انتقادات ومطالب بالتحقيق.. أموال دافعي الضرائب بجيوب إخوان النمسا
تقف الحكومة النمساوية في مرمى انتقادات من المنتظر أن تتزايد في الأيام المقبلة، بعد تدفق أموال دافعي الضرائب إلى جمعية إخوانية.
وما يغذي هذه الانتقادات وينتظر أن يزيدها حدة هو أن الجمعية التي تلقت هذه الأموال تصف الدولة النمساوية بأنها "عدو المسلمين".
وتدفقت مساعدات ضخمة إلى مؤسسات غير ربحية عدة في عموم النمسا، في إطار دعم الحكومة للمؤسسات المتضررة من جائحة كورونا والإغلاق المتكرر الذي حدث في البلاد.
المسؤول عن منح هذه المساعدات هو صندوق دعم المنظمات غير الربحية (NPO)، الخاضع إداريا لوزارة الثقافة التي يتولاها نائب المستشار فيرنر كوجلر المنحدر من حزب الخضر، وجرى نشر أرقام المساعدات خلال الأيام القليلة الماضية.
وبين العديد من المؤسسات التي حصلت على دعم في إطار الجائحة، الجمعية الإسلامية في النمسا التي تدير مسجد الهداية شديد الإشكالية، والذي يعد أحد محاور تحقيقات الادعاء النمساوي العام في ملف الإخوان.
وإجمالا، تلقت الجمعية الإسلامية في النمسا 99 ألف يورو من صندوق دعم المؤسسات غير الربحية، خلال السنوات التي تلت جائحة كورونا.
إعلان التبرعات بدأ يحرّك انتقادات كبيرة، اليوم الخميس، في النمسا، إذ قالت صحيفة فولكس بلات النمساوية: "في ضوء الدراسات الحالية حول الجمعية الإسلامية في النمسا، كان بإمكان وزارة كوجلر (نائب المستشار) التعرف بسهولة على الشكوك المحيطة بهذه الجمعية"، واستبعادها من دعم كورونا، مؤكدة ضرورة التحقيق مع المسؤولين عن هذه الواقعة.
والجمعية الإسلامية في النمسا والمسجد المرتبط بها يمثلان إشكالية كبيرة، إذ كانت المؤسستان من ضمن أهداف مداهمات الإخوان في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وخضع إمام المسجد للتحقيق.
بل إن دراسة لمركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة، ذكرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي: "يظهر التحليل أن إمام مسجد الهداية ينشر أيديولوجية الإخوان المسلمين في خطبه، ويمجد الاستشهاد والموت في خدمة الدين ويتعاطف علناً مع منظمة حماس الإرهابية الفلسطينية".
كما تم تحليل مكتبة المسجد في إطار الدراسة، حيث تم العثور على العديد من الكتب باللغة العربية ذات المحتوى الذي يحض على الكراهية والتطرف والعنف.
وفي دراسة لصندوق الاندماج نٌشرت مؤخرا، تمت الإشارة لمسجد الهداية برمز "AR03"، وخضعت خطب المسجد لتحليل محتوى على امتداد فترة زمنية طويلة.
وخلصت الدراسة من تحليل خطب المسجد (٦ خطب) إلى أنه "يتم التبشير بنظرة ثنائية صارمة للعالم، تقسمه إلى "مؤمنين" و"كفار"، إلى الأمة المسلمة وبقية العالم والترويج بأن بقية العالم معادٍ للأمة ويحاول تدميرها".
وتابعت الدراسة: "تبنت الخطب عدم الثقة والعداء تجاه المجتمع النمساوي ذي الأغلبية غير المسلمة، بل قللت من المجتمع النمساوي وتصفه بصفات دونية".
ومضت قائلة "مرارًا وتكرارًا في الخطب، يتم التقليل من قيمة غير المسلمين على أنهم (كفار)، وفي نفس الوقت توصف الدولة النمساوية بأنها عدو المسلمين، وأن حكومتها تحاول منع بناء المساجد".
الدراسة قالت أيضا: "ترفض الخطب النمسا والمجتمع النمساوي وقيمهما وقوانينهما ودستورهما، ويُنظر إليها على أنها تهديد لوجود المسلمين، ما يحض على العزلة ويحاول خلق نظام فصل مجتمعي، وخلق مجتمع مواز".
ومضت قائلة "هناك ميل في الخطب نحو عدم التسامح تجاه الثقافات الأخرى والجماعات العرقية الأخرى والأديان والقيم الليبرالية".
الاستثناء الوحيد كان خطبة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أي بعد أيام من مداهمات الإخوان، وشعور المسجد والقائمين عليه بأنهم خاضعون للمراقبة، إذ تغيرت الأفكار الواردة في الخطبة وكانت أكثر انفتاحا، ما فسرته الدراسة بأنه كان رسالة للمراقبين وليس لجمهور المسجد.
الدراسة قالت: "النتيجة النهائية باختصار: يدعو هذا المسجد إلى إسلام أصولي قائم على أيديولوجية الإخوان المسلمين وموقف غير متسامح تجاه بقية العالم".
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز