عاطف الطيب.. 12 عاما من الإبداع أنهاها «القاتل الصامت» (بروفايل)
منح النقاد وصناع السينما المخرج المصري الراحل عاطف الطيب ألقابا عديدة، كان أبرزها "مخرج الغلابة"، ولم تأت هذه المسميات من فراغ، ولكنها عنوان لأعماله المحملة برسائل مهمة مثل الدفاع عن الحريات.
من هو عاطف الطيب؟
يندهش الكثير من الناس عندما يعلمون أن عاطف الطيب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس صنع اسمه في 12 عاما فقط، وأن إجمالي إنتاجه الفني 20 فيلما، لكن يزول الاندهاش بمجرد الاطلاع على قائمة أفلامه لأنها تعد علامات خالدة في تاريخ السينما العربية.
ولد "مخرج الغلابة" في 26 ديسمبر/ كانون الأول 1947 في جزيرة الشورانية، مركز المراغة بمحافظة سوهاج، التحق بالمعهد العالي للسينما بشغف شديد، وكان من طلابه المتميزين، ولذا عمل مساعد مخرج في أفلام عدة وهو لايزال طالبا.
أنهى عاطف الطيب دراسته عام 1970، وتعطلت مسيرته المهنية بسبب أداء الخدمة العسكرية، والتي شهدت حرب 1973، ورغم ضغوط الحرب لم يفقد شغفه بالسينما وأخرج فيلما قصيرا في تلك الفترة حمل عنوان "جريدة الصباح".
ومضت الأيام وخرج "الطيب" لسوق العمل، وعمل مساعدا لعدد كبير من المخرجين البارزين مثل يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية ليه" ومحمد شبل في فيلم "أنياب" ويوسف شعبان في "الرغبة والثمن" ومع شادي عبدالسلام في فيلم "جيوش الشمس".
انطلاقة عاطف الطيب
عام 1982 بدأ "الطيب" يعلن عن موهبته إذ أخرج فيلم "الغيرة القاتلة" وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، الأمر الذي شجع عددا كبيرا من شركات الإنتاج على التعامل معه، والرهان عليه.
توالت أعمال مخرج الغلابة، وتعاون مع نجوم من العيار الثقيل مثل نور الشريف الذي قدم معه "سواق الأتوبيس " و"ناجي العلي" و"كتيبة الإعدام" والنجم الأسمر أحمد زكي وقدم معه مجموعة من الأفلام المهمة مثل "البريء، ضد الحكومة، الهروب، والحب فوق هضبة الهرم".
عام 1995 أصيب عاطف الطيب بمرض القلب، ونصحه الأطباء بضرورة الخضوع لعملية جراحية، وكان وقتها يعمل على إخراج فيلم "جبر الخواطر" تعطل التصوير ولكنه لم يسلم من المرض ومات تاركا خلفه صدمة كبيرة لمحبيه.
مات عاطف الطيب، ولكن أعماله السينمائية كتبت لاسمه الخلود ربما لأنه انحاز للفقراء والمهمشين، وربما لأنه نقل الواقع المر بمصداقية شديدة، وبحث عن الحريات في عالم يتعمد تجاهلها.