فحص "الإسلام السياسي" قبل الهجرة.. سلاح النمسا الجديد لحماية أراضيها

ملفات عديدة شغلت حيز النقاش بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمستشار النمساوي كارل نيهامر، لكن أبرزها ملف الإرهاب.

فالمستشار النمساوي كارل نيهامر الذي حل ضيفا على القاهرة بحث مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخميس، ملف الحرب ضد الإرهاب والإسلام السياسي.

نيهامر وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي بقصر الاتحادية الرئاسي، قال إن "مباحثاتنا تناولت قضية الحرب ضد الإرهاب"، مؤكدا حاجة بلاده لخبرات مصر في مكافحة الإرهاب باعتبارها "أمرا مهما".

• في ذكرى تحريرها.. السيسي يتغنى بسيناء ويستذكر السادات

وشدد على أهمية التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، مضيفا "نفعل ما بوسعنا لما فيه الخير لشعبينا من تبادل المعلومات وتحديد العناصر الإرهابية".

المباحثات تناولت أيضا ملف الهجرة غير الشرعية، حيث أعرب مستشار النمسا عن تقديره لاستضافة مصر ما يزيد على 9 ملايين لاجئ، موضحا أنه سيكون هناك المزيد من التعاون بين أجهزة البلدين في هذا الصدد.

لكن أمرا لافتا جمع بين ملفي الهجرة والإرهاب، هو ما وصفته صحف نمساوية بـ"فحص" قبل الهجرة، لتفادي اختراق المجتمع النمساوي من قبل الإسلام السياسي، خاصة الإخوان الإرهابية.

صحيفة كورير، أحدث أكثر الصحف النمساوية انتشارا، كشفت أن مصر والنمسا تتفاوضان على إبرام اتفاقية تنقل، تتعلق بتسهيل الهجرة القانونية إلى أسواق العمل النمساوية والأوروبية على المدى الطويل.

وبموجب النقاط العريضة محل التفاوض في هذه الاتفاقية سيتم دعم عمليات التدريب والتأهيل في المهن الضرورية مثل قطاع الرعاية الطبية، في مصر، من أجل جلب الأشخاص الراغبين في العمل والمؤهلين إلى النمسا.

كما يجب، وفق الصحيفة ذاتها، "فحص الراغبين في العمل بالنمسا أمنيا" قبل السفر، لحماية فيينا من"اختراق الإسلام السياسي".

في المقابل، تعهدت مصر بقبول مواطنيها من طالبي اللجوء المرفوضين بالنمسا، إذ تقدم أكثر من 1500 مصري بطلبات لجوء في النمسا في عام 2022.

ومن المقرر أن يزور الرئيس عبدالفتاح السيسي فيينا في وقت لاحق هذا العام لتوقيع هذه الاتفاقية، إلى جانب اتفاقية أخرى بين البلدين حول الهيدروجين الأخضر، خاصة مع تحول مصر لمركز للطاقة.

ومن ثم، فإن اهتمام النمسا بتفادي اختراق الإسلام السياسي لمجتمعها، وبحث فحص الراغبين في العمل في الأراضي النمساوية أمنيا، يعد مرحلة جديدة من مكافحة فيينا لهذه التيارات، بعد مرحلة التحقيقات القانونية وحظر رموز الإخوان، وفق مراقبين. 

الرئيس المصري أكد بدوره خلال المؤتمر الصحفي أنه أطلع مستشار النمسا على النجاح الكبير الذي حققته القاهرة حكومة وشعبا في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية، بتضحيات كبيرة قدمها المصريون، وبرؤية شاملة تغطي كافة أبعاد وأسباب تلك الظاهرة البغيضة.