الاعتداء على معارضين لحزب الله جنوبي لبنان
تعّرض معارضون لحزب الله و"حركة أمل" لاعتداء في جنوب لبنان، في أثناء تحضيرهم للإعلان عن قائمة انتخابية تواجه الثنائي.
ومع كل استحقاق انتخابي يهدد الحليفان، "حزب الله" و"حركة أمل" أو ما يعرف في لبنان بـ"الثنائي الشيعي" كل من يتجرأ على مواجهتهما وخوض المعركة الانتخابية بوجههما في المناطق التي تعتبر معقلهما وتحديدا في الجنوب والبقاع.
واليوم السبت، حيث كان مقررا الإعلان عن لائحة معارضة تحمل عنوان "معا للتغيير" في منطقة الصرفند بالجنوب، كان نصيب المعارضين الاعتداء بالضرب وإطلاق الرصاص من عناصر حزبيين، لمنعهم من الوصول إلى مقر إقامة احتفال إطلاق اللائحة، وهو ما أظهرته مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت المعلومات إلى أن المعتدين ينتمون إلى "حركة أمل" التي يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وذكرت محطتا تلفزيون "الجديد" و"إل بي سي"، أن مناصري "حركة أمل" وضعوا الحواجز على مدخل الصالة التي كانت ستستقبل إطلاق البرنامج الانتخابي للائحة "معا للتغيير" في الصرفند وتم الاعتداء على المشاركين بالحجارة.
كذلك اتهمت لائحة "معاً للتغيير" عناصر من حركة أمل بالاعتداء وقالت في بيان: "فوجئنا بشباب منظّمين هاجموا السيارات وأقفلوا الطريق في مكان إقامة الاحتفال، وذلك بحضور القوى الأمنية للأسف، حيث تم إطلاق النار باتجاهنا من مسدس حربي".
لكن "حركة أمل" رفضت هذا الاتهام وقالت في بيان لها "تتناقل بعض وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية معلومات غير دقيقة عن علاقة عناصر من حركة أمل بإشكال وقع في منطقة الصرفند، وتنفي الحركة أي علاقة لها بالحادثة وتضعها بعهدة القوى الأمنية".
من جهتها أوضحت بلدية الصرفند، في بيان، حقيقة ما جرى، وقالت إن "بعض المحتجين من أبناء البلدة والجوار عمدوا إلى قطع الطريق المؤدي إلى الاستراحة، وأطلقوا شعارات وهتافات مناهضة للائحة المذكورة ولوجودها في المكان، فضلا عن حصول إشكالات ومشادات كلامية محدودة".
ولفتت إلى أنه "على الفور سارعت فعاليات البلدة السياسية والبلدية والاختيارية وعمدت إلى تهدئة الوضع وإعادته إلى طبيعته بمؤازرة من القوى الأمنية اللبنانية لا سيما الجيش اللبناني".
وختمت: "أن بلدة الصرفند تجدد التزامها وتأكيدها وحرصها على تأمين كافة مناخات التنافس الديمقراطي وفقا لقواعد القانون واتباع الأصول المرعية الإجراء في تنظيم أي فعالية كانت".
ولاقى هذا الاعتداء رفضا من قبل جهات وأحزاب وسياسيين.
وكتب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل عبر "تويتر" قائلا: "معركة الجنوب لها رمزية وطنية وتحمل رسالة أساسية! التحدي كبير والمرشحون التغييريون فيها أبطال القرار الحر".
كما أصدرت جمعية "إعلاميون من أجل الحرية" بيانا قالت فيه: "ندين الاعتداء الآثم الذي نفذته عناصر حزبية لمنع إعلان لائحة التغيير في الصرفند، ونسأل عن دور القوى الأمنية في حماية اللائحة، ونسجل بأسف الاعتداء على المصورين والصحفيين".
وأكدت "أن ما حصل يؤشر إلى سلوك مبرمج يهدف إلى منع حدوث الاستحقاق الذي ينتظره الشعب اللبناني، ويؤكد أن قوى الأمر الواقع تريد انتخابات بنتائج معلبة".
وللمرة الأولى في لبنان تخوض مجموعات المجتمع المدني المعركة في لوائح موحدة في مناطق الجنوب، حيث السيطرة لحزب الله ولحركة أمل.
ويتعرض المعارضون لحملات تهديد وتخوين، وسبق أن قال أحد المرشحين على لائحة "معا للتغيير" علي خليفة لـ"العين الإخبارية"، إن "المواجهة مسؤولية وطنية أكثر من حسابات الفوز والخسارة، ونحن اخترنا المواجهة ضد من يحتكرون المقاومة عبر فصيل مسلح يدعي هذه المقاومة (في إشارة إلى حزب الله) وضد ثنائي (حزب الله وحركة أمل) يحتكر الطائفة الشيعية وقرارها، لذا قررنا خوض هذه المعركة".
ويتحدث خليفة عن تضييق وترهيب يتعرض لها مرشحو اللائحة، وسبق أن تعرض هو لحملة عبر الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله، مشيرا كذلك إلى ضغوط يتعرض لها من يجاهر بتأييده معارضي الحزب متوقعا زيادة مع قرب موعد الانتخابات.
وعن التوقعات بالفوز يؤكد خليفة "نعتبر أن المعركة التي نخوضها هي معركة تأسيسية نحو التغيير الذي قد لا يتحقق في هذا الاستحقاق الانتخابي، إنما في المراحل المقبلة والانتخابات هي محطة فيما المواجهة ستبقى مستمرة".
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز