الخارجية الإثيوبية لـ"العين الإخبارية": جاهزون لاستضافة القمة الأفريقية
أكدت إثيوبيا اكتمال كافة الاستعدادات الفنية والأمنية لاستضافة القمة الأفريقية وبدء توافد وزراء الخارجية تمهيدا لانطلاق اجتماعاتهم.
وتنطلق غدا الأربعاء اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي في دورته الـ40، تمهيدا للقمة الأفريقية الـ35 لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية المقررة يومي السبت والأحد المقبلين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، إن إثيوبيا أكملت استعدادتها في جميع الجوانب الفنية والأمنية حيث تولت جميع الجهات مسؤولياتها.
وأشار مفتي إلى أن وزراء خارجية الدول الأفريقية بدأوا بالتوافد بعد أن أكملت الحكومة الإثيوبية جميع الترتيبات لاستضافتهم تمهيدا لانطلاق اجتماعاتهم غدا الأربعاء.
وتوقع مفتي حضور كبار المسؤولين من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وقيادة السلطة الفلسطينية إلى جانب وزراء خارجية ورؤساء الحكومات الأفريقية المشاركة في القمة الأفريقية الـ35.
وشدد المسؤول الإثيوبي على أن استضافة إثيوبيا لهذه القمة تؤكد ما تتمتع به من أمن وسلام، مجددا تأكيده على اكتمال كافة الاستعدادات الفنية والأمنية "بشكل كامل وبصورة جيدة".
وتنعقد القمة الأفريقية في نسختها الـ35 هذا العام حضوريا بعد أن تغيب القادة الأفارقة عن مقر التكتل القاري في العاصمة الإثيوبية لنحو عامين كاملين ضمن تداعيات انتشار فيروس كورونا حول العالم.
ومنذ الإثنين، بدأ وزراء خارجية الدول الأفريقية بالتوافد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، للنظر في أجندة القمة الأفريقية.
نجاح دبلوماسي
سبق أن عقد الاتحاد الأفريقي قمته العادية السابقة الـ34 افتراضيا بسبب جائحة كورونا، وذلك بعد اكتمال التحضيرات لعقدها حضوريا لقادة الدول الأعضاء العام الماضي، بتقديرات وتوصيات من المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
فيما قرر القادة الأفارقة هذا العام عقد القمة الـ35 على مستوى رؤساء وحكومات دول الاتحاد الأفريقي حضوريا بأديس أبابا مقر التكتل، عقب اجتماع عقده قادته في ظل مخاوف ناجمة عن استمرار جائحة كورونا، فيما خيمت مخاوف أيضا على بعض القادة من الأوضاع الأمنية بالبلاد.
وقرار القادة الأفارقة بعقد القمة الأفريقية الـ35 حضوريا تعتبره أديس أبابا انتصارا لدبلوماسيتها أمام بعض الدول التي عملت على إثناء القادة عن قرار عقد الاجتماعات حضوريا.
وعبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عن تقديره لقادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على قرارهم بعقد القمة الأفريقية الـ35 في أديس أبابا.
وكشفت الخارجية الإثيوبية خلال مؤتمرها الصحفي، الأسبوع الماضي، عن كواليس قرار القادة الأفارقة بعقد القمة بأديس أبابا، وقال السفير دينا مفتي إن دبلوماسية بلاده نجحت في عقد القمة حضوريا.
وأضاف: "تصدينا لمحاولات عدم عقد القمة الأفريقية الـ35 بأديس أبابا بحجة الوضع الراهن في البلاد، لكن الدبلوماسية الإثيوبية نجحت في إحباط هذه المحاولات بعقد القمة حضوريا"، معتبر في انعقاد القمة "ضربة لمحاولات تشويه إثيوبيا سياسيا".
وأشار مفتي إلى أن أديس أبابا شكّلت لجنة وطنية على وجه السرعة معنية بالترتيب لاستضافة القمة الأفريقية، مشددا على أنها "تسعى لجعل هذه القمة مميزة أكثر عن باقي القمم الأفريقية لتوقيتها مع الظروف التي تمر بها إثيوبيا".
وفي ذات السياق، برزت العديد من ملامح الاستعدادات التي تعمل عليها الحكومة الإثيوبية لإخراج الحدث القاري بمستوى يليق بإثيوبيا والأفارقة، وعلى مدار الأسبوع الماضي، شهدت أديس أبابا اجتماعات مهمة وقرارات حكومية متواترة وحركة ترتيب وتنظيم تشي بأن انعقاد القمة يعني الكثير للحكومة والشعب الإثيوبيين.
الترتيبات الأمنية
وفي إطار الترتيبات الأمنية والفنية، قرر مجلس الوزراء الإثيوبي إلغاء حالة الطوارئ التي كانت مفروضة بالبلاد منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب الحرب مع جبهة تحرير تجراي.
كما أن مجلس الأمن القومي الفيدرالي بإثيوبيا عقد اجتماعه الأسبوع الماضي وناقش آخر الاستعدادات الأمنية والترتيبات لعقد القمة الأفريقية الـ35، مؤكدا على اكتمال جميع الترتيبات لإنجاح القمة في جميع فعالياتها من اجتماع المجلس التنفيذ لوزراء الخارجية الأفارقة يومي الأربعاء والخميس، وقمة رؤساء وحكومات الدول الأفريقية يومي السبت والأحد المقبلين.
ووفق بيان للمجلس، تم تشكيل فريق مهام أمني مشترك خاص لتأمين فعاليات القمة الأفريقية، تتكون من الحرس الجمهوري وجهاز المخابرات الوطني وشرطتي أديس أبابا وإقليم أوروميا بالتنسيق مع الشرطة الفيدرالية، بهدف إنجاح القمة وتأمينها بشكل شامل لضمان نجاح الاجتماعات.
وأضاف البيان أن قوة المهام المشتركة بدأت في نشر عدد كبير من القوات الأمنية في جميع المناطق وستراقب وتسيطر على المنطقة التي يتجمع فيها القادة.
السياحة والنظافة
ومطلع الأسبوع الجاري، شهدت العاصمة أديس أبابا حملة نظافة شملت جميع المقاطعات والمدن الفرعية في المدينة، شارك بها كبار المسؤولين في المدينة.
والحملة التي تقدمتها عمدة المدينة أدانيش أببي، تحت شعار "أنا فخور بكوني أفريقي" واستمرت لنحو 5 أيام، تأتي في إطار الاستعدادات اللازمة لاستضافة القمة.
واعتبرت عمدة المدينة أن في قرار عقد القمة بأديس أبابا تأكيدا على أن إثيوبيا قادرة على تنظيم القمة في جميع جوانبها، قائلة: "فخورون بتعاون الأخوة الأفارقة مع بلادنا ونقدر هذا الموقف إلى جانب إثيوبيا في الأوقات الصعبة".
وأبرزت العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة ذات الصلة مستوى الاستعدادات في قطاعاتها الخاصة، لا سيما المؤسسات التي تعمل في قطاع السلامة والأمن والسياحة لتقديم الخدمات واهتمامها بانعقاد القمة.
وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية، تخفيضا بنسبة 15 % للمشاركين في القمة، فيما أعلنت وزارة السياحة أن فنادق العاصمة أديس أبابا أعدت بالتعاون مع شركات السياحة باقات لضيوفها لزيارة المواقع التاريخية بالمدينة.
بدوره، خصص التلفزيون الإثيوبي الرسمي مساحات خاصة ضمن برمجته اليومية للترويج عن القارة الأفريقية والقادة الأفارقة المتعاقبين على قيادة المنظمة الأفريقية منذ إنشائها في العام 1963، حين كانت تعرف بمنظمة الوحدة الأفريقية قبل أن تتحول الى الاتحاد الأفريقي قبل 20 عاما، إلى جانب بث أغاني أفريقية وشعارات وحدوية ونضالات شعوب القارة.
أما شوارع العاصمة أديس أبابا فتوشحت بأعلام الدول الأفريقية ولوحات ولافتات الترحيب بالأفارقة وضيوف القمة، كما تزينت الشوارع الرئيسية والمواقع السياحية والتراثية بتغييرات كبيرة ولمسات جديدة ومبهرة بجانب لافتات الترحيب بعدة لغات عالمية ومحلية .
ومن المنتظر أن تتخلل فعاليات القمة الأفريقية افتتاح أكبر وأعلى برج في شرق أفريقيا.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز