بطائرة مُستأجرة.. مستشار النمسا يروض الانتقادات بسماء أفريقيا
في الزيارات الخارجية الكبرى عادة ما يتركز الجدل السياسي حول البروتوكول والأجندة والمواقف السياسية وأحيانا درجة وحفاوة الاستقبال.
لكن رحلة مستشار النمسا، كارل نيهامر، الحالية إلى أفريقيا أثارت جدلا من نوع مختلف، يتعلق بتكلفة الطيران من النمسا إلى 3 دول أفريقية ثم العودة مجددا، في ظل سفر نيهامر رفقة وفد اقتصادي ووزاري كبير.
- الحبوب الأوكرانية تنشر الفوضى في أوروبا.. النمسا ترفض تداولها
- 1650 عملية نقل أسلحة عبر النمسا.. حياد مأزوم؟
وبدأ نيهامر، الإثنين الماضي، جولة حول أفريقيا تستمر حتى غدا الخميس، وشملت حتى الآن إنجولا وغانا، على أن تكون مصر محطتها الأخيرة، قبل العودة مجددا إلى فيينا.
ووفق المعلن، فإن ملفات زيارة نيهامر تشمل العلاقات الثنائية مع هذه الدول، والعلاقات الاقتصادية والأمنية، فضلا عن مساعي المستشار لصياغة استراتيجية بلاده الجديدة حول العلاقات مع أفريقيا.
ورغم هذه القضايا المهمة والأهداف الطموحة، إلا أن رحلة المستشار وقعت تحت طائلة الجدل، وأحيانا الانتقادات، بسبب تكلفة رحلة الطيران.
ووفق تقارير صحفية نمساوية، فإن رحلة المستشار إلى أفريقيا باهظة الثمن بالنسبة لدافعي الضرائب، إذ تتكلف الرحلات الجوية وحدها 71 ألف يورو فضلا عن نفقات الإقامة وغيرها.
فريق نيهامر وحده يتضمن 13 موظفا وطبيبا فضلا عن وزراء آخرين، فيما يشارك في الرحلة الرسمية العديد من ممثلي قطاع الأعمال النمساوي.
ووفق ما نقلته صحيفة هويته المحلية عن المستشارية، فإنه كان من الصعب السفر على رحلات جوية مجدولة، لأن الرحلة تتضمن تنقلات بين 3 دول في وقت قصير.
لذلك، درست المستشارية عروض شركات الطيران الخاصة، لاستئجار طائرة، ووقع الاختيار على شركة تشيكية مختصة في الطيران الرخيص، لحمل الوفد النمساوي في رحلة تبلغ إجمالا 15000 كيلومتر.
لكن تكلفة استئجار الطائرة جلبت الانتقادات للمستشار وفريقه، إذ تقول تقارير صحفية إنها تبلغ 71 ألف يورو، انتقادات طالت أيضا مدى جدوى الرحلة التي تكلف خزينة الدولة هذا المبلغ في بند واحد فقط هو الطيران.
وبحسب المستشارية النمساوية، فإن رحلة المستشار إلى أنغولا وغانا ومصر مفيدة وضرورية، سياسياً واقتصادياً، إذ يتعلق الأمر بالتعاون في مجالات عدة وتجنب تدفقات الهجرة وتعزيز الشراكة الاقتصادية.
وتابعت أن العديد من الشركات النمساوية نشطة اقتصاديًا في هذه البلدان، حيث تقوم ببناء الجسور أو محطات توليد الطاقة أو المستشفيات، ولهذا السبب يرافق المستشار وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال.
وأضافت: "هذا يخلق ويؤمن وظائف في النمسا ويعطي الناس في البلدان الأفريقية أملا في الغد".