في مواجهة الصين.. أستراليا تغري دول المحيط الهادئ بشراكات غير مشروطة
وعدت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونج، بأن تكون مساعدات بلادها وتعاونها مع دول المحيط الهادئ "غير مشروطة"، فيما يبدو أنها "ضربة مستترة" للحكومة الصينية في الوقت الذي تعزز فيه الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية في المنطقة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء أنه في كلمة رئيسية لها في فيجي اليوم الخميس، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية الجديدة إن بلادها "سوف تظل شريكا مهما في تنمية" منطقة المحيط الهادئ في الأعوام المقبلة، بينما اتهمت الحكومة السابقة في كانبرا بتقويض العلاقات من خلال إهمال "مسؤوليتها عن اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ".
وتتزامن زيارة وونج لفيجي مع زيارة نادرة لوزير الخارجية الصيني وانج يي لمنطقة المحيط الهادئ، حيث يزور عددا كبيرا من الدول، من بنيها جزر سليمان وكيريباتي وبابوا غينيا الجديدة، في جولة تستغرق ثمانية أيام تبدأ اليوم الخميس.
ووصل وانج إلى جزر سليمان مساء الأربعاء، ومن المتوقع أن تكون كيريباتي المحطة الثانية من جولته.
وتأتي زيارة المسؤولين من أستراليا والصين في الوقت الذي أفادت فيه وسائل الإعلام بأن الحكومة الصينية تسعى إلى عقد اتفاقيات أمنية واقتصادية مع نحو 10 دول في منطقة المحيط الهادئ، ما يوسع بشكل كبير تعاون بكين مع المنطقة.
وسجلت الحكومة الصينية انتصارا دبلوماسيا كبيرا في أبريل/نيسان الماضي عندما أعلنت توقيع اتفاق أمني مع جزر سليمان، ما أرسل موجات سياسية صادمة إلى أستراليا ونيوزيلندا.
وقالت وونج في كلمتها، دون الإشارة إلى الصين مباشرة، إن أستراليا ترغب في "شراكات حقيقية" مع دول المحيط الهادئ.
وأضافت: "نحن شريك لن يفرض شروطا، ولن يفرض أعباء مالية لا يمكن تحملها. نحن شريك لن يقوض أولويات أو مؤسسات منطقة المحيط الهادئ. بل نؤمن بالشفافية".
وأعلنت وونج، التي أدت اليمين الدستورية يوم الإثنين الماضي، زيارتها فجأة لفيجي أمس الأربعاء. وسوف تلتقي رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما والأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادئ، هنري بونا.
جاءت تعليقات وونج بعد أن حذر رئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيز من أن حكومة الصين تخطط لأن يكون اتفاقها الأمني مع جزر سليمان "أول الغيث".
وقال ألبانيز -في كلمة للتلفزيون الأسترالي اليوم الخميس- إن الاتفاق مع جزر سليمان ما هو إلا بداية لطموحات الحكومة الصينية في منطقة المحيط الهادئ. وقال: "نحن نعلم أن الصين تنظر إلى ذلك على أنه أول الغيث، وهو مضمون زيارة وزير خارجيتها للمنطقة".
ويرغب ألبانيز في تقوية العلاقات مع المحيط الهادئ من خلال زيادة تمويل المساعدات الخارجية ودعم البنية التحتية. كما تعهد بمزيد من العمل بشأن تغير المناخ، وهي قضية أثارت انتقادات قادة المحيط الهادئ ضد سلفه سكوت موريسون.
aXA6IDMuMTM3LjE5MC42IA== جزيرة ام اند امز