أخرى، الأربعاء، عن تعاون جديد مع التلسكوب الفضائي "تيس"، في خطوة تدل على مدى الاهتمام المتزايد في أوساط العلماء بالبحث عن كائنات فضائية.
رائدة البحوث بشأن الإشارات الآتية من المجرات البعيدة، جيل تارتر، أحد علماء الفلك الذين كرّسوا حياتهم لهذا الموضوع، وأدت جودي فوستر دورها في فيلم "كونتاكت" (1997).
وقالت عالمة الفلك البالغة حالياً 75 عاماً: "لقد بذلنا جهودا كبيرة منذ أعوام حتى نتمايز عن مدعي العلم والأطباق الفضائية الطائرة".
وتشغل تارتر حالياً منصب الرئيسة الفخرية لمعهد "إس إي تي آي" للبحوث في كاليفورنيا، الذي أسسه مستثمرون كبار في "سيليكون فالي" عام 1984 بينهم الراحل بول آلن.
وأوضحت: "لقد نشرنا دراسات وانخرطنا في لجان قراءة وطورّنا أدوات مثيرة للاهتمام، ثمّة مصداقية لعملنا اليوم أكثر من أي وقت مضى".
هذا الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه، الأربعاء، خلال المؤتمر الدولي الـ70 لعلوم الفلك في واشنطن، يخص العلماء المشغلين لتلسكوب "تيس"، الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في 2018 ومبادرة "بريكثرو ليسن" التي أطلقها الملياردير الروسي الرائد في مجال الإنترنت يوري ميلنر سنة 2015.
ونقل اكتشافان هذا الاختصاص من الخيال العلمي إلى العلم الحقيقي: أولهما اكتشاف كواكب خارج المجموعة الشمسية منذ 1995، وهو ما كوفئ بجائزة نوبل أخيراً، وكذلك دراسة الكائنات المحبة للظروف القصوى (إكستريموفيل) والتي تستطيع العيش في ظل درجات حرارة ومستويات ضغط قصوى.
وتسأل جيل تارتر: "إذاً ما كنتم على علم بوجود هذه الأراضي القابلة للسكن هناك، كيف يمكن لكم أن تتساءلوا عما إذا كانت مأهولة بالفعل؟".
وتشمل الأدوات المستخدمة تلسكوبات "بصرية" وراديوية، وهي ترصد في السماء أي إشارة أو اختلال من شأنه أن يشي بوجود كائنات فضائية.
وأضافت جيل تارتر: "لا نعلم كيف نرصد أي علامة ذكاء متصلة بكائنات فضائية، نبحث عن أدلة لوجود تكنولوجيا مصنوعة من أحد آخر".
وقد يكون ذلك إشارة تلفزيونية أو إذاعية وصلت إلى الأرض كتلك الإشارات التي يبعث بها كوكبنا باستمرار، كما أن علماء الفلك يتصورون أنهم يستطيعون أن يرصدوا في الأثر الضوئي لأي كوكب، أي مؤشرات إلى وجود بنى كبرى مثل محطات فضائية.
وعما إذا كانت تشعر بالإحباط من عدم التوصل إلى أي دليل على كائنات فضائية، تجيب "الناس الذين يقومون بهذا العمل لا يستفيقون في الصباح قائلين (سأرصد إشارة اليوم)، هم يستفيقون مع النية في تحسين أدوات البحث".
وعن أمنيتها توضح جيل تارتر أنها ترغب في "تمويل جيش من باحثين من حملة الدكتوراه" لضمان استمرار هذه البحوث.
وتختتم حديثها قائلة: "ثمّة حاجة إلى تمويل ثابت على المدى الطويل جداً لأن هذا الجهد سيستمر لأجيال طويلة بلا شك".
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز