مؤلفة كتاب «كاملات عقل ودين» لـ«العين الإخبارية»: حديث «ناقصات» منسوب للنبي (حوار)
![الباحثة أسماء عثمان الشرقاوي](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/05/214-221431-aba56f90-fadc-415b-a323-6049491185a1_700x400.jpg)
أثارت الباحثة أسماء عثمان الشرقاوي جدلًا واسعًا في مصر بسبب كتابها "كاملات عقل ودين"، الذي عُرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وكانت دار السراج للنشر والتوزيع قد قررت سحب الكتاب من معرض القاهرة للكتاب في دورته الـ56، بعدما أثار جدلا واسعا بين الزوار وبعد موجة من الاعتراضات حول عنوانه بعدما رأى البعض أن عنوانه يتناقض مع الحديث النبوي الشريف "ناقصات عقل ودين".
الكاتبة حاصلة على بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ودبلوم من معهد الدراسات الإسلامية، وتعمل في مجال الدعوة منذ 25 عامًا. ولها عدة كتب، منها "فهم الأقدار".
وعلى خلفية الجدل المثار حول كتابها وقرار سحبه من المعرض وعرضه على لجنة من الأزهر الشريف، أجرت "العين الإخبارية" هذا الحوار مع الكاتبة:
بداية.. لماذا تناولت حديث "ناقصات عقل ودين" بصورة مختلفة؟
الذي دفعني لكتابة هذا الكتاب ما كنت أجده أثناء أبحاثي المختلفة من أقوال منسوبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيها إهانة للمرأة المسلمة والتي يستحيل وهو ذو الخلق العظيم الذي جاء برسالة الرحمة للعالمين أن يكون قد قالها، كمثال، ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمْ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ كَلْبًا وَحِمَارًا، ...." مسند الإمام أحمد.
وعندما ذُكر أمام سيدنا ابن عباس هذا القول، استنكر بشدة هذه المقولة استنادًا فقط لرفضه هذا التشبيه المؤذي المهين والذي لا يتفق ومكانة المرأة المسلمة. ولا يتفق مع ما هو معروف من كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام الطيب.
لكن كتابك واجه انتقادات عنيفة وكان الهجوم الأكبر أنك تعمدتِ الإساءة إلى الحديث النبوي؟
لم يواجه انتقادات حقيقية، إنما واجه حملة مدفوعة الأجر، ومن انتقده من عنوانه أخطأ، إن الظن لا يغني من الحق شيئًا، فمن أراد النقد فليتبع أسلوبًا علميًا ويقرأ الكتاب أولًا ثم ينقده.
وبالطبع لا توجد أي إساءة للحديث النبوي، لا متعمدة ولا غير متعمدة، الكتاب بحث علمي لينفي عن الحديث ما لحق به من إساءات غالبًا متعمدة.
وأنا قررت أن أبحث في هذا الأمر لأنه ديني الذي أمرت من رب العالمين أن أبحث فيه وأتفكر وأتدبر حتى أحقق الإيمان لنفسي، فقد اعتبر بعض العلماء أن التقليد في الإيمان شرك بالله تعالى، فالإسلام يورث، فالمسلم يولد مسلمًا، لكن الإيمان القلبي والعقلي عمل فردي شخصي لا بد أن يقوم به كل إنسان.
وماذا عن حديث "ناقصات عقل ودين"؟
أثبت في هذا الحديث أكثر من 20 دليلًا أنه يستحيل أن يكون قول الرسول عليه الصلاة والسلام، فالكتاب كله للبحث في أنه هل هو قول الرسول أم لا؟.
وكتابي تضمن عرضًا لآراء العلماء الذين انتقدوا متون أحاديث في صحيح البخاري، بدءًا من أبو بكر الإسماعيلي (371 هـ) إلى الشيخ محمد الغزالي (1416 هـ)، مع ذكر أمثلة محددة لما نقدوه... وقد ذكرت تحديدًا ما نقدوه في البخاري.
وفي الكتاب نقد لمتون 6 أحاديث:
- ناقصات عقل ودين
- لَوْلاَ حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا
- إنَّ المَرأةَ تُقبِلُ في صورةِ شَيطانٍ، وتُدبِرُ في صورةِ شَيطانٍ
- إن المرأة خلقت من ضلع أعوج
- فإنما هن عوانٌ عندكم
- لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً
جدلية إرسال الحيض أول الأمر على نساء بني إسرائيل كما جاء في "البخاري" وهو ما يختلف عن حديث "إن هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم".. إلى ماذا نرتكن؟
نرتكن للعقل الذي ميزنا به رب العالمين وللواقع المشاهد، فالحيض نعمة الله تعالى للبشرية ولولاه ما قامت، ورب العالمين لم يخلق أمرًا إلا وهو الخير كله، فهو بيده الخير ولا يُقدر إلا كل ما هو خير، فهو ليس بعقوبة كما يقول الجهلاء، لكنه أمر قد كتبه الله تعالى لنفع البشرية كلها، تحملته المرأة التي لها الثواب والأجر عليه.
ولكن النبي أكد فيما أخرجه الشيخان أن نصف شهادة المرأة والحيض هما المعنيان بالنقص.. فلماذا تصرين على أنهن "كاملات عقل ودين"؟
أوضحت هذا بالتفصيل بالكتاب، وأثبت بالأدلة أن الشهادة والحيض لا علاقة لهما بأي نوع من أنواع النقص، والأهم أن الرسول لم يقل ذلك. وأصر على أنهن كاملات لأنهن كاملات، لم يذكر القرآن الكريم أي نوع من أنواع النقص في خلقة المرأة أو عقلها أو دينها أو تصرفاتها.
والمقصود بأنهن كاملات بأنه إذا كان النقص مقصودًا به المقارنة بكمال الرجل، فهن مثله تمامًا كاملات. يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..) الإسراء 70. فكل من خلقه الله تعالى من بني آدم مكرمين، فالله تعالى لا يفضل أحدًا على أحد إلا بالتقوى.
هل ترين أن تفسير الأحاديث حينما استند إلى الرجال على مدار التاريخ لم ينصف المرأة؟
والله في عصور الاضمحلال وانتشار الجهل وثقافة القطيع، تفسير الأحاديث أو ما يقال عنها أحاديث وهي غير صحيحة، لم ينصف الرجل ولا المرأة، فالمرأة هي الأم والمربية والراعية والموجهة والداعمة ... فإن أدت هذه التفاسير لنشأة المرأة في جو من القهر والظلم والإهانة، فقد أسأنا إلى الرجل الذي ستربيه، لأنها تخرج بشخصية بها اضطرابات شديدة لا بد أن تنقلها لأولادها، لندخل في دائرة كارثية تؤدي بنا إلى ما نراه الآن من شخصيات مليئة بالاضطرابات تنتقل من جيل لآخر.
كيف استقبلت قرار دار النشر بسحب الكتاب من معرض القاهرة؟
هم سحبوا الكتاب لما تعرضوا لهجوم إلكتروني عنيف من لجان إلكترونية مدفوعة الثمن، أدت لأضرار شديدة بهم، فاضطروا لسحب الكتاب، وأنا تعاطفت معهم واعتذر لي الناشر وقبلت اعتذاره وقلت له افعل ما فيه مصلحتك، واستودعت الكتاب الله تعالى. ولا، لم أتعاقد مع أي دار نشر أخرى إلى الآن.
هل طرح الكتاب على الإنترنت رد فعل على سحبه من المعرض؟
أنا لم أكن أخطط لهذا، لكن الضغط الهائل الذي حدث من الناس لمعرفة ما في هذا الكتاب، دفعني للسماح لهم لأن هدفي الأول نشر العلم.
ما رأيك في الدعوات التي يوجهها بعض المثقفين لإعادة النظر في كتب التراث وتنقية الأحاديث النبوية؟
أكيد موافقة عليها، لكن المفروض ننتقل من مرحلة الدعوات إلى مرحلة العمل الجاد في هذا الأمر. وكتابي هو أحد المحاولات الجادة للنفي عن رسولنا الكريم ما لم يقله.
فالرسول عليه الصلاة والسلام قال "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ" وجملة سيدنا أبو بكر عن الرسول "إن قال فقد صدق"... لقد بينت في كتابي أنهما المحركان الرئيسيان لبحثي، وفسرت هذا البحث على أنه دعوة لمراجعة "إن قال"، فإن تأكدنا أنه عليه الصلاة والسلام قد قال، فقد صدق وله المحبة والطاعة، وإن ظهر ما يثبت أنه لم يقل، فلا مجال للعمل بقول لم يقله، لأنه بذلك يُدخل في الدين ما ليس منه، وهذا افتراء على الله ورسوله وإفساد في الأرض، ويقول المولى تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
aXA6IDMuMTQ1LjQ2LjIxMiA= جزيرة ام اند امز