الهجوم على «يونيفيل» في لبنان.. الرئيس يتوعد والحكومة تتأهب
![جانب من احتراق مركبة يونيفيل](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/15/162-123023--_167b0509f9e011_700x400.jpg)
هجوم عنيف على موكب لليونيفيل في بيروت، مساء الجمعة، تردد أنه من تنفيذ مجموعة من أنصار «حزب الله»، استدعى انتفاضة حكومية واجتماعًا طارئًا، ووعدًا من الرئيس جوزيف عون بمحاسبة مرتكبيه «أيا كانوا».
وطالبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الجمعة، السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق فوري بعد إصابة أحد ضباطها بجروح في إحراق إحدى مركباتها على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت أغلقه حشد من أنصار «حزب الله».
- حرق سيارة «يونيفيل».. حزب الله في عين العاصفة
- حرق سيارة لـ«اليونيفيل» قرب مطار بيروت خلال تجمع أنصار حزب الله
«سينالون عقابهم»
تعهد الرئيس اللبناني جوزيف عون، السبت، بمعاقبة منفذي الهجوم على موكب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، والذي أسفر، الجمعة، عن إصابة ضابطين في «اليونيفيل»، أحدهما نائب قائدها.
وجاء في بيان نشرته الرئاسة على موقع «إكس» أن عون «دان الاعتداء... وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم»، مضيفًا أن «القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد».
اجتماع طارئ
وتعقد السلطات اللبنانية اجتماعًا طارئًا صباح السبت، بعد إصابة ضابطين من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في هجوم على موكب لليونيفيل، الجمعة، على طريق مؤدٍ إلى مطار بيروت، أغلقه حشد من أنصار «حزب الله»، فيما تعهد الرئيس جوزيف عون بـ«معاقبة» منفذيه.
وأعطى وزير الداخلية والبلديات اللبناني، العميد أحمد الحجار، التوجيهات اللازمة إلى السلطات المعنية «لضبط الوضع والعمل على تحديد هوية المعتدين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص»، على ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.
وذكرت الوكالة أن الحجار تفقد الضابطين، وأحدهما نائب قائد «اليونيفيل» في المستشفى، وأكد «رفض الحكومة اللبنانية هذا الاعتداء الذي يعد جريمة بحق قوات حفظ السلام».
ماذا حدث؟
وجاء في بيان لـ«اليونيفيل»، الجمعة: «تعرّضت قافلة تابعة لقوات حفظ السلام من اليونيفيل، مساء اليوم، لهجوم عنيف أثناء توجهها إلى مطار بيروت، حيث أُضرمت النيران في إحدى مركبات القافلة. وقد أسفر الهجوم عن إصابة نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته».
وطالبت «اليونيفيل» في بيانها «السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري، والعمل على تقديم جميع المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة»، لافتةً إلى أن «مثل هذه الهجمات ضد قوات حفظ السلام تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد تشكل جرائم حرب».
وتابعت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان: «لقد أثار هذا الهجوم صدمتنا، فهو يعد هجومًا مروعًا على قوات حفظ السلام التي تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال فترة صعبة».
ووصفت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، الواقعة بأنها «غير مقبولة».
وأدانت الأمم المتحدة الاعتداء على «اليونيفيل»، معتبرةً أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد يرقى إلى جرائم حرب. كما نددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، بالحادثة، محذرةً من أن مثل هذه الاعتداءات تهدد سلامة موظفي الأمم المتحدة الذين يعملون للحفاظ على استقرار لبنان.
اجتماع طارئ وإجراءات أمنية
وتعقد السلطات اللبنانية اجتماعًا طارئًا صباح السبت لمناقشة تداعيات الهجوم، فيما أعطى وزير الداخلية، أحمد الحجار، توجيهاته للجهات المختصة لتحديد هوية المعتدين وتوقيفهم.
كما تفقد الحجار الضابطين المصابين في المستشفى، مؤكدًا رفض الحكومة لهذا «الاعتداء الإجرامي» بحق قوات حفظ السلام.
وأكد رئيس الحكومة، نواف سلام، أنه طلب من وزير الداخلية اتخاذ إجراءات عاجلة لتحديد هوية المعتدين وتوقيفهم، بينما تعهد الجيش اللبناني بالتصدي لأي محاولات لزعزعة السلم الأهلي.
وجاء في بيان لاحق للجيش أن قائد الجيش بالنيابة، اللواء الركن حسان عودة، أكد في اتصال بقائد «اليونيفيل» أن «الجيش يرفض أي تعرُّض لليونيفيل، وسيعمل على توقيف المواطنين الذين اعتدوا على عناصرها وسوقهم إلى العدالة».
حزب الله في موقف حرج
ولم يصدر «حزب الله» تعليقًا رسميًا على الحادثة، بينما وصفت قناة «المنار» التابعة له المتظاهرين الذين قطعوا الطرقات وأحرقوا المركبات بأنهم «عناصر فوضوية وغير منضبطة».
وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي متظاهرين، بعضهم ملثّمون يرفعون أعلام «حزب الله»، يتعرّضون لرجل بالزي العسكري وآخر بالزي المدني قرب سيارة «اليونيفيل» المحترقة.
في المقابل، أدانت «حركة أمل» الاعتداء، معتبرةً أنه يشكل «طعنة للسلم الأهلي».
جاء الهجوم في وقت كان عشرات من أنصار «حزب الله» يقطعون الطريق المؤدي إلى مطار بيروت، احتجاجًا على قرار السلطات اللبنانية منع رحلتين تابعتين لخطوط «ماهان» الإيرانية من الهبوط في المطار.
ومساء الخميس، قال مسؤول في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لـ«فرانس برس»، إن «المطار تلقى طلبًا من وزارة الأشغال العامة والنقل بإبلاغ خطوط ماهان الإيرانية بعدم استقبال رحلتين تابعتين لها إلى بيروت، واحدة كانت مقررة مساء الخميس وأخرى الجمعة».
وأضاف: «أُرجئت الرحلتان إلى الأسبوع المقبل»، من دون تحديد السبب.
يُذكر أن إسرائيل تتهم «حزب الله» باستخدام المطار لنقل أسلحة من إيران، وهو ما ينفيه الحزب.
مستقبل وقف إطلاق النار
يسري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، تم التوصل إليه بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية، وكان من المقرر تمديده حتى الثلاثاء المقبل.
ومع تصاعد التوترات في بيروت، يواجه هذا الاتفاق تحديات إضافية قد تؤثر على مستقبل الاستقرار في لبنان والمنطقة.
aXA6IDE4LjExOC4xOTYuMTc3IA==
جزيرة ام اند امز