«هجوم» شبكة القطارات بفرنسا.. «حرائق السياسة» تلفح الأولمبياد
خبطات متتالية يتلقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان يعلّق آماله على أولمبياد باريس لتعزيز إرثه السياسي.
كان أحدثها تعرض شركة السكك الحديدية الفرنسية "إس إن سي إف"، ليل الخميس الجمعة، إلى "هجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل" شبكتها التي تشهد "اضطرابا شديدا"، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس قبل ساعات من حفل افتتاح أولمبياد باريس.
أعمال خبيثة
ووفق بيان لشركة السكك الحديدية فإن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثرت في خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية، موضحة أن "حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار" بمنشآت الخطوط السرعة.
نتيجة لذلك، فإن حركة القطارات السريعة (تي جي في) على هذه المحاور الثلاثة تشهد "اضطرابات كبيرة"، وأضافت الشركة "نحن نقوم بتحويل بعض القطارات إلى الخطوط التقليدية، ولكن سيتعين علينا إلغاء عدد كبير منها".
وتحدث مصدر مطلع على التطورات عن أعمال "تخريب".
وأوضحت الشركة أن خط القطار السريع الجنوبي الشرقي "لم يتأثر".
وأشارت إلى أن فرقها "موجودة على الأرض لإجراء التشخيص وبدء الإصلاحات"، لكن "هذا الوضع يتوقع أن يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل لإجراء الإصلاحات".
ويأتي الهجوم قبل ساعات فقط من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، إذ كان العديد من المسافرين يعتزمون التنقل إلى العاصمة.
هجوم ضخم
وقالت الشركة لوكالة فرانس برس: "سيتم إبلاغ جميع الركاب عبر الرسائل النصية القصيرة عن سير قطاراتهم"، ونصحت: "جميع المسافرين بتأجيل رحلتهم وعدم التوجه إلى المحطة"، موضحة في بيانها أن جميع التذاكر قابلة للاستبدال والاسترداد.
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة "إس إن سي إف" جان بيار فاراندو، الجمعة، خلال مؤتمر صحفي، أن "الهجوم الضخم" على شبكة القطارات السريعة يطال 800 ألف راكب.
بدوره، ندد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ"عمل إجرامي شائن" محذرا من "عواقب بالغة جدا" بالنسبة لحركة القطارات.
عام التجديد
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحدث ماكرون بفخر وتفاؤل بشأن العام المقبل في خطابه للأمة عشية رأس السنة الجديدة، قائلا: "يحدث هذا الأمر مرة واحدة فقط في كل قرن؛ استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية.. 2024 سيكون عاما للحسم وللخيارات والتجديد".
ولكن بعد أكثر من ستة أشهر، تبخرت آمال ماكرون في تجديد تفويضه، في حين تسببت الأزمة السياسية التي أثارتها الانتخابات المبكرة أيضا في إقبال أقل من المتوقع من السائحين على حضور دورة الألعاب الأولمبية.
وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن حجوزات الطيران والفنادق إلى باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية جاءت أقل من المتوقع، وعزا الخبراء ذلك إلى ارتفاع تكاليف السفر والإقامة والمخاوف الأمنية والاضطراب السياسي.
كما ساهمت التطورات المتلاحقة والمستمرة للانتخابات الأمريكية -التي تضمنت حتى الآن محاولة اغتيال للمرشح الجمهوري دونالد ترامب وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق- في إبعاد الأنظار عن الحدث المهم لماكرون.
وفي القرية الأولمبية، الإثنين، صافح ماكرون المتطوعين وعلى وجهه ابتسامة واثقة. وقال الرئيس لعناصر الشرطة "نحن مستعدون"، قبل أن يشكر موظفي القرية الأولمبية على عملهم.
واعترفت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا بأن الأسابيع القليلة الماضية كانت "صعبة سياسيا".
لكنها رفضت فكرة أن الأزمة السياسية قد ألقت بظلالها على دورة الألعاب الأولمبية، وقالت إن فرنسا يمكن أن تتنفس الصعداء لأن أقصى اليمين لم يفز بما يكفي من المقاعد لتشكيل حكومة، كما توقعت بعض استطلاعات الرأي.
وقالت لرويترز "أعتقد أن الألعاب ستسمح للبلاد بالاتحاد أكثر من أي وقت مضى هذا الصيف".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز