في الآونة الأخيرة انتشرت شائعات حول تلوث مياه الشرب في محافظة أسوان (جنوب مصر)، مما أثار حالة من القلق والخوف بين السكان.
تضخمت هذه الشائعات بشكل ملحوظ بعد تقارير عن نقل حالات تسمم غذائي إلى المستشفيات، مما زاد من مخاوف الأهالي حول سلامة المياه التي تصلهم.
بداية انتشار الشائعات
تزامنت الشائعات مع احتفالات أهالي أسوان بالمولد النبوي الشريف في 15 سبتمبر/أيلول الماضي.
بعد تلك الاحتفالات، بدأت تظهر أعراض مثل القيء والإسهال لدى عدد من سكان قرية وادي العرب، مما أدى إلى نقل 124 حالة إلى مستشفى نصر النوبة المركزي.
في البداية، ترددت تكهنات بأن السبب يعود إلى تلوث مياه الشرب، ولكن تم الكشف لاحقًا أن هذه الحالات كانت نتيجة تناول أطعمة ملوثة، وليس بسبب المياه.
مع مرور الوقت، بدأت الشائعات تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث زعم البعض أن السيول القادمة من السودان أدت إلى تلوث مياه الشرب في أسوان.
زادت هذه التكهنات من مخاوف المواطنين، خاصة بعد تداول منشورات غير مؤكدة تفيد بوفاة سيدة بسبب التسمم المائي، مما أدى إلى زيادة حالة الهلع.
تأكيد سلامة مياه الشرب
لم تتأخر الجهات الرسمية في الرد على هذه الشائعات، فقد نفت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان بشكل قاطع هذه الادعاءات.
وأوضحت أن جميع الفحوصات التي أجرتها أثبتت سلامة المياه وخلوها من أي ملوثات، كما أكدت الشركة أن نسب الكلور في المياه كانت ضمن المعدلات الطبيعية التي تضمن سلامة استخدامها للشرب.
من جهته، أكد الدكتور إيهاب عماد، وكيل وزارة الصحة بأسوان، أن الفحوصات التي أجريت على المياه أظهرت أنها آمنة تمامًا للشرب، ولا توجد أي أدلة تشير إلى تلوثها.
كما أشار إلى أن الحالات التي تم نقلها إلى المستشفيات كانت نتيجة أمراض موسمية أو تناول أطعمة ملوثة، وليس بسبب تلوث المياه كما تم الترويج له.
وفي بيان صادر عن هيئة الرعاية الصحية بأسوان تم نفي ما تم تداوله حول تخصيص طابق كامل في أحد المستشفيات لاستقبال حالات التسمم.
وأوضح البيان أن السيدة التي قيل إنها توفيت نتيجة التسمم المائي كانت تعاني مشاكل صحية سابقة، وليس لوفاتها علاقة بمياه الشرب، وأكدت الهيئة أن الأمور تحت السيطرة، ولا توجد أي حالات تسمم مرتبطة بالمياه.
تصريحات وزير الصحة
وفي مؤتمر صحفي عقده الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، علق على الأوضاع الصحية في أسوان وأكد أن التقرير النهائي حول هذه الحوادث سيصدر خلال 48 ساعة.
وأوضح أن معظم الحالات التي تم نقلها إلى المستشفيات كانت في منطقتين بأسوان، وأن غالبية هذه الحالات تعاني نزلات معوية حادة.
وأضاف الوزير أن إجمالي الحالات التي استقبلتها المستشفيات بلغ 128 حالة، خرج منها 22 حالة بعد تلقي العلاج اللازم، في حين تتلقى البقية الرعاية الطبية اللازمة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على محاور لمعرفة سبب ظهور هذه الأعراض، وقد تم تحليل عينات المياه وزيارة منازل المصابين للتحقق من مصدر المشكلة.
أشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أن التحقيقات تشمل فحص الشبكات الداخلية للمنازل التي ظهرت بها الحالات، حيث قد يكون هناك مشاكل داخلية في بعض المنازل تؤدي إلى تلوث المياه.
وأكد أن الوزارة تعمل على تحليل جميع العينات والمعلومات المتاحة للتأكد من سلامة الوضع الصحي في أسوان، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على النتائج.