بالصور.. الجفاف يضرب مدينة أسترالية وبقايا المياه تصيب بالحساسية
نهر بارون الذي يعتمد عليه أهالي مدينة كولارنيبري توقف تماما عن التدفق، ويحتاج السكان إلى آلاف اللترات من المياه النظيفة كل أسبوعين.
أصبحت جودة المياه في إحدى المدن الأسترالية الصغيرة سيئة جدًا بعد أن ضربها الجفاف، لدرجة أن الاستحمام السريع بمياه المدينة القادمة مما تبقى من نهر بارون يصيب السكان بالحكة والحساسية.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن حالة المياه في مدينة كولارنيبري، شمال غرب نيو ساوث ويلز، تزداد سوءًا منذ العام الماضي، حيث إن نهر بارون الذي يعتمد عليه أهالي المدينة توقف تمامًا عن التدفق.
وحاليًا لا تنعم المدينة بأي مياه نظيفة على الإطلاق، ويبعد أقرب سوبرماركت عنها ما لا يقل عن ساعتين بالسيارة، ويعتمد أهالي المدينة البالغ عددهم 650 شخصًا في نجاتهم من الموت عطشًا على المتطوعين الذين يجلبون لهم زجاجات المياه النظيفة.
ويعمل هؤلاء المتطوعون لصالح جمعيات إنسانية مثل FIRE وDignity Water، ويسافرون مسافة تستغرق أكثر 8 ساعات من سيدني لتوصيل المياه النظيفة لسكان مدينة كولانيبري، ونظرًا لاعتماد السكان على هذه المياه المعبأة كليًا، يقوم المتطوعون بهذه الرحلة كل أسبوعين لتوصيل آلاف اللترات من المياه النظيفة التي توزع بمقدار 20 لترًا لكل شخص حتى موعد الزيارة المقبلة.
ويلقي سكان المدينة باللائمة على مزارعي القطن الذين استهلكوا كميات كبيرة من مياه النهر لاستخدامها في أراضيهم بالرغم من علمهم أنه مصدر مياه الشرب الوحيد في المدينة إذ لا يوجد بها أي مياه جوفية.
وبمجرد فتح الصنبور، تشم رائحة كريهة للمياه ويمكنك الإحساس بالمعادن الموجودة بها، وإذا ذهبت إلى مكان نهر بارون، لن تجد سوى بركة مياه صغيرة متبقية محاطة بصخور وأوساخ جافة وبقايا كائنات بحرية.
من جانبه يتهم نائب البرلمان الأسترالي، روي بتلر، الحكومة بالتسبب في أزمة المياه في مدينة كولارنيبري بسبب سوء الإدارة، وأوضح: "الحكومة مسؤولة عن إدارة وتنظيم مياه نهرنا لكي يستفيد منه الجميع؛ المجتمعات والزراعة والبيئة".
وقال كيفن تشاريتي، أحد السكان المحليين، إنه مع تناقص كميات المياه في المدينة، بدأت الوظائف ومستوى المعيشة في الانخفاض أيضًا، ما دفع كثيرا من السكان إلى الهرب منها، ووصف المدينة بمدينة الأشباح التي لم يتبقَّ فيها سوى الضروريات فقط مثل مكتب البريد وسوق الطعام والجزارة ومحطة الخدمات وميكانيكي وشركة إمدادات ريفية وفندق ومطعم وجبات جاهزة.
وتابع أن محاصيل القطن تحتاج إلى كميات رهيبة من المياه، ولاستئناف زراعته سيتطلب الأمر نقلها إلى منطقة تتميز بهطول الأمطار، لافتًا أن معظم الناس يعيشون هناك تحت خط الفقر وأنهم عاطلون عن العمل، وبالرغم من تعايش قلة منهم مع هذه الظروف القاسية إلا أن ندرة المياه ربما تؤثر في المستقبل القريب على مصادرهم الغذائية أيضًا.
وينكر مجلس ولجيت شاير أي مشكلة مياه في المدينة، ويقول كريس، أحد العاملين في المجلس إنه يشرب مياه الصنبور ويستحم بها منذ عامين ولم يحدث له شيء، مضيفًا: "لا تصل إلينا مياه غير نظيفة إلا بعد أسبوع تقريبًا من الأمطار".