قصف إيران لشمال العراق.. إدانات دولية ودعوات لوقف "الانتهاكات المتكررة"
رغم إدانات الرفض والاستنكار المحلية والدولية، لا تزال إيران تواصل خروقاتها العسكرية بحق السيادة العراقية تحت ذريعة ملاحقة عناصر معارضة لنظام طهران.
ومنذ شهرين متتابعين، تكثف إيران عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية عند الشريط الحدودي في إقليم كردستان، حيث تستهدف مقار أحزاب إيرانية معارضة من بينها الديمقراطي الكردستاني والحرية الكردستاني، وسربستي كردستان.
وعلى وقع تصاعد تلك الهجمات تتصاعد حدة الرفض الشعبي في الداخل العراقي الذي بات أكثر ضغطاً على صناع القرار السياسي بدفعهم نحو اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة تحفظ سيادة البلاد من تلك الاعتداءات.
وأمس الثلاثاء، شهدت مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية قصفا جديدا بالصواريخ والطائرات المسيرة نُسب إلى إيران بعد يومين من هجوم مماثل.
واستهدف القصف مقر حزب "الحرية الإيراني الكردستاني"، في محيط ألتون كوبري بالقرب من كردستان العراق.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على قواعد المعارضين الكرد عن مقتل 18 شخصا على الأقل، بينهم امرأتان وطفل، وفقا لمصادر طبية وأمنية.
وكان مجلس النواب العراقي، قد خصص جلسة أمس الثلاثاء، لمناقشة ملف "حفظ السيادة"، على وقع تصاعد الهجمات الإيرانية والتي تزامن معها انطلاق عملية عسكرية تركية تستهدف عناصر معارضة في شمال العراق وسوريا.
ويسهم عدم الاستقرار السياسي والأمني بالعراق في جعل مناطق شمال البلاد مسرحاً للعمليات العسكرية التركية والإيرانية في ملاحقة الأحزاب المعارضة دون الاكتراث لمواثيق حسن الجوار .
وتنتشر عند مناطق إقليم كردستان مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة لإيران يقع أغلبها في محافظتي أربيل والسليمانية، مما يضطر الكثير من عناصر تلك القوى التحرك نحو الجبال والمناطق الحدودية هرباً من غارات طهران العسكرية.
وتتهم طهران، عبر مواقف وتصريحات رسمية، بغداد بعدم التحرك الجاد لتحصين أراضيها أمام تواجد عناصر المعارضة وما يشكل ذلك من تهديد لأمن إيران الداخلي.
وتواجه إيران اضطرابات شعبية عارمة احتجاجاً على سياسات النظام في قمع الحريات العامة والتطرف الديني فضلاً عن انعدام فرص العمل وارتفاع مستويات الفقر.
واليوم الأربعاء ورداً على الهجوم الإيراني الأخير، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، تلك الاعتداءات ودعت طهران إلى التراجع عن خروقاتها.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إن "الولايات المتحدة تدين بشدة هذه الانتهاكات المتكررة وغير المسؤولة لوحدة الأراضي العراقية وتدعو إيران إلى الكف عن القيام بالمزيد من التهديدات والعنف".
وأضاف أن "إيران تواصل انتهاكاتها لوحدة الأراضي العراقية من خلال الهجمات المميتة التي نُفذت ضد إقليم كردستان العراق للفترة ما بين 20 إلى 22 نوفمبر".
وكان قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، هدد مطلع الأسبوع الحالي، بشن عملية برية عسكرية ضد مناطق شمال العراق إذا لم تتحرك الحكومة الاتحادية في بغداد بإبعاد "خطر"، الأحزاب الكردية المعارضة عن استقرار الأوضاع في إيران.
ولاحقا، أكد البنتاغون الأمريكي مراقبته الأوضاع الحالية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا شمالي العراق وسوريا بعد موجة التهديدات التي أطلقتها أنقرة ضد البلدين، واعلانها تحشيد دباباتها وجنودها على الحدود.
ونقلت شبكة "ناشين" الأمريكية عن المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ قولها: "نراقب الأوضاع على الأرض شمالي سوريا والعراق عن كثب ومن كل الجوانب"، داعية "جميع الجهات إلى ضبط النفس وعدم التصعيد".
وعند سؤالها من قبل الصحفيين عن الجهات التي تشير إليها، رفضت سابرينا تسمية أي جهة بحسب ما أوردت الشبكة، مكتفية بالإشارة إلى أن الضربات التي تقوم بها تركيا حاليا في الشمال العراقي والسوري، تعطل من الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتحمل تبعات واسعة، على حد تعبيرها.
وأمس الثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "دبابات وجنود بلاده تحتشد على الحدود حاليا مع العراق وسوريا استعدادا لشن اجتياح عسكري لإجبار الجهات التي هاجمت تركيا على دفع الثمن"، على حد قوله.