صدارة إسبانيا والدول المجاورة.. أتلتيكو مدريد زعيم أوروبا الجديد
بعد سنوات من احتكار ريال مدريد وبرشلونة لقب الدوري الإسباني، قرر أتلتيكو مدريد الانتقام من الغريمين هذا الموسم.
موسم استثنائي يعيشه أبناء المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني، وسط مؤشرات بحصول أتلتيكو مدريد على لقب الدوري بعد فارق الـ10 نقاط، رغم خوض مباراة أقل.
صدارة أوروبا
ويستحق أتلتيكو مدريد لقب المتصدر الأكثر كفاءة في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم، حيث يتصدر الليجا بفارق 10 نقاط عن أقرب ملاحقيه برشلونة وريال مدريد مع مباراة أقل منهما، كما أن حارسه يان أوبلاك استقبل أقل عدد من الأهداف، فيما يتصدر مهاجمه لويس سواريز قائمة الهدافين.
واستطاع أتلتيكو مدريد بعد خوض 19 مباراة في الدوري الإسباني، أن يحصد 50 نقطة من أصل 57، بعد فوزه في 16 مباراة وتعادله في 2 وخسارته مرة واحدة.
وحقق الفريق أفضل نتيجة في الدوريات الكبرى بالقارة العجوز، حيث حصد 87% من النقاط متفوقا على بايرن ميونخ متصدر الدوري الألماني بنسبة 78% من النقاط، وميلان متصدر الدوري الإيطالي بـ76%، ومانشستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي بـ73% وليل متصدر الدوري الفرنسي بـ72%.
إنجاز الـ100 نقطة؟
وحال استمر أتلتيكو على هذا المنوال، فإنه قد ينهي الموسم برصيد 100 نقطة، وهو الإنجاز الذي لم يتحقق في الليجا سوى مرتين, موسم 2011-2012 من قبل ريال مدريد بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، ثم على يد برشلونة بقيادة تيتو فيلانوفا موسم 2012-2013.
ووراء المستوى الذي يقدمه أتلتيكو هذا الموسم، هناك مبدأ "مباراة تلو الأخرى" الذي يتمسك به دوما مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني وبات يردده لاعبوه أيضا.
وهو ما أكده سيميوني في المؤتمر الصحفي الذي أعقب انتصار الفريق بأربعة أهداف مقابل هدفين على قادش في آخر مبارياته بالليجا عندما قال ردا على سؤاله عن فرص تتويج أتلتيكو باللقب: "لنستمر هكذا علينا أن نتمسك بمبدأ مباراة تلو الأخرى، ونتحسن في المران، وأن يكون هناك المزيد من التنافسية بيننا".
الغيابات لا تؤثر
وعلى الرغم من أن الأرقام تعكس تألق أتلتيكو، فإن الموسم لا يبدو سهلا على كتيبة سيميوني، فهو من أكثر الفرق التي سجلت حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد بواقع 10 حالات، منها المدرب الأرجنتيني نفسه.
كما شهد أتلتيكو رحيل عدد من لاعبيه الأساسيين في مواسم سابقة، مثل الغاني توماس بارتي ودييجو كوستا في يناير/كانون الثاني المنصرم.
يضاف إلى ذلك عقوبة الإيقاف التي فرضها الاتحاد الإنجليزي على الظهير كيران تريبييه بسبب المراهنات وإصابة لاعب الوسط هيكتور هيريرا الطويلة.
ولم يضف انضمام الأوروجواياني لوكاس تورييرا والفرنسي جوفري كوندوجبيا للفريق ما كان ينتظره سيميوني، لكن المدرب الأرجنتيني تمكن من تحفيز فريقه ليخرج أفضل نسخ من لاعبين مثل كوكي وماركوس يورينتي وأنخل كوريا وتوماس ليمار وميجيل هيرموسو ويانيك كاراسكو.
وقبل كل هؤلاء يبرز يان أوبلاك ولويس سواريز، فالحارس السلوفيني يواصل التألق في موسمه السابع مع "الروخيبلانكوس" وهو الأقل استقبالا للأهداف في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى بعدما تلقت شباكه 10 أهداف فقط في 19 مباراة.
توهج سواريز
أما سواريز صاحب الـ34 عاما، الذي تخلى عنه برشلونة وأصر سيميوني على التعاقد معه، فبعدما أصيب في بداية الموسم بفيروس كورونا ما حال دون مشاركته في بعض المباريات، تمكن لاحقا من تسجيل 14 هدفا في 16 مباراة ليتصدر جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني، محققا أفضل انطلاقه له كهداف بعد مشواره مع فرق أياكس أمستردام وليفربول وبرشلونة الذي تألق بين صفوفه.
وعنه قال سيميوني: "لقد أتى بحماس هائل ورغبة في مواصلة المنافسة ونحن نساعده في أن يشعر بأهميته وبالراحة".
واستطاع سواريز أن يلعب دور قائد الفريق ليعوض عدم ثبات مستوى البرتغالي جواو فيليكس أغلى صفقة في تاريخ أتلتيكو، والذي لم يتمكن بعد عام ونصف في صفوف "الروخيبلانكوس" من تقديم أفضل نسخة منه كما يطلب سيميوني.
وبعد مرور أكثر من نصف الموسم يسير أتلتيكو بقيادة سيميوني للموسم التاسع، نحو لقب الليجا الذي حال حصده "الروخيبلانكوس" سيكون الثاني للفريق مع المدرب الأرجنتيني بعد موسم 2013-2014 والـ11 في تاريخ أتلتيكو مدريد.