تتزامن القمة الأفريقية لهذا العام في نسختها الـ35، مع الذكرى الـ20 لإعلان الاتحاد الأفريقي، منتقلا من مسمى منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست في 25 مايو/آيار 1963، قبل أن تتحول لاحقا إلى الاتحاد الأفريقي في يوليو/تموز العام 2002.
وانطلقت الأربعاء، أعمال المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في دورته العادية الـ40 بأديس أبابا، تمهيدا للقمة الأفريقية الـ35 التي ستعقد يومي السبت والأحد.
وإن كانت القارة السمراء تحتفل في الـ 25 من مايو من كل عام، بيوم أفريقيا، المعروف سابقا بيوم الحرية الأفريقي ويوم التحرير الأفريقي، حينما وقعت 32 دولة مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا بإثيوبيا، لكن المنظمة الأفريقية قررت قبل أكثر من عقدين أن تطلق على كيانها الأفريقي الجامع "الاتحاد الأفريقي" بدلا عن منظمة الوحدة الأفريقية لأكثر من ثلاثة عقود.
ويقول حسين حسن، رئيس الصناعة والتعدين والابتكار بمفوضية الاتحاد الأفريقي لـ"العين الإخبارية"، إن "القمة الأفريقية تعتبر منصة لتوحيد الصفوف الرؤى وتنسيق الجهود والتعاون واتخاذ المواقف المتناسقة بين الدول الأعضاء ليس فقط على المستوى السياسي تجاه القضايا الدولية بل تشمل أيضا الموضوعات الخاصة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية السياسية ووغيرها".
ويرى حسن، أن احتفالات الاتحاد الأفريقي بمرور 20 عاما على إعلانه تأتي بعد أن حقق الاتحاد الكثير من النجاحات، وقال إن الاتحاد يحرز تطورات متسارعة في المجال السياسي بالمحافل الدولية لما له من ثقل كبير جدا كمنظمة تضم 55 دولة.
وسيوفر اجتماع القمة الأفريقية فرصة للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لتقييم إنجازات المنظمة حتى الآن باعتبارها الهيئة الأولى للسلام والأمن والاستقرار في القارة التي يتمثل أحد المبادئ التأسيسية للمنظمة، حيث بنى القادة الأفارقة هيكلًا مفصلًا من شأنه أن يمكّن الاتحاد الأفريقي من الوفاء بهذا التفويض.
كما توفر الذكرى السنوية العشرون للمنظمة فرصة للدول الأعضاء لتقييم إنجازاتها حتى الآن ، وكذلك لفحص دور الاتحاد الأفريقي في تطور تحديات السلام والأمن في إفريقيا.
الفكرة والدوافع
تعود فكرة الاتحاد الأفريقي كمنظمة تجمع دول القارة السمراء ، الى العام 2002 ، كبديل لمنظمة الوحدة الأفريقية بعد 39 عاما من تأسيسها عام 1963.
ونبعت فكرة التغيير الى الاتحاد الأفريقي، بحثا عن تحقيق أهداف جديدة تعزز ما تسعى إليه شعوب القارة الأفريقية ضمن رؤية قادتها نحو مزيد من وحدة وتضامن شعوب وبلدان القارة السمراء والدفاع عن سيادة الأراضي والاستقلال لكافة الدول الأعضاء، إلى جانب التعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا وشعبها.
وأخذ التكتل القاري يوطد أقدام فكرته، انطلاقا من قمة منظمة الوحدة الأفريقية التي عقدت بسرت الليبية في سبتمبر/أيلول 1999، وكشف خلالها القادة الأفارقة دوافع إنشاء الاتحاد الأفريقي، ولجعل المنظمة أكثر فعالية ومواكبة للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية، مستلهمين في ذات الوقت مبادئ الوحدة والانتماء الأفريقي التي أسسها الرعيل الأول من الزعماء الأفارقة .
فضلا عن دعوتهم لمعرفة وإدراك كافة التحديات التي تواجه قارتهم ، وتعزيز تطلعات شعوبها نحو الاندماج الكلي ، والعمل على التصدي لهذه التحديات ومعالجة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على نحو فعّال.
التسلسل الزماني لتشكل الاتحاد
كل تلك المنطلقات والمبررات لدوافع إنشاء الاتحاد الأفريقي مرت عبر نقاشات وقرارات، وتسلسل زمني اقتضته الاجتماعات الدورية للقمة الأفريقية التي عادة ما تتم مرتين في كل عام سوى القمم الاستثنائية التي تفرضها الظروف .
أبرز القمم التي شكلت ميلاد الإتحاد
قمة سرت الليبية في سبتمبر/أيلول 1999
التي اعتمدت إعلان سرت والدعوة إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي، وشهدت تلك القمة صرخة الميلاد للإتحاد الأفريقي بدلا عن منظمة الوحدة الأفريقية بالكشف عن دوافع إنشاء الوليد الجديد .
قمة لومي في جمهورية توغو 11 يوليو/تموز 2000
اعتمدت القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي ، وكانت موعد الموافقة على النظام التأسيسي للاتحاد الأفريقي.
وقبل أن يمضي على الموافقة عام، عقد مؤتمر سِرتْ الثاني كقمة استثنائية في مارس/آذار 2001 ، وأقر فيه النظام وأعلن فيه التوقيع رسميا على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، بمصادقة 36 دولة عضوا.
قمة لوساكا 2001
صاغت خارطة الطريق لتنفيذ الاتحاد الأفريقي، وهو ما شرع رسميا للاتحاد الأفريقي ليحل محل منظمة الوحدة الأفريقية بعد 39 عاما من تأسيسها بأديس أبابا بتاريخ 25 مايو/أيار 1963.
قمة ديربان 2002
أطلقت الاتحاد الأفريقي حيث عقد أول قمة لرؤساء الدول والحكومات، لتكون مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، أول شاهد على انعقاد أول قمة أفريقية للمولود الجديد المسمى الاتحاد الأفريقي في يوليو/تموز 2002، الذي مر عليه اليوم 20 عاما.
النظام الأساسي للاتحاد
يضم الاتحاد الأفريقي 55 دولة أفريقية، ويتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرا له، ويهدف نظامه الأساسي الى تحقيق وحدة وتضامن أكبر بين الشعوب والبلدان الأفريقية ، والتعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، من خلال توطيد النظام الديمقراطي ومؤسساته وتعزيز المشاركة الشعبية والحكم الرشيد.
كما يعمل الاتحاد للإرساء مبدأ المساواة والترابط بين الدول الأعضاء، وإقامة سياسة دفاعية مشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عضو، كما يحق للاتحاد التدخل في شؤون دولة عضو عند وقوع ظروف خطيرة مثل جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بجانب حق الدول في طلب تدخل الاتحاد لإعادة السلام والأمن.
الهيكل الإداري
تتكون أجهزة الاتحاد من 17 جهازا، من أهمها مؤتمر الاتحاد "القمة الأفريقية "، والمجلس التنفيذي (وزراء الخارجية)، وبرلمان عموم أفريقيا، ومحكمة العدل، وأمانة الاتحاد ، وذلك إلى جانب لجنة الممثلين الدائمين (السفراء)، واللجان الفنية المتخصصة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والبنك المركزي الأفريقي.
أمانة الاتحاد هي مفوضية الاتحاد الأفريقي التي يترأسها حاليا موسى فكي (تشادي الجنسية) ونائبته الراوندية مونيك نسانزاباجانوا ، وهي الجهاز التنفيذي للمنظمة الأفريقية ، ويتم انتخاب رئيسها كل 4 سنوات، فيما يتكون هيكلها من 6 مفوضيات بعد أن كانت 10 مفوضيات وذلك ضمن عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي .
والمفوضيات الـ6 هي السلم والأمن والشؤون السياسية أرفع وأهم مفوضية ويقودها النيجيري، بانكول أديوي ومفوضية الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، جوزيفا ساكو (أنغولا) ومفوضيى التنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والتعدين، ألبرت موشانجا (زامبيا) ومفوضية البنية التحتية والطاقة ، أماني أبو زيد (مصر) ومفوضية الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية ، ميناتا ساماتي، (بوركينا فاسو) ومفوضية التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار ، محمد بلحسين ( الجزائر).
رموز الاتحاد الأفريقي (الشعار والعلم)
للاتحاد الأفريقي شعار يتألف من أربعة عناصر هي (سعف النخيل على جانبي الدائرة برمز للسلام، الدائرة الذهبية ترمز للثروة والمستقبل المشرق لأفريقيا، خريطة أفريقيا بلا حدود في الدائرة الداخلية تعني الوحدة الأفريقية، والحلقات المتشابكة الحمراء الصغيرة عند قاعدة الشعار ترمز للتضامن الأفريقي والدماء التي سفكت من أجل تحرير أفريقيا.
كما يوجد للاتحاد علم تم الاتفاق عليه 2010 وهو عبارة عن خريطة للقارة الأفريقية باللون الأخضر الداكن فوق شمس باللون الأبيض، وتحيط بها دائرة من 54 نجمة خماسية الشكل وذهبية على خلفية حقل أخضر داكن اللون، حيث تشير الخلفية الخضراء ترمز إلى الأمل في أفريقيا، والنجوم تمثل الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز