مهرجان أسوان يكرم 5 شخصيات نسائية لإسهاماتهن في عالم السينما
الناقد ياقوت الديب، يقول إن اختيار المكرمات هذا العام "صائب"، خاصة أن لكل منهن بصمة بارزة في السينما المصرية.
أقامت إدارة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة لتكريم الشخصيات النسائية اللاتي كان لهن إسهامات عديدة في عالم الفن السابع، وهن مصممة التترات الشهيرة نوال، والمونتيرة الكبيرة ليلى فهمي، وخبراء الترجمة عايدة وعزة وعبلة أنيس عبيد، أبناء رائد ترجمة الأفلام الأجنبية للغة العربية، وقام بإدارة الندوة، الناقد ياقوت الديب.
وقال الناقد ياقوت الديب، في بداية الندوة، إن اختيار المكرمات هذا العام "صائب"، خاصة أن لكل منهن بصمة بارزة في السينما المصرية، وعاصروا أجيالا مختلفة من السينمائيين، ولم يتوقف عطائهن رغم الظروف الصعبة التي مرت بها صناعة السينما.
وأعربت الفنانة نوال عن سعادتها بالمهرجان وفعالياته والتكريم، لما لمهرجان أسوان من قيمة كبيرة، لأنه يقام بصعيد مصر، ويهتم بالمرأة، وهذا أمر جيد ولم يكن متوفرا من قبل.
وأضافت نوال أنها تخرجت في كلية الفنون الجميلة، ثم عملت في الأزياء، وبعد ذلك عملت في الرسوم المتحركة، وكانت السيدة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال وقتها.
وأوضحت أنها قامت بالعمل بعد ذلك في التترات، وقامت بتطوير عملها في أكثر من مرحلة، إلى أن عملت مع المخرج يوسف شاهين، وبدأت مرحلة جديدة معه شعرت في بدايتها بالخوف لصغر سنها في هذا الوقت، وظلت 3 أيام متواصلة دون نوم، وقام بالاتصال بها، ووجه لها الشكر على ما قدمته.
وأوضحت أن آخر عمل شاركت به كان عام 2003، ثم قررت الابتعاد بعد تطور التكنولوجيا، لأنها لم تحب هذا الأمر لحبها للرسوم المتحركة التي تتم صناعتها يدوياً دون الاستعانة بالتكنولوجيا، رغم أن ذلك أمر مرهق، لأنها كانت تقوم برسم الشخصية بأكثر من شكل إلى أن تستقر على الشكل النهائي، لأن التحريك اليدوي به فن أكثر من التكنولوجيا، رغم أنها اختصرت وقتا كبيرا جداً في صناعة التترات.
وقال الناقد محمد عاطف، إن خطوط نوال ارتبط بها أجيال كثيرة جداً، وكان لكل فيلم طابع جديد يختلف عما سبقه، ويحمل طابعا مميزا يشبه الفيلم، مثل "سواق الهانم"، كمثال لتتر حمل بين حروفه زخرفة مميزة لم تشبه أي تتر آخر قدمته من قبل.
وقالت عزة أنيس عبيد، إن والدها الراحل كان يرفض تماماً وضع أي كلمة خارجة في الأفلام التي قاموا بترجمتها، وكان يحرص على أن تُستخدم الكلمة الأقرب لها ليحافظ على تقاليد مجتمعنا الشرقي، وأضافت: "نتبع طرقا محددة في الترجمة تراعي عدم انزعاج المشاهد أثناء الفيلم".
وأكدت الفنانة ليلى فهمي أن الفنانة رشيدة عبدالسلام كانت رائدة في المونتاج، وكانت تفضل العمل مع الخام، وفي أواخر التسعينيات مع انتشار العمل بالكمبيوتر، تعلمت العمل عليه لمجاراة التطور التكنولوجي، وكان الأمر صعب.
وتابعت: "أنا أعشق التحدي في عملي، وفي عام 2011 مع انتهاء العمل بالنيجاتيف فضلت الابتعاد"، وأوضحت أن المشاهدين يلاحظون الفارق، ورغم التكنولوجيا الحديثة إلا أنها تفتقد الحميمية التي كان يشعر بها الجمهور في الأفلام، فالفارق بين أفلام الـ35 والديجيتال كبير جداً، والإحساس بهم مختلف.
وقالت المترجمة عبلة أنيس عبيد إنها سعيدة بالتكريم خلال فعاليات الدورة الـ3 من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، لأنها تعتبره تتويجا للجهود التي يقومون بها في مجال الترجمة.
وأوضحت أن مكتب أنيس عبيد للترجمة حريص على مسايرة التكنولوجيا، بداية من مرحلة إنشاء التليفزيون المصري إلى الآن، وقالت: "تعلمنا من والدنا كيفية مواجهة المشكلات بسرعة، وأن نستخدم أقل قدر من الكلمات حتى لا يمل المشاهد، ويستطيع التركيز مع الصورة في الفيلم، سواء كان الفيلم مترجما من اللغة الإنجليزية للعربية أو العكس، رغم معاناة إيجاد كلمات ترجمة للعديد من الكلمات الدارجة في الدول، لأنها لا تستخدم في دول أخرى، خاصة في الأفلام الكوميدية".
وأكدت عزة أنيس عبيد أن المنافسة الشرسة التي تحدث في مجال الترجمة الآن أثرت على عملهم، ولكنهم مازالوا صامدين أمام ذلك، لأن الجودة هي التي تحكم أي عمل في المقام الأول، وأكدت: "حريصون على ضم شباب المترجمين ليكونوا إضافة لنا في العمل".
يذكر أن مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة كرّم خلال حفل افتتاح دورته الـ3، الفنانة الكبيرة محسنة توفيق، والنجمة منة شلبي، والنجمة العالمية باربرا بوشيه، ويُقام المهرجان بدعم من وزارتي الثقافة والسياحة في مصر، وبرعاية المجلس القومى القومي للمرأة، ونقابة السينمائيين المصرية.