مثل هذه الحوادث الجسيمة تهدد سلامة كوكبنا، ونحن جميعا معنيون بصونه والمحافظة عليه
يكثر الحديث عن البيئة وحمايتها، وقد يستغرب البعض عندما يعلم أن هناك أصواتاً لا تجد ضرراً ولا خطراً على البيئة والحياة البيئية، وأن دعوات المنادين لحماية البيئة هي مجرد وهم وصرف للموارد لا مبرر لها، وهذه الفئة تعتبر أن مناخ الأرض وطبيعته قادرة على الحماية، وعلى معالجة أي مخاطر، وأن ما يفعله الإنسان في الحياة البيئية يعد ضئيلاً؛ بل إنها لا تعد ما يقوم به الإنسان تخريباً ولا تهديداً.
إنها حقبة المصانع الضخمة التي تنفث ثاني أكسيد الكربون على كوكب الأرض حتى حدث ثقب الأوزون، وبات مشكلة عالمية تهدد سلامة الأرض برمتها.
لو رجعنا لتاريخ البشرية وكل ما فعلته على الأرض من ممارسات وأعمال محطمة ومدمرة من نفث للأدخنة والسموم، لأصبحت الحياة مستحيلة على كوكبنا، فما يعد اليوم مهدداً للحياة الفطرية والحيوانية والمناخ، سواء من نفث الأدخنة أو تدمير الغابات أو نحوها جميعها هي ممارسات تمت طوال تاريخ الإنسان، وكانت أرضنا قادرة على مقاومة مثل هذه التجاوزات؛ فالأرض قادرة على الصمود؛ بل طبيعتها التنوع والتشكل وفق الظروف، فهي تعالج نفسها بنفسها.
هناك سيل كبير من المزاعم في هذا الصدد، يتم ترديدها من هذه الأصوات، والحقيقة التي لا ينازع فيها أحد، أن كوكبنا برمته يتعرض لتهديدات جسيمة، وساعدت العلوم وتطور التكنولوجيا، فضلاً عن سرعة تنقل المعلومة في مختلف أرجاء الأرض على معرفة هذه التهديدات، ووضع اليد على كل هذا الحقائق المؤلمة، ولا مجال للمقارنة بين ما تعرضت له الأرض منذ مئات السنوات، مع هذه الحقبة الصناعية التي تعيشها البشرية منذ ثلاثة قرون من الزمن.
إنها حقبة المصانع الضخمة التي تنفث ثاني أكسيد الكربون على كوكب الأرض حتى حدث ثقب الأوزون، وبات مشكلة عالمية تهدد سلامة الأرض برمتها، وجميعنا يعلم ما فعلته كل هذه المصانع من تسميم الأنهار وقتلها للحياة النهرية، ولا ننسى تسبب تسربات النفط في نفوق الكثير من الحيوانات والمخلوقات البحرية.
اليوم تتابع البشرية حرائق أستراليا، التي اندلعت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ولا تزال مشتعلة حتى يومنا، ومعها نفقت الكثير من الحيوانات؛ بل إن هناك أنواعاً مهددة بالانقراض يخشى أنها نفقت في هذا الحرائق، ولشدة لهيبها واتساعها تم تصويرها بالأقمار الصناعية من الفضاء.
مثل هذه الحوادث الجسيمة تهدد سلامة كوكبنا، ونحن جميعاً معنيون بصونه والمحافظة عليه، فما يحدث اليوم في أستراليا مشكلة عالمية يجب التكاتف والتعاون؛ لإخمادها في أسرع وقت؛ إذ إن الكوكب لنا جميعاً.
نقلاً عن " الخليج "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة