الوقود المستدام أكبر تحديات صناعة الطيران لتكون "صديقة للبيئة"
حركة الطيران مسؤولة عن 3% من انبعاثات الكربون المضرة بالمناخ في العالم، على ما تفيد الوكالة الأوروبية للبيئة.
تكثف شركات صناعة الطيران الجهود لتصبح أكثر مراعاة للبيئة بدفع من المستهلكين مع نماذج لطائرات نفاثة بانبعاثات أقل تبدو وكأنها خارجة من فيلم خيالي علمي.
وتتعرض سمعة الطيران لانتقادات كثيرة في حقبة تختار فيها الناشطة الشابة المدافعة عن البيئة جريتا تونبرج السفر في مركب مراع للبيئة، ويستعر فيها الانتقاد اللاذع لاستقلال الرحلات الجوية في بلدها السويد.
- صناعة الطيران تسهم بـ45% في الناتج المحلي لدبي 2030
- صفقة الـ121 مليار دولار.. اندماج في صناعة الطيران يثير قلق البنتاجون
فحركة الطيران مسؤولة عن 3% من انبعاثات الكربون المضرة بالمناخ في العالم، على ما تفيد الوكالة الأوروبية للبيئة، فيما يشهد العالم موجات حر قياسية وارتفاعا في عدد حرائق الغابات والعواصف التي يزيد من حدتها ارتفاع مستوى البحار.
وكانت كلمة "الاستدامة" على كل لسان في سنغافورة في أكبر معرض للطيران في آسيا، استخدمت فيه ألواح الطاقة الشمسية للحصول على التيار، وتنافست خلاله مجموعات صناعة الطيران وشركات الخطوط الجوية على قطع وعود باعتماد نهج أكثر استدامة.
إلا أن بعض المدافعين عن البيئة انتقدوا هذه الالتزامات معتبرين أنها مجرد "تمويه أخضر" أي عملية علاقات عامة لن تفيد كثيرا في خفض الأضرار الناجمة عن الكمية الكبيرة من وقود الطيران الذي يستهلك سنويا.
وقال بول شتاين كبير خبراء التكنولوجيا في شركة "رولز رويس" لصناعة محركات الطائرات لوكالة فرانس برس "يخضع قطاع الطيران لضغوط كبيرة لتحسين صورته على صعيد الاستدامة".
وأضاف أن شركات الطيران "تعمل معنا على إيجاد سبل لزيادة توافر الوقود المستدام وكيف يمكن لاعتماد الكهرباء للتأثير عليها.. وهي تدرس أيضا إمكانية صنع محركات وهياكل أكثر فعالية" على صعيد استهلاك الطاقة.
- خفض الانبعاثات
وكان قطاع الطيران تعهد بخفض انبعاثاته الصافية من الكربون بالنصف بحلول 2050 مقارنة بمستويات عام 2005. وذهب هذا القطاع في بريطانيا أبعد من ذلك خلال الشهر الحالي متعهدا بأن يكون عديم الانبعاثات بحلول عام 2050 أيضا.
في معرض سنغافورة للطيران، كشفت شركة صناعة الطيران الأوروبية "إيرباص" عن نموذج لطائرة طليعية مع أجنحة وهيكل مدمجة ومحركين خلفيين.
وأوضحت الشركة أن من شأن هذا التصميم أن يخفض استهلاك الوقود بنسبة 20% مقارنة بالطائرات الحالية بممر واحد.
وأطلق على التصميم اسم "مافريك" وقد جرب للمرة الأولى في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وحرصت شركة "إيه تي أر" الإيطالية الفرنسية على تأكيد أن طائراتها المجهزة بمحرك يعمل بمراوح توربينية، وهو محرك شائع الاستخدام في الرحلات القصيرة، تستهلك الوقود بنسبة تقل 40% عن الطائرات النفاثة من الحجم نفسه.
وأوضح المدير التنفيذي للشركة ستيفانو بورتولي "نقيم توازنا بين استهلاك الوقود والسرعة. الطائرة النفاثة قد تكون أسرع بخمس أو عشر دقائق لكنها تلحق أضرارا أكبر بكثير على صعيد التلوث".
- حلول بطيئة
وحصلت خطوات أيضا باتجاه صنع طائرات كهربائية. وأجرت أول طائرة كهربائية بالكامل في العالم من تصميم "ماجنيكس"، أول رحلة تجريبية لها في كندا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في المقابل، تطور شركة "سمارتفلاير" السويسرية طائرة هجينة تتسع لأربعة أشخاص على أن تجري أول رحلة لها في 2022. وهذه الطائرة تصدر انبعاثات وضجة أقل فضلا عن كلفة تشغيل أدنى بسبب اقتصاد في استخدام الوقود.
إلا أن المدير في الشركة ألدو موتاناري حذر من أن هذه المشاريع لن تكون سريعة التنفيذ.
وأوضح: "الضغوط كبيرة وأظن أن القطاع أدرك ذلك لكنه بحاجة إلى وقت للتفاعل ولا يقدر على ذلك في غضون سنة. ينبغي التأكد من السلامة".
ويعتبر الوقود الحيوي سبيلا رئيسيا لقطاع الطيران لتخفيض انبعاثات الكربون وقد شغلت شركات طيران عدة في السنوات الخيرة رحلات تجارية مستخدمة هذا المصدر.
إلا أن أسعار الوقود الحيوي تبقى أعلى من الوقود العادي وهي تشكل جزءا صغيرا فقط من كمية الوقود التي تستخدمها الطائرات النفاثة على الصعيد العالمي.
ورغم هذه الجهود، يتهم المدافعون عن البيئة قطاع الطيران بالتحرك ببطء شديد رغم بروز أدلة متزايدة على تأثير التغير المناخي المدمر.
وقالت ديوي زلوخ الناشطة في مجال المناخ والطاقة في منظمة "جرينبيس" "ستحتاج شركات الطيران إلى وقت طويل لتصبح مستدامة. والحلول التكنولوجية ستحتاج إلى عقود".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMjA2IA== جزيرة ام اند امز