«نقانق الديمقراطية».. طقس انتخابي بـ«طعم الشواء» في أستراليا (صور)

كالعادة، لم تخلُ الانتخابات العامة في أستراليا من لمستها الطريفة التي تميزها عن غيرها من الديمقراطيات حول العالم.
فمع فتح صناديق الاقتراع صباح السبت، تدفق الأستراليون إلى مراكز التصويت، ولكن على طريقتهم الخاصة: شواء، سباحة، وابتسامات مصحوبة بنقانق مشوية تُعرف شعبيًا باسم «نقانق الديمقراطية».
- أغنى سيدة أعمال في أستراليا تطالب بـ«نموذج ترامب» قبل الانتخابات
- ملياردير وحزب وسياسة.. ظل ترامب يظهر في أستراليا
ما هي نقانق الديمقراطية؟
ونقانق الديمقراطية عبارة عن نقانق أو برغر أو غيرها من اللحوم المشوية التي يبيعها متطوعون عند مراكز الاقتراع.
هذا التقليد الفريد، بات ملازمًا ليوم الاقتراع، حيث يتناول الناخبون وجباتهم بعد أداء واجبهم المدني، أو حتى قبله.
وتحولت هذه الظاهرة إلى جزء من المشهد الانتخابي العام، حتى أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور ومقاطع مصورة لناخبين يمسكون بنقانقهم بفخر تحت وسم «#نقانق_الديمقراطية».
وفي إحدى المنشورات الظريفة على منصة «إكس»، كتب ناخب مازحًا: «صوّت وأديت واجبي الوطني… ثم اشتريت نقانق الديمقراطية، ديمقراطية بطعم رائع».
«بادجي سمجلرز»
لكن النكهة الانتخابية لا تقتصر على النقانق وحدها. فقد أضاف بعض الأستراليين لمسة شاطئية على هذا الحدث السياسي، إذ شوهد عدد من المواطنين، لا سيما في سيدني، وهم يتوجهون إلى مراكز الاقتراع القريبة من الشاطئ بعد السباحة، مرتدين سراويل سباحة ضيقة تُعرف محليًا باسم «بادجي سمجلرز»، حتى إن البعض أدلى بصوته مباشرةً بعد خروجه من المياه!.
واستغلت إحدى العلامات التجارية لملابس السباحة هذه الأجواء بطريقتها الخاصة، إذ أعلنت شركة «بادجي سمجلرز» عن عرض خاص يتضمن تقديم قطعتين مجانيتين لأول 200 ناخب يتوجهون إلى صناديق الاقتراع وهم يرتدون هذه السراويل الشهيرة، في حملة جمعت بين التسويق والاحتفال بالتصويت.
وفيما تسيطر أجواء المرح على الشوارع، تتخذ المنافسة السياسية طابعًا أكثر جدية. فقد بدأت الانتخابات الوطنية وسط توقعات تميل لصالح رئيس الوزراء الحالي أنتوني ألبانيزي في مواجهة زعيم المعارضة المحافظ بيتر داتون.
وتُظهر المؤشرات أن التردد الشعبي إزاء التغيير لا يزال قائمًا، في ظل تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي والرسوم الجمركية المحتملة، ما يعزز فرص ألبانيزي في الحفاظ على موقعه.
وهكذا، بين شواء النقانق وسباحة البحر، تحتفظ الديمقراطية الأسترالية بنكهاتها الخاصة التي تجعل من يوم الاقتراع مهرجانًا شعبيًا بامتياز، يجمع بين الجدية والبهجة.
توقعات ترجّح كفة حزب العمال
وانطلقت الانتخابات الوطنية في أستراليا، اليوم السبت، وسط مؤشرات ترجّح فوز رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال، أنتوني ألبانيزي، على منافسه المحافظ بيتر داتون، في ظل تراجع رغبة الناخبين في التغيير بفعل المخاوف من الرسوم الجمركية وغموض المشهد الاقتصادي العالمي.
وقال ألبانيزي، في تصريحات من ملبورن، إن حكومته «أرست أسسًا متينة للغاية»، متعهدًا بتحسين القدرة على تحمّل تكاليف السكن وتعزيز نظام الرعاية الصحية خلال ولايته الثانية.
وفي المقابل، دعا زعيم المعارضة بيتر داتون، من المدينة ذاتها، إلى التصويت لائتلاف الأحرار، معتبرًا أن البلاد بحاجة إلى «تصحيح المسار».
وتأتي الانتخابات بعد أيام من فوز الليبراليين في كندا، مدفوعًا بردود فعل على رسوم ترامب الجمركية وتصريحاته حول السيادة الكندية، وهو ما انعكس أيضًا على الحملة الأسترالية التي شهدت تصاعدًا في التركيز على الاقتصاد والتجارة الخارجية.
وسعى حزب العمال إلى تصوير داتون كزعيم محافظ متشدد، في محاولة لربطه بالرئيس الأمريكي، خصوصًا في ظل تعهده بخفض الهجرة وتقليص الوظائف الحكومية.
وتقدّم ألبانيزي في استطلاعات الرأي، بينما تراجع داتون بعد أن فرضت واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 10% على صادرات أستراليا، رغم العلاقة الأمنية الوثيقة بين البلدين.
وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الثامنة صباحًا، على أن تُغلق عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي، في حين أدلى أكثر من 8 ملايين ناخب بأصواتهم قبل يوم الانتخابات من أصل نحو 18 مليون ناخب.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE0NyA= جزيرة ام اند امز