أستراليا والصين.. نذر حرب تحت رماد التحالفات
على وقع عالم مضطرب بالنزاعات، ومتخم بالاستقطاب والتحالفات، تتولد أزمات لدول قد تجد نفسها في مواجهة هذا وذاك.
وعلى غرار ما حدث مع روسيا، حينما حاولت أوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو، الذي أكدت موسكو أنه سيجلب قوات الأطلسي إلى حدودها ويهدد أمنها القومي، فأطلقت عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
- تقرير مخابراتي يكشف.. الصين ستصبح قوة كبرى على حساب أمريكا ونفوذها
- "قمع الصين وتطويقها".. رسائل تحذير وتحدٍّ من بكين لواشنطن والغرب
واليوم.. وعلى شاكلة ما حدث مع روسيا تجد الصين نفسها هي الأخرى في مواجهة جديدة قد تدفع إلى صراع لا يحمد عقباه أو حرب تأكل الأخضر واليابس خاصة مع أستراليا، التي تدخل ضمن تحالف "كواد" أو الحوار الأمني الرباعي، أمريكا وأستراليا والهند واليابان، في إطار الجهود للتصدي إلى نفوذ الصين ومطالبها الإقليمية في المحيطين الهندي والهادئ.
تخوفات صينية
وتخشى الصين من جهود أمريكية للحشد وعسكرة منطقة المحيط الهادئ وآسيا من أجل تشكيل تحالف يشبه "الناتو" في الشرق الأقصى.
وكشفت الصين عن تلك المخاوف بشكل صريح على لسان وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، الذي اتهم أمريكا بـ"التخطيط لنسخة آسيا والمحيط الهادئ من حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، ما يهدد بأزمة مماثلة لأوكرانيا في آسيا.
وأكد، في تصريحات سابقة، أن "استراتيجية الولايات المتحدة بمنطقة المحيط الهادئ والهندي هي محاولة لتشكيل تكتل يهدف لإثارة المواجهة من خلال التخطيط لإنشاء نسخة آسيا والمحيط الهادئ من حلف الناتو".
وحذر وزير الخارجية الصيني قائلا "لا يجب أن تكون هناك أزمة مشابهة لأزمة أوكرانيا في آسيا"، حسب تعبيره.
"حصار الصين" وتحذير موسكو
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ تحدث بشكل صريح عن "حملة غربية تقودها واشنطن ضد بلاده"، وندد بما سماه "قمع الصين بقيادة الولايات المتحدة".
وأكد أن "الدول الغربية بقيادة واشنطن نفذت حملة احتواء وتطويق وقمع شامل لبكين، ما جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة لتنمية بلادنا".
وتسعى أمريكا إلى حصار الصين عبر عدة تحالفات، كان أبرزها "أوكوس" بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، الذي اعتبره محللون إعادة لترتيب هيكل القوة بمنطقة المحيط الهادئ.
وأيضا تحالف كواد (أمريكا واليابان والهند وأستراليا) بهدف التصدي لنفوذ الصين العسكري والاقتصادي والتكنولوجي المتنامي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وكانت روسيا حذرت أيضا في يونيو/حزيران الماضي من خطط رامية لتحويل تحالف كواد إلى حلف "ناتو آسيوي".
وآنذاك، قال نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف "أعتقد أن خطط المهندسين السياسيين الذين يودون رؤية نموذج أولي لحلف الناتو الآسيوي قائم على تضامن المحيطين الهندي والهادئ، مشابه لحلف شمال الأطلسي، لن تتحقق".
وأوضح أن "الأساس في هذا هو رفض الأغلبية المطلقة من الدول الآسيوية لآفاق نقل احتمالية الصراع الكامن في جمعيات الكتلة إلى أبوابها".
وتابع: "لا يمكن العثور بين الدول المسؤولة عن هذه المنطقة تلك التي تريد الانجرار إلى المواجهة التي تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لخوضها، وذلك بالدرجة الأولى من أجل ردع الصين النامية بسرعة".
حرب وشيكة
وفي إطار المخاوف من اندلاع تلك المواجهة، أكد خبراء للأمن القومي أن الأستراليين قد يواجهون خطر الحرب مع الصين في غضون 3 سنوات، في حين أن البلاد غير مستعدة لأي صراع مع القوة الآسيوية العظمى الصاعدة.
التحذيرات ذكرتها صحيفة "سيدني مورنينغ" الأسترالية هذا الأسبوع، محذرة على لسان لجنة من خبراء الأمن القومي جمعتها الصحيفة، من أن "الحرب قد تأتي في وقت مبكر من عام 2026".
وعبر الخبراء عن اعتقادهم بأن "توقع الحكومة الفيدرالية القاضي بأن أستراليا لديها أقل من 10 سنوات للدخول في الصراع يحتاج إلى مراجعة لعدم الدقة في التقدير".
وكانت الحكومة الأسترالية أمرت العام الماضي بإجراء مراجعة تاريخية لقوة الدفاع لديها، لكنها توصلت إلى أنه سيكون أمامها 10 سنوات على الأقل للاستعداد لأي حرب.
وتستعد الحكومة الفيدرالية الأسترالية لإصدار ردها على المراجعة الاستراتيجية للدفاع، والكشف عن نوع تكنولوجيا الغواصات التي ستحصل عليها بموجب اتفاقية "أوكوس" مع الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتوقع الخبراء، من بينهم المسؤول الكبير السابق بوزارة الدفاع بيتر جينينغز، والمحاضر الأول في جامعة ماكواري في الدراسات الاستراتيجية وعلم الجريمة لافينا لي، واللواء المتقاعد في الجيش ميك رايان، سيناريوهات مرعبة، خاصة مع استهلاك مخزونات الذخيرة والمعدات العسكرية في العالم بسرعة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأكدوا أنه حال دخول الصين إلى تايوان، فإن ذلك قد يؤدي إلى تدفق 200 ألف جندي أمريكي إلى أستراليا، وعندها قد تشن بكين هجوما بالصواريخ على منشآت عسكرية أسترالية، وتنفذ هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية.
وشدد الخبراء على الحاجة الملحة إلى تعزيز القدرات العسكرية والأمنية الأسترالية بشكل كبير، معتبرين أنه أمر ملح، وأن أستراليا غير مستعدة للحرب.
وحذر خبراء من أن تعزيز الرئيس الصيني شي جين بينغ السريع لجيش بلاده يجب أن يؤخذ على محمل الجد.
وكانت الصين أعلنت مؤخرا أن ميزانيتها العسكرية الثانية في العالم بعد أمريكا سترتفع بنسبة 7,2% عام 2023، في تسارع طفيف مقارنة بالعام الماضي، حيث تخطط بكين لإنفاق 1.553,7 مليار يوان (225 مليار دولار) على دفاعها.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjE4IA== جزيرة ام اند امز